لماذا لا تدخل القاعدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
لماذا لا تدخل القاعدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
دراسة تتناول أسباب غياب القاعدة عن ساحات الجهاد ضد الكيان الصهيوني:
القاعدة وإسرائيل؛ مواجهة أم تحالف؟ لماذا لا تدخل القاعدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
تدعّي القاعدة مع اتساع رقعة عملياتها بأنها استطاعت شن هجمات انتقامية ضد جميع الدول التي هاجمت البلدان الإسلامية، لكن السؤال الذي يطرح هنا لماذا لم تنفذ القاعدة أي عملية ضد الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ؟
أحد التساؤلات والشكوك التي تحوم حول نشاط القاعدة يعود إلى عدم إقدامها حتى الآن بالرغم من كل ادعاءاتها على مواجهة المستعمرين والمحتلين ولم تتخذ أي إجراء ضد الكيان الصهيوني الغاصب ولم تتبنى في بياناتها وإعلاناتها أي مواقف ثابتة وقوية ضد هذا الكيان. سوف نبحث في هذه الدراسة هذا الأمر بشكل مفصل.
للنظام الفكري المسيطر على تنظيم القاعدة أصول سلفية يجب بحث جذورها في أفكار الخوارج وعقائد أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. طبعاً رغم الشعارات والادعاءات الإصلاحية والإسلامية وبسبب طبيعتها الرجعية و بنيتها الأصولية السلفية تمضي باتجاه محاكاة الماضي والتشّبه به. في حين تدعّي القاعدة أنها تسعى لإقامة نظام إسلامي في العالم يضع أسسه وبنيانه الأصوليون والسلفيون؛ عالم يخضع لخليفة واحد.
تستند المكونات الرئيسية لتفكير القاعدة وزعمائها على 3 محاور هي:
أ)- الجهاد ومحاربة الكفر.
ب)- استرجاع الهوية القديمة (العودة إلى الإسلام "الصحيح ").
ج)- تطهير الدول الإسلامية من الحكام الفاسدين.
حظيت هذه المنظمة خلال عملية تشكيلها بدعم السعودية وباكستان وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية. وحول كيفية قيام الولايات المتحدة بدعم القاعدة وتضليل الاتحاد السوفيتي أثناء الهجوم على أفغانستان يقول وزير الخارجية الأمريكي السابق " زبيغنيو بريجنسكي": "بحسب روايات التاريخ الرسمية، بدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بمساعدة المجاهدين عام 1980 أي بعد الهجوم السوفيتي على أفغانستان في 24 كانون الأول 1979، لكن الواقع يظهر أنه في 3 كانون الأول 1979 وقع الرئيس الأمريكي كارتر أول أمر يقضي بتقديم المساعدات السرية لمعارضي نظام الحكم في كابول حليف الاتحاد السوفيتي وفي ذلك اليوم كتبتُ مذكرة للرئيس شرحت له أنه برأيي ستؤدي هذه المساعدة إلى تدخل الاتحاد السوفيتي عسكرياً…[بالرغم] من أننا لم ندفع الروس للتدخل، لكن من المحتمل أننا دفعناهم لزيادة سرعة تحركهم… عندما عبر الروس رسمياً من الحدود، كتبت للرئيس أنه ما تزال لدينا الفرصة المواتية لكي نهدي الروس فيتنام سوفيتية… هذا النزاع تسبب في زعزعة وفي النهاية انهيار الاتحاد السوفيتي… أيهما أكثر أهمية في نظر العالم، "الطالبان" أم "سقوط الاتحاد السوفيتي"؟ بعض الإسلاميين الهائجين أم تحرير أوربا الوسطى ونهاية الحرب الباردة ؟
منذ عدة أيام أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية المقالة هيلاري كلينتون على هذا الأمر حيث قالت في خطاب موجه إلى الكونغرس أن القاعدة وطالبان ثمرة بذار زرعتها الحكومة الأمريكية في أفغانستان وحصدتها فيما بعد. وتضيف: "لدينا نوع ما سوابق تاريخية في الدخول إلى باكستان والخروج منها، فلنتذكر الأشخاص الذي نقاتلهم اليوم، منذ 20 عام خلت دفعنا تكلفة إعدادهم وظهورهم، بذريعة أننا كنا في موقع اشتباك شديد مع الاتحاد السوفيتي".
ما هي الأوجه المشتركة بين عناصر القاعدة:
الجميع يعتنقون الفكر الوهابي ويتعصبون له، اختاروا المضي في طريق المواجهة المسلحة للوصول إلى أهدافهم ويعتبرون أمريكا وإسرائيل عدو المسلمين المشترك ويطالبون بخروج أمريكا من الدول الإسلامية ومحو إسرائيل عن الوجود بشكل كامل.
تشير المعلومات المتوفرة عن تنظيم القاعدة إلى أن أسامة وزعماء تنظيمه كانوا يعتبرون الولايات المتحدة الأمريكية عدوهم الأول إباّن المرحلة الأولى من بناء تنظيم القاعدة في أفغانستان نهاية عقد الثمانيات. حيث كان هدفهم الأول في ذلك الوقت تشكيل مجموعات جهادية في الدول العربية بهدف بدء الهجوم على حكومات هذه الدول والإطاحة بها وتشكيل حكومات تتخذ من الشريعة الإسلامية منهجاً لها. لكن هجوم العراق على الكويت في 1990 والتداعيات المرافقة لهذا الهجوم كتدفق القوات الأمريكية إلى منطقة الخليج العربي صاعد من مواقف القاعدة السلبية اتجاه الأمريكيين.
في 23 شباط 1998 أصدرت القاعدة بياناً مهماً تحت عنوان "الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والنصارى". تم الاتفاق بين بن لادن وقادة المجموعات الإسلامية في مصر وباكستان وبنغلادش على تشكيل جبهة الحرب ضد الأمريكيين وحلفائهم لأنهم - بحسب تصورهم - أعلنوا الحرب على الله والنبي والمسلمين. وبحسب هذا البيان، فإن جرائم وأخطاء الولايات المتحدة يمكن تقسيمها إلى 3 محاور وحسب رأي بن لادن هناك 3 حقائق من المسلمات لا يمكن لا أحد أن ينكرها، وقد عنون أحد الأهداف على هذا النحو: "الهدف الرئيسي للولايات المتحدة دعم الدولة اليهودية وحرف الرأي العام العالمي عن قضية احتلال بيت المقدس وإبادة المسلمين، لذلك فإن الجواب الوحيد المناسب والذي يتوجب على المسلمين كافة إتباعه ضد هذه الجرائم هو الجهاد الدفاعي وهو واجب عيني ووظيفة كل مسلم و مسلمة".
بعد مقتل أسامة اعتبر أيمن الظواهري الزعيم الحالي لهذا التنظيم أن هدف القاعدة هو إقامة حكم الله في الأرض. وباعتقاده لا يمكن تجنب مواجهة الاتحاد اليهودي-الأمريكي ويعتبره مصيره وواجبه. من هنا طالب بعد حدوث بعض التحولات في الشرق الأوسط وظهور عناصر جديدة طالب بمواجهة الصهاينة وأصدر بياناً طالب فيه الشعب المصري الاحتجاج على سياسات الرئيس محمد مرسي لعلاقة هذا البلد مع إسرائيل والسير باتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين. كما أعلن زعيم القاعدة أنه خلال فترة تزعمه لهذا التنظيم "سيستمر الجهاد ضد المرتدين بزعامة أمريكا وتابعتها إسرائيل اللتان تنتهكان الأراضي الإسلامية".
تابع