قيل أن الأفعال أفصح من الكلمات.. ولا أصدق على هذا القول من الإنتباه إلى لغة الجسد وما تعنيه الحركات والسكنات.. فلغة الجسد، باعتبارها شكلاً غير منطوق من أشكال التواصل، يمكن أن تكون وسيلة فعّالة عند محاولة إقامة الصداقات أو تهدئة الأجواء أو حتى إقناع الناس بالإستجابة لمطلب ما. قدرتك على قراءة لغة الجسد قد تمكنك أيضاً من تحرّي أمور مثل الحقيقة والثقة والخجل والإنجذاب.. ويكون هذا بالإنتباه الشديد إلى تعابير الوجه وحركات اليدين والأوضاع التي يتخذها الجسم وغير ذلك من الحركات التي تصدر عن شخص آخر. فجميعنا نستخدم لغة الجسد في حياتنا اليومية، سواء أدركنا هذا أم لم ندركه.<br>ضع هذا في بالك وأنت تطالع هذه المجموعة البسيطة من الإشارات والإيماءات التي اخترناها لك ومعها معانيها المحتملة .. ولعلك ذات يوم تكتسب الطلاقة في هذه اللغة!.<br>تلاقي النظرات <br>حين لا ينظر الشخص في عين محدثه، أو يكثر من تحريك عينيه من جانب إلى آخر، فإن ذلك يمكن تفسيره غالباً بأنه محاولة لإخفاء أمر ما، أو الكذب. ولكن الحركة يمكن أيضاً أن تنم عن الخجل أو ضعف الثقة بالنفس.<br>الإبتسام<br> الإ تسام يمكن أن يكون دليلاً على الثقة والود وهو وضع إيجابي يعطي الآخرين الإنطباع بأنك شخص يحبون أن يكونوا قربه. وعلى خلاف ذلك فإن الإبتسامة المتوترة أو الزائفة قد تعني العكس من ذلك كله.<br>طول فترة المتابعة والإنتباه <br> كثيراً ما يمكننا الحكم على طبيعة الشخص من خلال ملاحظة مدى استعداده لمتابعة محدثه والإنتباه إليه. مثلاً عندما يفقد الشخص المقابل تركيزه بسرعة ويبدو عليه بوضوح أنه لم يعد يصغي فإن ذلك يظهره بمظهر قلة الإهتمام والضجر، أو ربما حتى عدم الإكتراث. في حين أن فترات الإنتباه الأطول تدل غالباً على الإهتمام. <br><br>هز الرأس تأييداً أو رفضاً <br> يحدث في كثير من الأحوال أن يهز الناس رؤوسهم من دون أن ينتبهوا وفي هذا إشارة إلى الإتفاق أو المخالفة حسب هزة الرأس.. فبإمكانك أن تعطي من تحدثه إشارة على الموافقة بهزات رأس من أعلى لأسفل، أو عدم الموافقة بالإمتناع عن هز رأسك أو بهزه من جانب إلى جانب.<br>اللمس<br>لمس الشخص الآخر خلال التواصل معه يمكن أن ينقل إليه رسالة قويّة، إذا ما تم بشكل لائق وصحيح.. فهو على سبيل المثال يمكن أن يستخدم برقّة للإشعار بوجود اهتمام عاطفي، أو قد يكون ببساطة وسيلة لتهدئة الشخص الآخر وبث الطمأنينة في نفسه.<br>شبك الذراعين<br> أمام الصدر أو مقاطعة الساقين<br> هذه الحركة يمكن أن يفهم منها وجود وضع دفاعي أو قد تكون إشارة على أن الحديث مع هذا الشخص تحديداً قد انتهى. أما الجلوس مع شبك الذراعين ومقاطعة الساقين فإنه يشير إلى أنك غير مستعد للتواصل، لأن الأطراف المتقاطعة تشكل حاجزاً مادياً واضحاً يصد الآخرين عنك.<br>الوقوف ووضع اليدين على الوركين<br>هذا وضع يفصح عن الإستعداد والتأهب، أو حتى قد يشير إلى العدوانية. هذه الحركة غير مرحب بها وهي غالباً ما تلحظ لدى المراهقين الذين يريدون إظهار استعدادهم للتحدّي.<br>المصافحة <br>ال صافحة يمكنها أن تنبئك بالكثير. فالشد بقوّة عادة ما يصدر عن الأشخاص الواثقين من أنفسهم، في حين تصدر القبضة الرخوة عن أشخاص متوترين أو يستحوذ عليهم الإستحياء أو الوجل. كن متنبهاً أيضاً للقبضة "الساحقة" التي قد تصدر عن شخص يريد أن يرهبك بقوّته!.<br>الجلوس <br>مع مقاطعة الساقين أو مباعدتهما <br> كثيراً ما يجلس الناس وقد قاطعوا سيقانهم، وفي أغلب الأحيان يصاحب هذا هزّ إحدى القدمين أو كلتيهما قليلاً، وهذا قد يعطي إشارة بالضجر ونفاد الصبر.<br>أما الجلوس باسترخاء ومباعدة ما بين الساقين، فإنه يظهر أن الشخص أكثر استرخاء وانفتاحاً.<br>لمس الأنف <br> لمس أنفك أو دعكه غالباً ما ينظر إليه على أنه دلالة على شعورك بالشك، أو بأنك تكذب. أما قرص جسر الأنف بين الإبهام والسبابة، وهي حركة عادة ما تقوم بها وأنت تغمض عينيك، فإنه غالباً ما ينظر إليه على أنه استجابة سلبية تجاه عمل قمت به لتوّك من أجل شخص آخر.<br>فرك اليدين ببعضهما<br>جميعنا خبرنا هذه الحركة.. فرك اليدين ببعضهما عندما نكون في حالة ترقب لأمر ما. وهي بالفعل حركة تدل عادة على أننا في حالة انتظار لوصول شيء نتطلع إليه.<br>فتح راحة اليد<br> حركة فتح اليد وإظهار راحتها للشخص الآخر غالباً ما تكون دلالة على الصدق والإنفتاح أو البراءة. مثلاً عندما تقول وأنت صادق: "لم أكن أنا" أو "أنا لم أفعل شيئاً" فإنك غالباً ما تصاحب قولك باستخدام حركة فتح راحة اليد. <br>النقر بالإصابع<br>النقر أو الدق بأصابعك على سطح المكتب أو المنضدة هو الطريقة المضمونة لجعل شخص ما يفهم أنك قد ضجرت، والنقر يعكس درجة من نفاد الصبر تجاه موقف معين، وفي كثير من الأحيان هو الطريقة التي نقول بها لأحد ما اننا نريده أن ينصرف!.<br>مداعبة الشعر <br> الربت على الشعر أو مداعبته تشير غالباً إلى فقدان الشعور بالأمان أو الإفتقار إلى الثقة بالنفس. الشيء المؤكد هو أن الأشخاص الذين يسيطر عليهم التوتر يكثرون من القيام بهذه الحركة.. حاول أن تتابع مقابلة مع رياضي ناشئ لم يعتد الظهور في مقابلات وسوف ترى كيف يكثر من هذه الحركة.<br>إمالة الرأس<br>عندما يميل شخص رأسه إلى أحد الجانبين فإن ذلك غالباً يكون لإظهار اهتمامه <br>بأمر ما. وربما نكون قد لاحظنا هذه <br>الحركة كثيراً عند الكلاب التي تميل رؤوسها إلى الجانب بشكل واضح عندما <br>تركز اهتمامها على شيء.. ولكننا نقوم بالحركة بشكل أخف.<br>الميلان بالجسم أماماً<br>عندما تميل بجسمك إلى الأمام، سواء من حالة الجلوس أو الوقوف، فإن ذلك يكون بقصد إبداء اهتمامك بشيء ما.. ويتبع هذا منطقياً أن الميلان بالجسم إلى الخلف قد يكون إشارة على عدم الإهتمام.<br>قرض الأظافر<br>هذه الحركة دليل يكاد يكون ثابتاً على التوتر العصبي وقلة الإحساس بالأمان، وكثيراً ما يشار أثناء الكلام إلى ما يطلق عليه "لحظات قرض الأظافر" وذلك عند متابعة المباريات الرياضية أو الأفلام السينمائية. بكلمة أخرى أنها حركة تشير إلى لحظات شدّ نفسي وتوتر يمر بها الإنسان وهو يتابع حدثاً أو مشهداً.<br>ذرع أرض المكان<br>يمكن للتوتر النفسي والعصبية أن يعلنا عن نفسيهما أيضاً بعدم قدرة الشخص على البقاء في مكانه.. فالشخص يروح يذرع المكان في رواح ومجيء والتنقل من مكان إلى آخر للتنفيس عن عدم القدرة على الصبر. أنظر إلى شخص ينتظر ولادة وشيكة وسترى مثالاً على ما نقول.رغم أن بعض الحركات والإشارات تنطوي على معانٍ محددة وقاطعة فإن قراءة لغة الجسد عند الآخرين والتوصل إلى تفسيرات لها ليست علماً دقيقاً بعد، لأن بعض الحركات والتصرفات قد تنطوي على أكثر من معنى في الوقت نفسه.. مثلاً لا يشترط بالضرورة أن يكون الشخص في وضع دفاعي عندما يشبك ذراعيه أمام صدره، لأن من الممكن ببساطة أن يكون شاعراً بالبرد!.<br>نصيحتنا لك هي أن لا تستغرق أكثر مما ينبغي في التقاط وتحليل كل حركة وإيماءة تصدر عنك أو عن الآخرين مفتشاً عن معان خفية وراءها. ولكن إذا اجتمع عدد من الحركات التي تشترك في المعنى لدى الشخص في الوقت نفسه (مثل قرض الأظافر وذرع الأرض) فإن هذا قد يعطي دليلاً أقوى على نوع الشعور (كأن يكون التوتر والعصبية) في لحظة محددة. <br>عن موقع ريل باز