الطفولة من املراحل املهمة في حياة االنسان اذ
تكون البذرة االولى لنشأته ومن حق كل طفل ان
يحظى بكامل حقوقه من حيث التعليم والتربية
الصحيحة ومن مأكل ومشرب ومسكن امن .
تتبادر الى اذهاننا تساؤالت عدة : هل هذه احلقوق
البسيطة تتوفر في بالدي ؟ ففي الدول االخرى مت
وضع قوانني حلقوق الطفل وتطبيقها .. فأين هذه
احلقوق ؟ هل هي مجرد حبر على ورق في بالدي
وهذه القوانني هل يتم تطبيقها؟ .
فعندما نخرج الى الشارع جند كما هائال من
االطفال عند االشارات فمنهم من يتسول واالخر
يقوم بغسل السيارات وغيره يبيع املناديل وطرقا
شتى للتسول وتسريبهم من املدارس فأين قانون
التعليم األلزامي ؟.
فمن املسؤول عن هذا التسرب من املدارس ؟ هل هو
من مسؤولية األهل أم احلكومة ؟ .
وعند خروجهم للشارع وعملهم وهم بهكذا عمر
قد يتعرضون لالستغالل من العصابات وقد يتم
التحرش بهم وتعنيفهم وللحصول على إجابات
ألسئلتنا :"عمالة االطفال في العراق .. االسباب
واملعاجلات" .
طرحنا هذا السؤال في بداية استطالعنا على
السيد باسم صاحب ) معلم ( فأجابنا قائال : -
احلروب ومهاترات األنظمة التي حكمت العراق أودت
بنتائج كثيرة من ضمنها فقدان اولياء االمور او عوقهم ادى الى حاجة العائلة الى معيل وال جتد حال
غير دفع صغارهم الى العمل مضطرين الى ذلك ،
الن احلكومة لم تطبق قانون التعليم االلزامي حتى
تلزم العوائل بعدم تشغيل اوالدهم في حالة توفير
بديل او دخل مناسب للعائلة .. اضافة لضعف
دور مؤسسات اجملتمع املدني اخملتصة في شؤون
االطفال .. ودور العائلة ونوع ثقافتها كلها اسباب
تؤدي الى تشرد االطفال وانحرافهم املعاجلات
..االكرة في ملعب احلكومة و مؤسسات اجملتمع
املدني لالسباب املذكورة اعاله .
اما سرمد مظهر" إعالمي ":اعتقد ان هناك عدة
نقاط الفقر واحلرمان وجهل الوالدين وضعف
مؤسسات الدولة التربوية واملعاجلات هي تغيير
اساليب التعليم وعدم استخدام العنف في
املدرسة واملسؤولية بالدرجة االولى هي الوالدين
والدولة ومؤسساتها التربوية واالعالمية
ومؤسسات اجملتمع املدني ودورهم في توعية اجملتمع
واطالق حمالت توعية .
*مدير قسم العمل التطوعي املركز الوطني
للتنمية واالبداع بان منذر اذ تقول عن هذه الظاهرة
: ان قلة الوعي لدى االهالي وانعدام املشاريع
التنموية وعدم وجود قانون يجرم عمالة االطفال
وفقدان العدالة االجتماعية في اجملتمع واملعاجلات
تنبيه وتوعية االحياء الفقيرة وتشريع قانون مينع
العمل دون سن )15( تقدم حوافز للعوائل الفقيرة
عامة لزج اطفالهم في املدارس وتفعيل املادة )30
( من الدستور العراقي وتشريع قانون لها ) حق
التعليم والرعاية الصحية ( اقامة ورشات توعية
في االحياء الفقيرة املسؤول ..احلكومة يقاسمها
اجملتمع .
*السيد حقي كرمي هادي... رئيس جمعية حماية
وتطوير االسرة العراقية اجاب قائال : من اهم
مشاكل اجملتمع العراقي هي عمالة االطفال دون
ان تكون هناك ضوابط او حلول من احلكومات
السابقة بعد عام 2003 مرورا باحلكومة احلالية
ولعل من اهم اسباب عمالة االطفال هو الفقر
واجلوع واحلرمان وعدم املسؤولية من االهل والتي
تعود الى عدم االنضباط االسري في كيفية بناء
اسرة متماسكة يعتمد عليها في بناء اجملتمع
اذ نالحظ ان من اهم اسباب ارتفاع التسرب من
املدارس تعود الى عدم وجود قوانني حتتم على االسرة
االلتزام بالدوام الرسمي الوالدهم داخل سياج
مدارسهم مما سهل كثيرا ارتفاع نسبة عمالة
االطفال في اجملتمع العراقي اذ نالحظ ولالسف
الشديد ان اطفاال باعمار صغيرة يعملون باعمال
اكبر من اعمارهم ويتعرضون بنفس الوقت الى
الغضب من ارباب العمل والضرب احيانا وهناك
مشكلة اخرى يصعب السيطرة عليها وهي
االنحالل االخالقي بني هؤالء االطفال خصوصا
االناث منهم حيث وحسب التقارير التي وصلتنا
ان نسب كبيرة من االناث قد فقدن عذريتهن وهن
باعمار ال تتجاوز العشر سنوات لالسف الشديد
الكثير من السلبيات والالمباالة من االهل ستقود
اجملتمع في السنوات القادمة الى خلق جيل متعب
علميا واخالقيا في نفس الوقت .
*اما مسؤولة لجنة المرأة والطفل زينب خلف
طعمة اذ قالت :ان االسباب اوال االسرة الن هي
البناية االساسية للطفل اذا كان منشأ صحيح
في االسرة حتى وان كانت االسرة فقيرة بعضهم
يعزو الى احلالة االقتصادية واحلالة املادية حتى وان
كانت االسرة فقيرة نحن نالحظ هناك اسر فقيرة
يخرج منها الدكتور واملهندس والسياسي والوزير .
فالسبب االول هي االسرة اي التفكك االسري
وانشغال االم في االمور الدنيوية وابتعادها عن
االطفال والتربية احلقيقية للطفل والسبب الثاني
اجملتمع قبل كان يعاني الكبت اما االن فيعاني
االنفتاح املفرط والشديد بكل الثقافات وكل
املغريات املادية وكل التطور الذي دخل بانواعه
لكننا لم ناخذ لب التطور فقط اخذ الناس اصول
التطور .
وهناك سبب اخر لم ننظر له سابقا من تسبب
بتسيب االطفال من املدرسة هو املدرسة ذاتها
فالتعليم ليس كما هو في السابق فاملعلم
و املعلمة كانوا في السابق االب واالم للطفل
لكن االن نالحظ ان املعلم واملعلمة ال اقول الكل
ولكن نالحظ كثيرا منهم ال يعي هذا الدور وهذه
املسؤولية .
اما بالنسبة للكاتبة حميدة مكي علقت قائلة
:عمالة االطفال مشكلة كبيرة تعاني منها اغلب
اجملتمعات خاصة العربية هي مشكلة غير انسانية
بل هي جرمية بحق االطفولة يندى لها اجلبني
لهذه املشكلة عدة عوامل اهمها الفقر والتسيب
والتشرد واالنفكاك االسري اما املسؤولية عن هذه
اجلرمية فتقع على عاتق االسرة اوآل واجملتمع ثانيا و
الدولة ثالثا فمن عليهم جميعا التكاتف للقضاء
على هذه املشكلة التي اصبحت كاآلفة تنخر في
اجملتمع
*عن ابرز االسباب لهذه الظاهرة حتدثت احلقوقية
وسن معموري : االسباب هي مرارة العيش وضنك
املوقف وفقد االحبة واالهل والفقر وضعف عدد
امللتحقني باملدارس و التشوهات اخللقية جراء
اليورانيوم املنضب واحلروب هذه ابرز االسباب اضافة
ضعف اجلانب االقتصادي والديني لبعض االسر .
اما املعاجلات توعية االسر باحملافظة على الطفل مع
توفير له البيئة الصحية املناسبة و حماية الطفل
داخل املؤسسات التعليمية والتربوية بتوفير له
كافة املستلزمات واالحتياجات فيجب سن قانون
حماية حقوق الطفل داخل االسرة و اجملتمع ورفع
مستوى الوعي حلماية الطفل و احياء االنشطة
التعليمية و النفسية واملعنوية الضرورية داخل
املؤسسة التعليمية التربوية مما تقلل من تسرب
االطفال والعزوف عن التعليم.
*وسألنا الطفل محمد حيدر الذي كان يقف في
احد التقاطعات ليقوم بغسل السيارات عن سبب
قيامه بهذا العمل فأجاب قائال :نحن نسكن
في بيت من احلواسم و ابي رجل كبير ومريض ال
يستطيع العمل انا اكبر اخواني لذلك تركت
الدراسة وتوجهت الى الشارع بحثا عن لقمة
العيش
*اما املواطنة سرى عقيل اجابت قائلة :ان هذه
احلالة اصبحت شائعة وخاصة هذه االيام وقد
يكون هناك عدد من االسباب التي تدفع الطفل
الى العمل في الشوارع وكذلك التسول هي قلة
الوعي االسري من الوالدين اذ ان االهل هم من
يشجعون الطفل في ترك الدراسة والعمل في
سن مبكر وصعوبة الظروف املعيشية لالسرة مما
يدفع الطفل الى توفير لقمة العيش له والخوته
وتصبح الدراسة حالة مستحيلة وتشجيع االباء
واالمهات اطفالهم على العمل في حني ان واجب
الوالدين هو تربية ابنائهم واتاحة فرصة الدراسة
لهم ولكن بعض االباء يأخذهم الطمع ويزجوا
ابناءهم الى الشارع بغية احلصول على املال لذا
يصبح الطفل معتادا على االنخراط اليومي في
العمل متناسيا تدريجيا طفولته واحالمه واماله
وهذه حالة يرثى لها.
نعم انها حالة يرثى لها وينبغي على اجلهات
اخملتصة ردع هذه احلالة ومحاسة االباء واالمهات
على اجبار ابنائهم للعمل اليومي ووضع ضوابط
من شأنها عدم السماح للطفل بالتسول او العمل
في الشوارع والطرقات ويجب ان نأخذ بعني االعتبار
اوال واخيرا الظروف الصعبة التي متر بها اغلب
العوائل العراقية اذ ان هناك عوائل ليس لديها اي
معيل او راتب شهري اوسكن مالئم لذا جتبر على
فعل اي شيء قانوني او غير قانوني من شأنه سد
رمق اجلوع وبالتالي تنعكس احلالة الصعبة على
االطفال ويصبح الطفل مشردا وينشأ النشأة غير
الصحيحة التي تنعكس مستقبال عليه ويصبح
مواطنا غير صالح في اجملتمع مما يعمل اي شيء
بهدف احلصول على املال اذ انه يتربى على العوز
والفقر واجلهل لذا ينشأ شخص غير سوي يرتكب
اجلرائم ويعمل على السرقة لذا يكون مصيره
السجن لذلك على احلكومة ان تعمل على محاربة
هذه احلالة وتأسيس مدارس لهؤلاء االطفال
ومساعدتهم وعوائلهم قدر االمكان واحتوائهم
وتوفير فرص عمل مناسبة لذويهم مما يساعد على
اعداد جيل صالح ملتزم اخالقيا وعائليا وبذلك
يصبح المجتمع لا يحتوي على المجرمين.