الملعب الرياضي والملعب الحضاري ..
بقلم: معمر حبار
التحضر سلوك يتبع المرء في كل خطوة من خطواته، دون تكلّف منه، وفي جميع الخطوات التي يخطوها، مهما بدت سهلة أوصعبة، نافعة أو ضارة، صغيرة أو كبيرة، قديمة أو حديثة.
ويمكن استخراج الوقوف على السلوك الحضاري من خلال متابعة أنواع الرياضة ، التي تقام عبر التراب الوطني، وبصفة دولية. ولعلّ المشاركات الدولية، ككأس العالم، والبطولات العالم في الرياضات المختلفة، مؤشر، يمكن للمرء أن يستمد منه السلوك الحضاري، الذي يميّز المجتمعات المتقدمة من المجتمعات المتخلفة. ومن بين هذه الملاحظات ..
وحدة اللباس : فرضت الفيفا على اللاعبين لباس موحد في التدريبات، وأجبرت اللاعب البديل على حمل إشارة الفيفا على قميصه، ليعرف أنه لاعب احتياطي، ويميز عن اللاعب الأساسي.
إن المجتمعات المتقدمة، تتميّز عن غيرها بوحدة اللّباس، الذي تعرف به في المناسبات. بينما المجتمعات المتخلفة، لاتميّز نفسها عن غيرها في اللّباس، فتضيع بين اللّباس المستورد، وتذوب شخصيتها في لباس غيرها.
أمن الملاعب ورعب المساجد: الداخل لملاعب الدول المتقدمة في سلام وأمان .. فالحامل تحترم، والمرضعة تصان، والزوجين في أمان. والكل يضحك ويمرح. والويل لمن استعمل شعارا يجرح، أو كلمة تسىء.
بينما في المجتمعات المتخلفة، يخاف المرء على نفسه وماله ومتاعه، وهو في أقدس الأماكن وأطهرها.
إجعل من الخطإ متعة : قال رئيس الفيفا .. تعتبر أخطاء الحكام من متعة الكرة.
قلت: المجتمعات المتقدمة، تجعل من الأخطاء، متعة يتمتّع بها الجميع.
وفي الدول المتخلفة .. تقطع الأرزاق، وتطير الأعناق، بسبب خطإ، عمره 15 قرنا.
نصر المتقدم، وهزيمة المتخلف : مايحدث في الملعب، هو نفسه مايحدث فوق الطاولة ..
مجتمعات متخلفة، تخسر لأتفه الأسباب.
ومجتمعات متقدمة، تتصيّد النصر، لأول فرصة، يمنحها لها من رضي لنفسه الهزيمة.
احتفظ بلباسك : الفيفا، تعاقب كل من ينزع قميصه أثناء اللعب.
فما بال أناس، نزعوا ملابسهم المحلية، واستبدلوها بملابس مستوردة، لاتمت لتاريخهم وأرضهم في شيء.
طعم النصر: حين يتخاصم المنهزمون فيما بينهم، أمام من أذاقهم مرارة الهزيمة، فاعلم أنهم لن يذوقوا طعم النصر.ستر العيوب: لكل مجتمع عيبه، يسعى للتخلص منه، والتخفيف من حدّته. لكن من أسوء مظاهر التخلف، أن ينقل المرء تخلفه إلى الغير، ويفتخر به.
جامعة حسيبة بن بوعلي