من أهل الدار
مجهول الهوية
تاريخ التسجيل: November-2013
الدولة: العراق - النجف الاشرف
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,094 المواضيع: 1,535
صوتيات:
4
سوالف عراقية:
0
مزاجي: الحمد لله طبيعي
المهنة: طالب جامعي
أكلتي المفضلة: كل المقسوم من نعمة ربي
موبايلي: nokia صوتي فقط
آخر نشاط: 8/December/2018
نبذى عن حياة السيدة خديجة « اُمّ فاطمة » (عليهما السلام)
1 ـ شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة » (عليهما السلام) :
ولدت السيّدة خديجة بنت خويلد زوجة النبيّ الاُولى من أبوين قرشيين كلاهما من أعرق الاُسر في الجزيرة العربية، وقد اجتمع لها بالإضافة إلى هذا النسب الرفيع، الذكر الطيب والخلق الكريم والصفات الفاضلة، وبلغ من علوّ شأنها أنّها كانت قبل أن تتزوّج بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) تُعرف بالطاهرة وبسيّدة نساء قريش، وهي مع ذلك من أثرياء قريش وأوسعهم جاهاً ومفطورة على التديّن بعاملي الوراثة والتربية ، فأبوها خويلد هو الذي نازع ( تُبّعاً الآخر ) ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود معه إلى اليمن، فتصدّى له ولم ترهبه قوّته وكثرة أنصاره حرصاً منه على هذا النسك من مناسك دينه[1] .
وأسد بن عبد العزى ـ جدّ السيّدة خديجة ـ كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي تداعت له قبائل من قريش ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممّن دخلها من سائر الناس إلاّ قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى تُرد مظلمته ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم ، ولو اُدعى به في الإسلام لأجبت »[2] .
وابن عمّها ورقة بن نوفل كان يعكف على دراسة كتب النصارى واليهود، ويعمل بما يستحسنه منهما، لا لأنه كان يعاشر النصارى واليهود، ولا لأنّ مكة كانت مقراً لهما، بل لأنّه كان يسخر من عبادة الأصنام والتماثيل ويبحث عن دين يطمئن اليه[3] .
إذن كانت السيّدة خديجة من اُسرة عريقة معروفة بالعلم والديانة، وكان ذووها على الحنيفيّة دين إبراهيم (عليه السلام) ، وممّن ينتظرون ظهور دين الحقّ في بلاد الجزيرة العربية[4].
2- نشاطها التجاري :
خطب أشراف قريش السيّدة خديجة وقدّموا لها العروض المغرية فلم تستجب لأحد منهم[5] ، وظلّت تعيش بعيدةً عن الرجال ومشاكلهم طيبة النفس مرتاحة الضمير، لأنّ أكثر الخاطبين كانوا يضعون في حساباتهم ثروتها الواسعة حتى بلغت الأربعين من عمرها .
كانت في يدي السيّدة خديجة أموالٌ طائلة، ولكنّها لم تترك هذه الأموال راكدةً ولم ترابِ بها في زمان كان الربا رائجاً ، وإنّما استثمرت هذه الأموال في التجارة واستخدمت رجالاً صالحين لهذا الغرض ، واستطاعت أن تكسب عن طريق التجارة ثروة ضخمة .
ويروي المحدّثون أنّ السيّدة خديجة كانت ترسل في تجارتها إلى الشام جماعة بأجر معين ، وقبيل زواجها بالنبيّ أرسلت اليه ليذهب في تجارتها وبذلت له ضعفي ما كانت تبذله لغيره لأنّه كان حديث الناس رجالاً ونساءً في أمانته وصدقه واستقامته ، فوافق على طلبها بعد أن استشار عمّه أبا طالب ، وأرسلت معه غلامها ميسرة لخدمة القافلة ورعايتها ، وكانت الرحلة ناجحة وموفّقة بشكل لم تُوفّق له رحلة قبلها ، وأسرع ميسرة قبل دخول القافلة مشارف مكة ليخبر خديجة بما جرى وما حدث لمحمد (صلى الله عليه وآله) في طريقه مع بحيرا الراهب وغيره .
ومن نبوغ وحدّة ذكاء السيدة خديجة ونظرتها البعيدة أنّها أدركت عظمة شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسموّ أخلاقه قبل تكليفه برسالة السماء، فاختارته زوجاً لها من دون الرجال والشخصيات المرموقة الذين تقدّموا لخطبتها، بل إنّها هي التي تقدّمت وعرضت نفسها ورغبت في الاقتران به ، على رغم البون الشاسع بين حياتها المادية وحياته البسيطة .
وجاء في تاريخ اليعقوبي عن عمار بن ياسر أنّه قال : أنا أعلم الناس بزواج خديجة بنت خويلد من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لقد كنت صديقاً له وإنّا لنمشي يوماً بين الصفا والمروة وإذا بخديجة واُختها هالة معها، فلمّا رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءتني اُختها هالة وقالت : يا عمار! ما لصاحبك رغبة في خديجة ؟ فقلت لها : والله لا أدري ، فرجعتُ اليه وذكرت ذلك له ، فقال لي : إرجع فواضعها وعدها يوماً نأتيها فيه ، فلمّا كان ذلك اليوم أرسلت إلى عمّها عمرو بن أسد ودهنت لحيته وألقت عليه حبراً ، ثم حضر رسول الله(صلى الله عليه وآله) في نفر من أعمامه يتقدّمهم أبو طالب، فخطب في الحاضرين، وتمّ الزواج بينهما .
وأضاف عمّار : أنّها لم تستأجره في تجارتها ولم يكن أجيراً لأحد أبداً[6] .
3-مكانة خديجة (رضي الله عنها) لدى النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
اجتمع شمل محمّد (صلى الله عليه وآله) وخديجة وتأسست الأُسرة وبُني البيت الذي يغمره الحبّ والسعادة والحنان والدفء العائلي والانسجام ، فقد كانت أول من آمن بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من النساء، وبذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة ، وجعلت ثروتها بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله) وقالت : جميع ما أملك بين يديك وفي حكمك ، اصرفه كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر دينه .
وتحمّلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها ، وكان هذا الإخلاص الفريد والايمان الصادق والحبّ المخلص من خديجة حريّاً أن يقابله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يستحقّ من الحبّ والإخلاص والتكريم، وبلغ من حبّه لها وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة أنّ هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بعد موتها ، ولم تستطع أيّ من زوجاته أن تحتل مكانها في نفسه ، حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : وخير نساء اُمتي خديجة بنت خويلد ...[7] .
وعن عائشة أنّها قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت : وهل كانت إلاّ عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها ؟ قالت : فغضب حتى اهتز مقدّم شعره وقال : « والله ما أخلف لي خيراً منها ، لقد آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس وأنفقتني مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء » . قالت : فقلت في نفسي : والله لا أذكرها بسوء أبداً[8] .
وفي رواية : أنّ جبرئيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : « يا محمد! هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها ، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب، لاصخب فيه ولا نصب »[9] .
وكان (صلى الله عليه وآله) يحترم صديقاتها إكراماً وتقديراً لها، كما جاء عن أنس
أنّ النبّي (صلى الله عليه وآله) كان إذا اُتي بهدية قال : «إذهبوا إلى بيت فلانة فإنّها كانت صديقة لخديجة ، إنّها كانت تحّبها»[10] .
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا ذبح الشاة يقول : «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة»، فتسأله عائشة في ذلك فيقول : «إنّي لاُحب حبيبها» .
وروي أنّ امرأة جاءته (صلى الله عليه وآله) وهو في حجرة عائشة فاستقبلها واحتفى بها ، وأسرع في قضاء حاجتها ، فتعجّبت عائشة من ذلك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة» .
إنّ خديجة لَتستحق كلّ هذا التقدير والاحترام من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن بلغت المقام السامي والدرجة العالية عند الله حتى حباها ربّ العالمين بالدرجة الرفيعة في الجنة، وقد أوضح رسول الله مكانتها في الجنة بقوله (صلى الله عليه وآله) : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم إمرأة فرعون»[11] .
وكانت خديجة تؤازره على أمره في تبليغ الدعوة، فخفّف الله عن رسوله (صلى الله عليه وآله) بمؤازرتها، فكانت تسرّه وتروّح عنه عندما كان يجد قسوة وغلظة أو ما يكره من ردّ وتكذيب من قريش فيحزن فإذا رجع إلى داره هوّنت عليه معاناته (صلى الله عليه وآله) وبثّت فيه النشاط كي لا يشعر بالتعب، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله) يسكن اليها ويشاورها في المهم من اُموره[12] .
|
[1] سيرة الأئمة الإثني عشر ، للسيد هاشم معروف الحسني : 1 / 42 .
[2] سيرة ابن هشام : 1 / 134 ط دار المعرفة ـ بيروت .
[3] سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 42 .
[4] ومن هنا يظهر أنّها لم تتزوّج أحداً قبل الرسول (صلى الله عليه وآله) فضلاً عن أن تكون قد تزوجّت بزوجين مشركين وفاقدين لأيّ مكانة بين الناس ، ويؤيد ذلك ما جاء به البلاذري في أنساب الاشراف وأبو القاسم الكوفي في الاستغاثة وغيرهما . راجع الصحيح من السيرة للعاملي وكامل بهائي لعماد الدين طبري ومناقب ابن شهر آشوب.
وعن ابن عباس أنّ عمرها حين الاقتران بالرسول (صلى الله عليه وآله) كان 28 عاماً . راجع شذرات الذهب : 1 / 14، وأنساب الأشراف : 1 / 98 .
[5] ومن هنا يظهر أنّها لم تتزوّج أحداً قبل الرسول (صلى الله عليه وآله) فضلاً عن أن تكون قد تزوجّت بزوجين مشركين وفاقدين لأيّ مكانة بين الناس ، ويؤيد ذلك ما جاء به البلاذري في أنساب الاشراف وأبو القاسم الكوفي في الاستغاثة وغيرهما . راجع الصحيح من السيرة للعاملي وكامل بهائي لعماد الدين طبري ومناقب ابن شهر آشوب.
وعن ابن عباس أنّ عمرها حين الاقتران بالرسول (صلى الله عليه وآله) كان 28 عاماً . راجع شذرات الذهب : 1 / 14، وأنساب الأشراف : 1 / 98 .
[6] أورد حديث زواجه منها على هذا النحو ابن كثير في تأريخه البداية والنهاية: 2 / 361 بعد أن أورد الصورة الاُولى الشائعة بين المحدّثين .
[7] تذكرة الخواص : 302 (طبعة النجف) ، وراجع مسند الإمام أحمد : 1 / 143 .
[8] تذكرة الخواص : 303 .
[9] المصدر السابق : 302 .
[10] سفينة البحار : 2 / 570 ( الطبعة المحققة ) .
[11] ذخائر العقبى ، للطبري : 52 ، ومستدرك الحاكم : 3 / 160 و 185 .
[12] بحار الأنوار : 16 / 10 ـ 11. |
|