أهلاً رمضان
عندما تَفتح الجنةُ أبوابها الثمانية، وقد اكتست بأبهى وأجمل ما لا يخطر على قلب بشر..
وعندما تغلق النار أبوابها السبعة، وتُصفّد مردة الشياطين، فلا يستطيعون تأدية وظيفتهم في الفساد والإفساد، كما كانوا يفعلون خارج رمضان...
وعندما تغسل دموع الندم الذنوب، وتمطر السماء وابلاً من العفو والمغفرة والمرحمة، ويفيض الكرم الإلهي بعتق الرقاب من ربقة الآثام...
وعندما يترك الجميع الطعام والشراب وكل فعلٍ منكر، ويشمّرون عن ساعد الجد في العبادة والصدقة والتزكية...
وعندما يمسك هؤلاء بمذقة اللبن، منتظرين أذان المغرب حين يصدح قائلاً: "الله أكبر" ليرفعوا أيديهم نحو السماء ويقولوا: اللهم.. لك صمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وعلى رزقك أفطرنا، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.. يا واسع المغفرة اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وارحمنا برحمتك الواسعة..
وعندما يشعر الأغنياء بشعور الفقراء المساكين والمحتاجين، فيحاولون جهدهم تفريج همومهم وحل كروبهم ومساعدتهم بكل ما يمكنهم من وسيلة ومال وعدّة..
عندها يكون قد أهلّ رمضان بكل ما في جعبته من نور وهدى وخير ومنفعة...
فأهلاً وسهلاً رمضان.
ننتظر قدومك كل عام بكل لهفة، فقد نفذ ما لدنيا من صبر وبلغ الشوق المدى.