ذكر الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في شهر رمضان المبارك
هناك علاقة قوية بين الامام المهدي عليه السلام وبين شهر رمضان المبارك
وهذه العلاقة ذكرتها الادعية وروايات اهل البيت عليهم السلام و هناك نوعان لذكر الامام المهدي عليه السلام في شهر رمضان
:1- مخصوص في اوقات معينة .
2- ليس مخصوصا بل ان ذكره دائم في شهر رمضان المبارك .
اما القسم الاول فكما ورد ذكره في دعاء الافتتاح
(للّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ اِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الاَْرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّـهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ،)
ومن الواضح فان دعاء الافتتاح يقرا في كل ليلة من شهر رمضان المبارك فيكون ذكر الامام مخصوصا في كل ليلة منه.
وكذلك ورد ذكره عليه السلام في ادعية كل يوم من شهر رمضان المبارك
( اَسْاَلُكَ اَنْ تَنْصُرَ وَصِيَّ مُحَمَّد، وَخَليفَةَ مُحَمَّد، وَالْقائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَوْصِياءِمُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اِعْطِفْ عَلَيْهِمْ نَصْرَكَ يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، بِحَقِّ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، وَاجْعَلْ عاقِبَةَ اَمْري اِلى غُفْرانِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ،) وغيرها .
اما القسم الثاني وهو الذكر المستمر للامام عليه السلام فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام (...وكونوا مشرفين على الاخرة منتظرين لايّامكم (ظهور القائم (عليه السلام) من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)) منتظرين لما وعدكم الله ...) اي ان من آداب شهر رمضان ان يكون العبد ذاكرا للامام المهدي عليه السلام في كل الاوقات وعلى الدوام . وعبارة ظهور القائم (عليه السلام) من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)) هذه ذكرها الشيخ عباس القمي ( قده ) في كتاب مفاتيح الجنان وليست موجودة في الرواية والملاحظ ان هذه العبارة وردت من قبل الامام الصادق عليه السلام ضمن مجموعة من الامور العبادية وهي ( ... فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم عمّا حرّم الله، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تمارُوا ولا تخالفوا (كذباً بل ولا صدقاً) ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصّلاة وألزموا الصّمت والسّكوت والصّبر والصدّق ومجانبة أهل الشّر، واجتنبوا قول الزّور والكذب والفرى والخصومة وظنّ السّوء والغيبة والنّميمة وكونوا مشرفين ...)مما يدلل على ان ذكر الامام المهدي عليه السلام من الامور العبادية المهمة وقد ذكرت مسالة الامام المهدي عليه السلام في منتصف الرواية مما يدلل اهتمام الامام الصادق عليه السلام بها .
لكن من اين استدل الشيخ عباس القمي ( قده ) بان المراد من انتظار الايام هو انتظار ايام الامام المهدي عليه السلام ؟
لربما نظر الشيخ عباس القمي ( قده ) الى رواية الصيحة وان هناك نداء في ليلة شهر رمضان المبارك في الثالث والعشرين منه قال الاما م الباقر عليه السلام (يقول الإمام الباقر عليه السلام: الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة ثلاث وعشرين منه فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا.(
وقال الامام الصادق عليه السلام: يكون النداء ليلة الجمعة لثلاث وعشرين من شهر رمضان أول النهار بعد صلاة الصبح: ألا إن الحق في فلان بن فلان وشيعته.) والمعنى حينئذ اننا ننتظر النداء الذي يبشر بظهور الامام المهدي عليه السلام .
او ربما نظر الى بعض الايات التي اولت بالامام المهدي عليه السلام وبعض الروايات كما ورد عنهم عليهم السلام (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 133 - 134
فروي عنهم في قوله تعالى " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون فقالوا : إن هذه الآية هو القائم عليه السلام فإذا ظهر لم يقبل توبة ) وورد في معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 3 - ص 75
[ 619 - ( . . انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن ، والمنتظر لامرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ) ] وفي تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي - ج 2 - ص 20
عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام : قال : سمعته يقول : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح ( انتظروا انى معكم من المنتظرين )وغيرها من روايات الانتظار فالشيخ نظر الى ان الانتظار ورد في العديد من روايات اهل البيت عليهم السلام ومقصود الائمة منه هو انتظار فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكذلك ماورد في هذه الرواية .
ولكن ماهو سبب تشديد الائمة عليهم السلام في ذكر الامام المهدي عليه السلام في شهر رمضان المبارك ؟
والجواب ان من الواضح ان العبد في شهر رمضان قد تلبس بنوع من العبادة له ميزة خاصة عند الله سبحانه وهي الصيام وهو من اهم العبادات لما فيه من الخلوص لله سبحانه وتعالى لذا ركز الائمة عليهم السلام على ذكر الامام في هذا الشهر لاستغلال هذه الفرصة والتي يكون العبد فيها على علاقة وطيدة مع الله لعل الله يستجب لنا الدعاء في تعجيل مولانا صاحب الزمان عليه السلام لان المكلفين على درجة عالية من الخلوص لله سبحانه فلابد ان تستعل هذه الفرصة في الدعاء للامام عليه السلام وفي هذه المسالة طلب من الائمة عليهم السلام لشيعتهم ان يواظبوا على ذكر الامام الحجة عليه السلام في كل وقت وزمان وخاصة في شهر رمضان المبارك حتى ينالوا الثواب العظيم اولا ويعجلوا في ظهور الامام الحجة ثانيا .
اذن نحث المؤمنين في كل مكان وفي كل زمان على الدعاء للامام المهدي عليه السلام في شهر رمضان المبارك تلبية لطلب الائمة عليهم السلام .
اللهم عجل فرج مولانا صاحب الزمان عليه السلام .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .