تزداد معدلات استخدام الجوال بصورة ملحوظة وتعددت إصداراته وأشكاله ولم تعد استخداماته تقف عند إجراء المكالمات والتواصل، بل امتدت إلى تصوير المقاطع والصور ومشاركة البيانات وتصفح الإنترنت وتشغيل مقاطع الفيديو. انحصر استخدام الجوال عند ظهوره أوائل التسعينيات من القرن الماضي على رجال الأعمال والمستثمرين ممن سهَّل الجوال عليهم مباشرة أعمالهم، خاصة عند التنقل بين الأماكن المتباعدة جغرافيا، لكن بمرور الوقت أخذت وظائف الجوال تتنوع وظهرت أشكال ما كان أحد ليتخيل ظهورها مطلقا! لم يعد الجوال حكرا على رجال الأعمال والكبار سنا، فمصممو الأجهزة الحديثة تفننوا على مدار السنوات العشر الأخيرة في إنتاج جوالات جذابة في الشكل وتقوم بالعديد من الوظائف ذات الطابع الترفيهي، مما شجع الصغار والمراهقون على اقتناء الجوال، وإن كان للكثيرين العديد من التحفظات على انتشار الجوالات في أيدي الصغار ممن لا يحسنون استخدامه فيما يجدي. ارتبط استخدام المراهقين للجوال بالعديد من المشكلات، خاصة ما يتعلق بالإفراط في الحديث لساعات وما يترتب عليه من إهمال للمهام الدراسية وتجاهل للعديد من الواجبات الأسرية. سبقت الإشارة إلى أن استخدام المراهقين للجوال محفوف بالعديد من المخاطر، والتي من بينها استخدام المراهقين الجوال، خاصة تبادل الرسائل النصية، أثناء القيادة وتعرض الكثيرين منهم لحوادث سير، حتى أن العديد من التقارير تؤكد أن من يقومون بذلك يتعرضون لحوادث دامية ست مرات أكثر من غيرهم. تشير دراسة حديثة إلى أن تبادل الرسائل النصية أحد أهم استخدامات الجوال ومن أكثر ما قد يشغل المراهقين، إلا أن الدراسة تشير إلى أن الفتيات هن الأكثر ولعا بتبادل الرسائل من أقرانهن من الفتية. ويكمن الهدف من إجراء الدراسة في محاولة الكشف عن تأثير الإنترنت والتقنيات الحديثة على كيفية ممارسة المهام اليومية. ألمحت الدراسة إلى أن تبادل الرسائل يشكل حاليا ضرورة لا غنى عنها في حياة الكثيرين وتضاعفت نسبة المولعين بتلك العادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. أظهر الأحصاء الملحق بالدراسة أن حوالي ثلاثة أرباع المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما يمتلكون جوالا، وأن الفتيات هن الأكثر استخداما لخاصية تبادل الرسائل النصية عبر الجوال، فالمراهقة قد ترسل ما يقرب من 80 رسالة يوميا، بينما لا يزيد عدد رسائل المراهق عن 30 رسالة في اليوم، وقد لا يصل إلى هذا الرقم. قد يرجع السبب في تزايد الإقبال على كتابة الرسائل النصية بين المراهقين إلى رغبتهم في التواصل مع بعضهم في أي وقت وبأي وسيلة، فالرد على الجوال قد يكون صعبا على الطرف الآخر أحيانا، مما قد يجبر المتصل على إرسال رسالة نصية، وهناك سبب آخر يؤخذ في الاعتبار، وهو تفادي القيود التي قد تفرضها رقابة المحيطين. ومن أهم ما تمخضت عنه الدراسة أيضا هو حرص معظم المراهقين على أن يكون الجوال إلى جوارهم أثناء النوم للرد عند تلقي أية مكالمة خلال فترة الليل. وتحرص الفتيات، كما تشير الدراسة، على مراعاة قواعد الإملاء أثناء الكتابة، الأمر الذي يتجاهله الفتية. ورغم فرض العديد من القيود الصارمة على قيادة المراهقين السيارات والتنويه عن خطورة كتابة الرسائل والرد على الجوال أثناء القيادة، يتجاهل الكثيرون المخاطر المترتبة على ذلك ولا يسلمون بها إلا عند التعرض للحوادث. ويرى خبير في علم النفس السلوكي أن ارتباط المراهقين بعاداتهم الجديدة في التواصل أوثق من أن تمنعه المخاوف، ولا يرى الخبير أن ما تحمله التقنيات الحديثة من عوامل للجذب أقوى بكثير من أي شيء قد يعرقل رغبات المراهق.