بقلم: الشيخ علي الفتلاوي
إن للحاكم النموذجي صفاتٍ ينبغي الاتصاف بها لكي يستطيع أن يسوس البلاد ويقود العباد ذكرها أهل الاختصاص في محلها سنعرض لها لاحقا، إلا أننا لابد أن نشير إلى أمر مهم في شخصية الحاكم ألا وهو تقوى الحاكم وزهده في الرئاسة وابتعاده عن طلب العلوّ والرفعة وحرصه على عمارة الآخرة وصلاحها وهذا ما يؤكده قوله تعالى: ((تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))[1].
فكل حاكم يطلب الرئاسة لغرض الدنيا لا يكون أمينا ولا صادقا وهو ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام: «إنَّ شِرارَكُمْ مَنْ أحَبَّ أنْ يُوطَأ عَقِبُهُ، إنَّهُ لابُدَّ مِنْ كَذَّابٍ أوْ عاجِزِ الرَّأيِ»[2].
كما صرح في حديث آخر فقال: (ولا لملوك وفاء) كما ورد في قوله عليه السلام: «خَمْسُ هُنَّ كَما أقُولُ: لَيْسَتْ لِبَخِيلٍ راحَةٌ، ولاَ لِحَسُودٍ لَذَّةُ، ولاَ لِمُلُوكٍ وَفاءٌ، ولاَ لِكَذّابٍ مُرُوءةٌ، وَلاَ يَسُودُ سَفَيهٌ»[3].
إذن يظهر مما تقدم أن طالب الرئاسة للدنيا لا يصلح أن يقود العباد إلى ما فيه صلاحهم ولا يستطيع أن يسوس البلاد بما ينفع الناس، وذلك لحرصه على مصالحه الخاصة ومصالح حاشيته التي تحمي منصبه من الطامعين أد المعارضين، فيلجأ إلى الظلم والاعتداء على من يعارضه، ويحارب من يرفضه ويبغضه، ولذا قال الإمام الحسين عليه السلام: (والسائرين فيكم بالجور والعدوان).
فإذن لابد للناس من حاكم مؤمن يتصف بصفات القيادة والحكومة الناجحة.
الدين والحكومةإذا كان تعريف الدين: هو نظام أو قانون شرعه الله تعالى ليكفل للناس سعادة الدنيا والآخرة، لابد حينئذ أن تسير الحياة وفق القانون الذي شرعه الله تعالى وللأسباب التالية:
1ــ إن المشرع هو خالق الخلق والعالم بما ينفعهم وما يضرهم.
2ــ إن المشرع معصوم من الخطأ فلا يحتمل في تشريعه خلل أو نقص أو اضطراب أو تناقض أو جهل بالمصالح والمفاسد.
3ــ إن المشرع حكيم مطلق وعالم مطلق وقادر مطلق وجواد مطلق، فلابد أن يكون عادلاً ومحسناً ورحيما بخلْقه الذين شرع لهم شرعه.
4ــ إن المشرع غني مطلق لا يحتاج من وراء حكمه حاجة تسد نقصاً أو تزيده كمالاً.
5ــ إن المشرع له الصفات العليا والأسماء الحسنى.
فإذا عرفنا صفات المشرع لابد لنا من التسليم لشرعه الذي شرعه لنا والالتزام بقانونه وحكمه لكي نصل إلى سعادة الدنيا والآخرة، وهذا لا يتم إلا من خلال تطبيق شرعه ودينه الذي ارتضاه لنا.
وفي خلاف ذلك سنقع في ظلم وعدوان واضطراب وفوضى ونكون مصداقاً لقوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))[4].
وقوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))[5].
وقوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[6].
فتبين مما تقدم أن الحاكم النموذجي هو الذي يحكم بما أنزل الله تعالى لكي يصل بالناس إلى سعادة الدنيا والآخرة.
المعصوم هو الحاكم النموذجي
خلق الله تعالى الناس لغاية عالية ألا وهي القرب الإلهي الذي تعبر عنه الآية الكريمة بالعبادة كما في قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))[7].
وبما أن هذه الكلمة (العبادة) تعني الإيمان والعمل الصالح، أي المعرفة والتطبيق أو العقل النظري والعقل العملي كما يسمونها أهل الحكمة، صار لازما في العدل الإلهي أن يخلق الله تعالى إنساناً له القدرة على قيادة الناس إلى هذا الكمال وهذا ما نراه متجسداً في بعث الأنبياء وإرسال الرسل الذين يمارسون دور الخلافة الإلهية ودور القدوة والأسوة كما تشير إليه الآيات الكريمة:
قال الله تبارك وتعالى: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ))[8].
وقال تعالى: ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)) [9]. ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[10]. ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ))[11].
ويتبين من الآيات السابقة أن هذا الخليفة هو خليفة لله تعالى في الأرض ولا يمكن أن يكون خليفة إلهيا دون أن يكون معصوماً لعدم انطباق العنوان على المعنون إذن لابد من عصمته واتصافه بصفات كمالية لا يرتقي إليها مخلوق ولا يقاس بصاحبها أحد، ولكي يستطيع هذا الخليفة أن يحكم بين الناس بالعدل وأن يمارس دور الأسوة والقدوة ويقود الناس إلى القرب الإلهي لابد أن يكون معصوماً من الخطأ والاشتباه والسهو والنسيان وإلا لوقعت الكثير من المفاسد ولحصل التناقض والاضطراب وشاع الخلل والظلم والطغيان.
فتحصّل مما تقدم ضرورة أن يكون الحاكم معصوماً أو تحت إشراف معصوم يرعاه ويسدده ويدله ويعضده ويؤيده ويكون شاهدا عليه وحجة فوقه.
ولذلك أشار الإمام الحسين عليه السلام بقوله: «يُّها الناسُ، فَإنَّكُمْ إنْ تَتَّقُوا اللهَ وَتَعْرِفُوا الْحَقَّ لأِهْلِهِ يَكُنْ أرْضَى للهِ عَنْكُمْ، وَنَحْنُ أهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَأوْلى بوِلايَةِ هذا الأمْرِ عَلَيْكُمْ مِنْ هؤلاءِ الْمُّدَعِينَ مَا لَيْسَ لَهُمْ».
صفات الحاكم الإسلاميكل امرء يراد له أن يؤدي وظيفة ما لابد من اتصافه بصفات تؤهله لأداء هذه الوظيفة، ولا فرق في ذلك بين الرئيس أو المرؤوس، والحاكم والمحكوم ولذا ذكر أهل الاختصاص صفاتٍ لابد من وجودها في الحاكم الذي يستحق الحكومة:
1ــ الورع والتقوىبعد أن سلمنا أن الحاكم مؤمن بالله تعالى وبرسله وكتبه إيمانا خالصاً ومعتقدٌ عقيدة حقة لابد لهذا الحاكم أن يتصف بمانع يمنعه عن الوقوع في المعاصي والتهافت أمام الشهوات واللذائذ وليس ذلك إلا الورع فلذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم. وفي رواية أخرى حتى يكون للرعية كالأب الرحيم»[12].
ويستشف من الآية الكريمة وجوب تقوى الذي يريد أن يكون إماما للناس الأتقياء كما في قوله تعالى: ((وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[13].
وحيث إن التقوى لها دخل في كل أمر فلابد أن يكون الحاكم تقيا وهذا ما وصى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أباذر في قوله: «عليك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله»[14].
2ــ الكفاءة في القيادة والولايةوهذا ما أشار إليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما ذكر خصال الإمام إذ يقول: «لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي حتى يكون كالولد (وفي رواية كالأب الرحيم)».
وما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام أكثر دلالة على هذه الصفة إذ يقول: «أيها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقومهم وأعلمهم بأمر الله...»[15].
3ــ سعة أفقه السياسيإن الاتصاف بالورع والتقوى وحسن التدبير والولاية من الصفات الضرورية التي يجب أن يتصف بها الحاكم إلا أن ذلك غير كافٍ لنجاح الحاكم في حكومته والقائد في قيادته فلابد من أن يكون متصفا بالفهم السياسي وله القدرة على التحليل والاستنباط وقراءة المواقف والصور السياسية لكي يسهل عليه اتخاذ القرار المناسب دون أن يغلب على رأيه، ودون أن يكون ممتثلا لمن يملي عليه ذلك وهذا ما نستفيده من قول الإمام الصادق عليه السلام: «العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس....»[16].
إذن لابد لمن يريد سياسة الأمة وقيادتها وإدارة البلاد والعباد أن يكون على بصيرة من أمره وإلا وقع في المتاهات والفشل الذريع والبعد عن الحق وهذا ما أكده الإمام الصادق عليه السلام: «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا تزيده سرعة السير من الطريق إلا بعداً»[17].
4ــ أن يكون عادلاليس هناك صفة ألصق بالحكم من صفة العدل، وليس هناك علاقة أقوى وأوسع من علاقة الحكم بالعدل بل يكاد أن يتحد العدل بالحكم، لما للعدل من أهمية في سير الحكومات وتطبيق الأحكام بل له الأهمية القصوى في حفظ الملك وإدامة الحكم وهذا ما تعرضت له الروايات والأحاديث الشريفة، نذكر منها:
ألف: يشير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى كون العدل صفة تقوم عليها الحياة كما في قوله عليه السلام: «العدل أساس به قوام العالم»[18].
باء: ويؤكد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بأن الحكومات التي تريد لنفسها البقاء والاستمرار لابد لها من اتخاذ العدل كدرع واق ضد الأزمات والانقلابات كما يظهر هذا في قوله عليه السلام: «العدل جُنّة الدول»[19].
جيم: يبيّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفات الحاكم العادل من خلال قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ عامَلَ النّاسَ فَلمْ يَظْلِمْهُمْ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ، ووَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمُلَتْ مُروءَتُهُ، وظَهَرَتْ عَدالَتُهُ، وَوَجَبَتْ أخُوَّتُهُ، وَحَرُمَتْ غِيبَتُهُ»[20].
دال: ويرشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحكام الذين يرغبون بالاتصاف بالعدل فيقول: «ما كَرِهْتَهُ لِنَفْسِكَ فَاكْرَهْ لِغَيْرِكَ، وما أحْبَبْتَهُ لِنَفْسِكَ فَأحْبِبْهُ لأخيكَ؛ تَكُنْ عادِلاً في حُكْمِكَ، مُقْسِطاً في عَدْلِكَ، مُحَبّاً في أهْلِ السَّماءِ، مَودوداً في صُدورِ أهْلِ الأرْضِ»[21].
هاء: وحذّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمراء والحكام الذين لم يعدلوا مع الرعية بقوله: «أوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النّارَ أميرٌ مُتَسَلِّطٌ لَمْ يَعْدِلْ، وَذو ثَرْوَةٍ مِنَ المالِ لَمْ يُعْطِ المالَ حَقَّهُ، وَفَقيرٌ فَخورٌ»[22].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لاَ تَنالُ شَفاعَتي ذا سُلْطانٍ جائِرٍ غَشومٍ»[23].
وجاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر: «مَنْ وَلِيَ عَشْرَةً فَلَمْ يَعْدِلْ فيهِمْ جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَداهُ وَرِجْلاهُ ورَأسُهُ في ثَقْبِ فَأسٍ»[24].
وجوب الخروج للإصلاحصدور الفعل من المعصوم حجة على من يؤمن بإمامته ويعتقد بعصمته، وأن قول المعصوم وفعله يدلنا على نوع التكليف الشرعي، فما قام به سيد الشهداء عليه السلام من تصدٍّ للطغمة الحاكمة المعلنة بالفسق والفجور يدلنا على وجوب التصدي ووجوب الخروج لأجل الاصلاح فلذا نراه يخاطب الناس (أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله...».
هذه الخطبة تبين أسباب خروج الإمام عليه السلام ضد الحاكم، إلا أننا لا نعلم أفي عنوان الوجوب يدخل خروج الإمام ــ عليه السلام ــ أم في عنوان الاستحباب، وما ينبغي أن يعمل؟
عند تأملنا خطبة الإمام عليه السلام التي ذكرت في أعلاه إضافةً إلى قوله عليه السلام: ((ألاَ وَإنَّ هؤلاءِ قَدْ لزِمُوا طاعَةَ الشَّيطانِ، وَتَرَكُوا طاعَةَ الرَّحْمنِ، وَأظْهَرُوا الفَسادَ...)).
نقف على ما يلي:
1ــ إن الإمام الحسين عليه السلام امتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تضمنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم السابق: («إنَّ رَحى الإسْلاَمِ سَتَدُورُ، فَحَيْثُ ما دارَ القُرْآنُ فُدوروا بِهِ، يُوشِكُ السُّلْطانُ وَالقُرْآنُ أنْ يَقْتَتِلاَ ويَتَفَرَّقا، إنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ مُلوكٌ يَحْكُمونَ لَكُمْ بِحُكْمٍ، وَلَهُمْ بَغَيْرِهِ، فَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ أضَلُّوكُمْ، وإنْ عَصَيْتُموهُمْ قَتَلوكُمْ. قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِنا إنْ أدْرَكْنا ذلِكَ؟ قالَ: تَكُونُونَ كَأصْحابِ عيسى: نُشِروا بِالمَناشِيرِ وَرُفِعوا على الخَشَبِ، مَوْتٌ في طاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ حَياةٍ في مَعْصِيَةٍ»)[25].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «سَيَكونُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةٌ يَمْلِكونَ أرْزاقَكُمْ، يُحَدِّثونَكُمْ فَيَكْذِبونَكُمْ، وَيَعْمَلونَ فَيُسيئُونَ العَمَلَ، لاَ يَرْضَوْنَ مِنْكُمْ حَتّى تُحَسِّنوا قَبيحَهُمْ، وتُصَدِّقوا كِذْبَهُمْ، فَأعْطُوهُمُ الحَقَّ ما رَضُوا بِهِ، فَإذا تَجاوَزوا فَمَنْ قُتِلَ على ذلِكَ فَهُوَ شَهيدٌ»[26].
وتجسيدا لما صرحت به الآية الكريمة: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))[27].
وحديث أبيه أمير المؤمنين عليه السلام إذ يقول: «أيُّها المُؤْمِنُونَ، إنَّهُ مَنْ رَأى عُدْواناً يُعْمَلُ بِهِ وَمُنْكَراً يُدْعى إلَيْهِ فَأنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ، وَمَنْ أنْكَرَهُ بِلِسانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَهُوَ أفْضَلُ مِنْ صاحِبِهِ، وَمَنْ أنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ ــ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيا، وكَلِمَةُ الظّالِمينَ هِيَ السُّفْلى ــ فَذلِكَ الّذي أصابَ سَبيلَ الهُدى وَقامَ عَلَى الطّريقِ وَنَوَّرَ في قَلْبِهِ اليَقينُ»[28].
2ــ إن دفع الضرر واجب، وما ورد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله».
صريح في وقوع الضرر في الدنيا والآخرة فصار لابد من القيام بالتغيير لدفع الضرر، ووردت أحاديث كثيرة بذلك من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا تَرَكَتْ أمَّتيَ الأمْرَ بِالمَعْروفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَلْيُؤْذَنْ بِوِقاعٍ مِنَ اللهِ جَلَّ اسْمُهُ»[29].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «لَتَأمُرُنَّ بِالمَعْروفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أو لَيَعُمَّنَّكُمْ عَذابُ اللهِ»[30].
وجاء في حديث للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ النّاسَ إذا رأوُا الظّالِمَ فَلَمْ يأخُذوا عَلى يَدَيْهِ، أوشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقابٍ مِنْهُ»[31].
3ــ إن من وظائف الإمام الحفاظ على الدين الإسلامي وبيضته، وهذا لا يتم إلا من خلال التصدي لمن أراد أن يطمس الدين ويغيره، فتعين وجوب الخروج مع الإمام ضد الطغاة.
ومما يؤكد ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام: «الجهاد واجب مع إمام عادل».
فإذا كان الجهاد واجبا على الأمة مع الإمام العادل فهو أوجب في حق الإمام الذي من مسؤوليته حفظ الدين، وهذا ما أكده قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أمَرَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهى عَنِ المُنْكَرِ فَهُوَ خَليفَةُ اللهِ في الأرْضِ، وَخَليفَةُ رَسُولِهِ»[32].
4ــ سكوت الإمام الحق والخليفة الإلهي عن فعل الحاكم الجائر يغرر بالأمة ويمنعها من مجاهدة أئمة الضلال اقتداء بإمامها، فضلاً عما يتركه سكوت الإمام من تفسيرات سيئة تصب في مصلحة الحاكم الجائر.
5ــ بما أن الإمام الحسين عليه السلام الذي هو الخليفة الإلهي والإمام الحق قد وجد الأنصار لمحاربة أئمة الجور صار لابد من محاربتهم امتثالاً لقوله تعالى: ((وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ))[33].
وامتثالاً لقول أبيه أمير المؤمنين عليه السلام عند وصيته للحسنين عليهما السلام: «كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا»[34].
دفع شبهةإن الإمام الحسين عليه السلام قام بشق عصا الأمة وعمل على تفريق الجماعة وعصا إمام زمانه أو خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخروجه على يزيد بن معاوية، ولذا لا يحق لأحد أن يعدّ الإمام مظلوماً شهيداً كما لا يحق لأحد أن يعدّ يزيد ظالماً ومعتديا؛ لأحقيته بدفع الخطر عن الحكومة الإسلامية، ولأن وظيفة الخليفة أن يخمد الفتنة التي تعصف بالأمة.
الجواب: لكي يتضح الجواب ويسهل إدراكه من قبل القارئ الكريم نبين النقاط التالية:
أولا: لا مقارنة بين الإمام الحسين عليه السلام وبين يزيد من حيث النسب أو المنزلة، ومن حيث التقوى والطهارة فلذا لا يصح أن يكون يزيد إماماً على الحسين عليه السلام، كما لا يصح أن يكون يزيد خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعدم اتصافه بصفات خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثانيا: وردت في حق الإمام الحسين عليه السلام أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نذكر منها ما يتطلبه الجواب:
ألف/ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»[35].
لاشك في إجماع المسلمين على صحة هذا الحديث الشريف، وبأدنى تأمل في هذا الحديث يتضح لنا أن الإمام الحسين عليه السلام معصوم من الزلل ومن الخطأ ومن الظلم ومن التعدي على حقوق الغير، وإلا لا يصح أن يكون سيد شباب أهل الجنة ظالماً في الدنيا لغيره أو لنفسه أو عاصياً لربه ولرسوله أو خارجاً على إمام زمانه كما يدعون، وإليك عزيزي القارئ توضيح ذلك بما يلي:
1ــ إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر ذلك عن الله تعالى؛ لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
2ــ إن هذا الخبر يدل على أن الحسين عليه السلام سوف يموت وهو في مرضاة الله تعالى، ولا يعصي الله تعالى قد أنمله ولا أقل من ذلك طول حياته، وإلا لزم تفضيل المفضول على الفاضل وهو محال في العدل الإلهي.
3ــ إن كل ما يقوله الإمام الحسين عليه السلام أو يفعله هو طاعة لله ولرسوله وإلاّ يلزم دخول العاصي الذي لم يتب عن معصيته الكبيرة إلى الجنة أسوة بالمطيع المؤمن، وهذا خلاف العدل الإلهي لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من امتناع ذلك: ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ))[36]. ((أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ))[37]. ((تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا))[38].
قال الإمام الصادق عليه السلام: «إنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى آلى عَلى نَفْسِهِ أنْ لاَ يُسْكِنَ جَنَّتَهُ أصْنافاً ثَلاَثةً: رادٌّ عَلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أوْ رادٌّ عَلى إمامِ هُدىً، أوْ مَنْ حَبَسَ حَقَّ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ»[39].
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ جَبّارٌ وَلاَ بَخِيلٌ وَلاَ سَيّئ المَلَكَةِ»[40].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اسْتَرْعى رَعِيَّةً فَغَشَّها حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ»[41].
ورد في الكافي عن علي بن أسباط عن الأئمة عليهم السلام، فيما وعظ اللهُ به عيسى عليه السلام: «هِي (يعني النّارَ) دارُ الجَبّارِينَ وَالعُتاةِ الظّالِمينَ، وكُلِّ فَظٍّ غَليظٍ، وكُلِّ مُخْتالٍ فَخورٍ»[42].
تبيّن مما تقدم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى شهد لولده الحسين عليه السلام بالاستقامة والطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم طول حياته وإنه سيموت على ذلك فيدخل الجنة وسيكون سيدها فيلزم من هذا أن كل ما قام به الإمام الحسين عليه السلام هو طاعة لله ولرسوله.
باء/ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا»[43].
هذا الحديث الشريف صريح في إمامة الإمام الحسين عليه السلام وصريح في وجوب طاعته وهذا يُظهِر ما يلي:
1ــ إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يخبر بذلك عاطفيا بل امتثالاً لأمر الله تعالى؛ لما تقدم من آية: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى))[44].
وإلا يلزم نقض الغرض من البعثة.
2ــ لا يمتدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أئمة الكفر أو الضلال ولا يعترف بإمامتهم وإلا يلزم تفض الغرض من البعثة وهذا ما يؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ في الإسْلامِ أطاعَتْ إماماً جائِراً لَيْسَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وإنْ كانَتِ الرَّعِيَّةُ في أعْمالِها بَرَّةً تَقِيّةً»[45].
جيم/ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط»[46].
صرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحبه للحسين عليه السلام، لعلمه بأنه يستحق ذلك؛ لاستحالة أن يحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شخصاً ظالماً أو عاصياً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بل طلب من الأمة أن تحب الحسين عليه السلام؛ لأن في حب الحسين رضا الله تعالى وحبه لمن أحبه.
ثالثا: الآيات الكريمة التي نزلت في حق الإمام الحسين عليه السلام تؤكد أن الإمام الحسين عليه السلام هو الحق وما سواه باطل وهي كما يلي:
1ــ آية التطهير((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))[47].
هذه الآية الكريمة شملت الإمام الحسين عليه السلام وشهدت له بالطهارة والعصمة في عمره كله، وإلاّ يلزم أن الله تعالى يمتدح الحسين وهو يعلم به أنه سيكون عاصياً لإمام زمانه وخارجاً على خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا محال، أو أن الله تعالى امتدح الحسين عليه السلام وهو لا يعلم ما ستؤول إليه عاقبته وهذا محال أيضا، فيلزم مما تقدم أن الإمام الحسين عليه السلام هو الحق وفعله طاعة وما سواه باطل وقتله معصية بل جريمة كبرى.
2ــ آية المودة((قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))[48].
افترض الله تعالى في هذه الآية مودة قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة صغيرها وكبيرها حرها وعبدها أميرها ومأمورها حاكمها ومحكومها أسودها وأبيضها، وهؤلاء القربى الذين فرضت مودتهم على الأمة هم (علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومون من ذرية الحسين عليهم السلام).
فيلزم من هذا على الأمة أن تحب الإمام الحسين عليه السلام وتعظمه وتوقره، فكيف يأم ر الله تعالى بمودة الحسين عليه السلام وهو يعلم أنه سيخرج على إمام زمانه ويقاتله؟! فتبين مما تقدم في هذه الآية أن الله تعالى فرض المودة للإمام الحسين عليه السلام لعلمه باستقامته وطاعته وصحة فعله وقوله ولعلمه تعالى بأن الحسين عليه السلام سيموت في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله حق لا ريب فيه.
3ــ هناك آيات كثيرة لم نذكرها روما للاختصار تدل على أحقية الإمام الحسين عليه السلام في الإمامة وبطلان إمامة غيره.
قال الله تعالى: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا))[49].
يقول عزّ وجل: ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ))[50].
وقال تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا))[51].
ـــــــــــــــــــــ
[1] سورة القصص، الآية: 83.
[2] الخصال: ص330، ح27. ميزان الحكمة: ج4، ص1359، ح6716.
[3] الخصال: ص271، ح10. ميزان الحكمة: ج4، ص1360، ح6729.
[4] سورة المائدة، الآية: 44.
[5] سورة المائدة، الآية: 45.
[6] سورة المائدة، الآية: 47.
[7] سورة الذاريات، الآية: 56.
[8] سورة البقرة، الآية: 30.
[9] سورة ص، الآية: 26.
[10] سورة الأحزاب، الآية: 21.
[11] سورة الممتحنة، الآية: 6.
[12] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص407، ح8.
[13] سورة الفرقان، الآية: 74.
[14] ميزان الحكمة، الريشهري: ج4، ص3624.
[15] نهج البلاغة: ج2، ص86، الخطبة 173.
[16] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص27، ح29.
[17] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص43، ح1.
[18] ميزان الحكمة: ج6، ص2424.
[19] نفس المصدر السابق.
[20] الخصال: ص208، ح28. ميزان الحكمة: ج6، ص2429، ح12002.
[21] تحف العقول: ص14. ميزان الحكمة: ج6، ص2430، ح12005.
[22] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2، ص28، ح20. ميزان الحكمة: ج6، ص2433، ح12024.
[23] مستدرك الوسائل: ج12، ص99، ح13627. ميزان الحكمة: ج6، ص2433، ح12025.
[24] ثواب الأعمال: ص309، ح1. ميزان الحكمة: ج6، ص2433، ح12027.
[25] الدرّ المنثور: ج3، ص125. ميزان الحكمة: ج1، ص167، ح908.
[26] كنز العمال: 14876. ميزان الحكمة: ج1، ص167، ح910.
[27] سورة آل عمران، الآية: 104.
[28] نهج البلاغة الحكمة 373. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج19، ص305. ميزان الحكمة: ج6، ص2589 ــ 2590، ح12788.
[29] بحار الأنوار: ج100، ص78، ح33. ميزان الحكمة: ج6، ص2580، ح12733.
[30] وسائل الشيعة: ج11، ص407، ح12. ميزان الحكمة: ج6، ص2580، ح12734.
[31] كنز العمال: 5575، أقول: في معناه أحاديث كثيرة، راجع: كنز العمال: ج3، ص66 إلى آخر الباب. ميزان الحكمة: ج6، ص2580، ح12735.
[32] مستدرك الوسائل: ج12، ص179، ح13817. ميزان الحكمة: ج6، ص2572، ح12686.
[33] سورة التوبة، الآية: 12.
[34] نهج البلاغة، خطب الإمام عليه السلام: ج3، ص76، ح47.
[35] الأمالي للشيخ الصدوق: ص187، ح196/7. صراط النجاة، الميرزا جواد التبريزي: ج2، ص455، س1425. دعائم الإسلام، القاضي النعمان المغربي: ج1، ص37. الاحتجاج، الشيخ الطبرسي: ج1، ص87. مسند أحمد بن حنبل: ج3، ص4. سنن ابن ماجه: ج1، ص44، ح118. سنن الترمذي: ج5، ص322، ح3856. المستدرك على الصحيحين، النيسابوري: ج3، ص167.
[36] سورة ص، الآية: 28.
[37] سورة القلم، الآية: 35.
[38] سورة مريم، الآية: 63.
[39] الخصال: ص151، ح185. ميزان الحكمة: ج2، ص566، ح2592.
[40] تنبيه الخواطر: ج1، ص198. ميزان الحكمة: ج2، ص566، ح2593
[41] تنبيه الخواطر: ج2، ص227. ميزان الحكمة: ج2، ص566، ح2594.
[42] الكافي: ج8، ص136، ح103. ميزان الحكمة: ج2، ص626، ح2926.
[43] الحدائق الناضرة، المحقق البحراني: ج22، ص217. الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص30. شرح إحقاق الحق، السيد المرعشي: ج7، ص482. ميزان الحكمة، محمد الريشهري: ج1، ص153، ح202.
[44] سورة النجم، الآيتان: 3 و4.
[45] بحار الأنوار: ج25، ص110، ح1. ميزان الحكمة: ج1، ص162، ح882.
[46] ميزان الحكمة، محمد الريشهري: ج1، ص158، ح208. كامل الزيارات، لابن قولويه: ص116، ح(126)11. شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي: ج3، ص88، ح(1015). الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص128، باب طرف من فضائل الحسين عليه السلام. مسند أحمد بن حنبل: ج4، ص172. سنن ابن ماجه: ج1، ص51، ح144. المعجم الكبير للطبراني: ج3، ص32، ح2589. الجامع الصغير للسيوطي: ج1، ص576، ح3727. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج14، ص149. البداية والنهاية لابن كثير: ج8، ص224.
[47] سورة الأحزاب، الآية: 33.
[48] سورة الشورى، الآية: 23.
[49] سورة الإنسان، الآيتان: 8 و9.
[50] سورة آل عمران، الآية: 61.
[51] سورة النساء، الآية: 59.