طويت دفتر ذكرياتي وتركت الذي كان
لو كان فيه أمل
ماأخذه مني الزمانكنا أصدقاء
صغاراً أشقياء
تقاسمنا في تلك
الحياة العناء
كنا نكدح
من أجل هدف
نكدح من أجل البقاء
متنا من أجله كل يوم
ولم يمت فينا الرجاء
كنا فقراء تعساء
لكن أصدقاء
كنت أرفع
رأسي للسماء
أرى في الغيوم
بيوتاً وأحلاماً جميلة
من شبابيكها
تشرق شمسٌ
وتغرب علينا كل ليلة
نتسامر
نتذكر ماضينا والذكريات
وماكان من أملٍ وأمنيات
كانت تحملني إليها
نسماتٌ عليلة
الدرب لها طويلة
لكن كانت
تبعد أياماً قليلة
تخيّلت
أننا نعيش فيها سعداء
فنحن أصدقاء
مازال يحرقني الحنين
فأرجع لذاك المكان
دروبه التي مشيناها
بقيت في ذاك الزمان
بيوت الغيم
لاشمسَ في شبابيكها
لاصور على الحيطان
أشجارها عارية حزينة
سقطت أوراقها
دموعاً علينا
مضى العمر
وتركْنا الشقاءْ
كبرنا وافترقنا
وأصبحنا أغنياءْ
ولم نعد أصدقاء
وضاع ذاك الزمان
كأنه ماكان
وتلاشينا في الهواء
كسحابة دخان
ولم تزرني مثلكم بعد
لعنة النسيان
د.أحمد شمسين