ﺻﺤﻴﺢ !!!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺣﻴﻦ ﻧﻤﻮﺕ ﻧﺒﺪﻭ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﺛﻤﻴﻨﺎً ﻓﻘﺪﻭﻩ ﻭ
ﻟﻠﺘﻮ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ .. ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻪ ﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ..
ﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﺃﺩﻕ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ !
ﺛﻢ ﻳﺴﺮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻴﻨﺎ . ﻭ ﻳﺘﻠﻤﺴﻮﻥ ﺁﺛﺎﺭ
ﺧﻄﻮﺍﺗﻨﺎ ﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ
ﻭﻳﻘﻠﺒﻮﻥ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻳﺎﻣﻨﺎ ﻭﺍﻟﺒﻮﻣﺎﺕ ﺻﻮﺭﻧﺎ ....
ﻭﻳﻠﺼﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﻢ ﺍﻭ ﺍﻳﻘﻮﻧﺎﺕ ﺻﻮﺭ
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .... ﻭﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻓﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻭﺟﻪ ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ
ﺭﻭﺗﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺴﻴﺮﺍً ،
ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻧﺤﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ .. ؟
ﺃﻥ ﻳﺒﻮﺣﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺑﺤﺒﻬﻢ ..
ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ ﺣﻴﺎﻝ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ
ﻭ ﺧﻴﺒﺎﺗﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﻩ ..
ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﻟﻮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺐ . .
ﻭ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ..
ﻭ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ..
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ !
ﺣﻴﻦ ﻧﻤﻮﺕ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺛﻤﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ .. ﻧﻜﻮﻥ
ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ .. !
ﻓﻘﻂ ﺣﻴﻦ ﻳﻐﻠﻖ ﺩﻭﻧﻨﺎ ﻭ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ
" ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ "
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺿﻴﻮﻑ ﻓﻘﻂ .. ﻧﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺗﺴﺤﺐ ﻣﻨﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ... ﻫﻲ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ .. ﻧﻘﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺑﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﻻ
ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﺭﺣﻞ ﻭﻓﻼﻧﺔ ﻣﺎﺗﺖ .. ﺍﻧﻬﺎ
ﺟﺴﺮ ﻣﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻭﻻﺩﺓ ﻭﻭﻓﺎﺓ
ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﻃﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺮ ،
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺒﺎﺅﻧﺎ ﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ
ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺘﺄﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ
ﻧﻮﺩﻉ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ،
ﺳﻨﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻤﺾ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ
ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ ،
ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺪ ﺳﻴﻤﻨﺤﻨﺎ ﻭﻗﺘﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻨﺴﺘﻤﺘﻊ
ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺃﺣﺒﺘﻨﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ
ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺪﻋﺔ ﺻﻨﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻨﺤﻨﺎ
ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،
ﻟﻘﺪ ﻭﻓﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﺴﺮﻗﺔ ﻟﺤﻈﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .
ﺇﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﺷﻲﺀ ﻧﺮﺗﻜﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ
ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻐﺪ ، ﺍﺣﻤﻠﻮﺍ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻓﻜﻢ ،
ﺩﻋﻮﻫﺎ ﺗﺮﺍﻓﻘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ،
ﺍﻛﺘﺒﻮﺍ ﻭﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﻣﻊ ﺃﺣﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،
ﻋﻴﺸﻮﺍ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻵﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻈﻠﻮﺍ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ
ﻣﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﺧﻠﻒ ﻗﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﻨﺪﻡ ،
ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﻣِـﻦ ﺍﻻﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﻼﻥ ﻗَﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﻕ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ .
م
ن
ق
و
ل