عبدالجبار العتابي/بغداد: باعت عائلة الفنان الراحل جواد سليم ( لورنا، مريم، زينب) في مزادات بونهامز بلندن لوحة جميلة كان الفنان قد رسمها لراقصة هندية عندما كان طالبا في مدرسة سليد للفنون بلندن،
وأشار موقع بونهامز للمزادات بان اللوحة قد بيعت الى جهة لم يتم الافصاح عنها بمبلغ 170000 باون استرليني = 285770 دولار. واللوحة عبارة عن بورتريه (راقصة هندية)، اللوحة (زيتية على الكنفاص) رسمها جواد سليم سنة 1949 عندما كان طالباً في مدرسة «سليد» البريطانية للفنون، وقد عرضت في بغداد سنة 1952، وفي عدد من المدن الهندية سنة 1955،اللوحة باعتها عائلة الفنان الراحل (ارملته لورنا وابنتاه مريم وزينب)، اما المشتري فجهة لم يعلن عنها، لكن مصادر ذكرت انها جهة خليجية.
وأكد فنانون تشكيليون عراقيون سألناهم ان اللوحة قانونآ، هي ملك شخصي للعائلة الوارثة، اذا ما كانت غير مهداة او موقعة او مباعة من قبل الفنان، فيما اشار البعض ان من المحزن ان تباع لوحة لفنان كبير مثل جواد سليم في الخارج، لانها من قيم الابداع العراقي من المفروض ان تقوم وزارة الثقافة بشرائها ووضعها في احد المتاحف العراقية، مع التأكيد ان جواد سليم فنان عملاق ويستحق عمله اكثر من هذا المبلغ.
من جهته قال المخرج السينمائي فيصل الياسري: أجده امرا طبيعيا ان تباع اللوحات باسعار جيدة اذا وصلت الى من يعرف قيمة اللوحات وقادر على دفع الثمن.. واعتقد ان الذي اشتراها مؤسسة خليجية وليس فردا..فقد تم شراؤها لمتحف من مهماته انتقاء ما هو جدير بالعرض عنده. واضاف: ليس بالضرورة..ان تقتني وزارة الثقافة العراقية اللوحة،ولكن سيكون الامر مفرحا لو حدث ذلك ولكن ليس بالضرورة فان الدول لا تشتري كل لوحات فنانيها، ولا تنسى ان اغلب من يشترون اللوحات الغالية يستثمرونها ماديا.. بطاقات ونشر صورها، وان تم عرضها في محف فالناس تدفع ثمن الدخول وهكذا.
والراحل جواد سليم وهو جواد محمد سليم علي عبد القادر الخالدي الموصلي (1921 - 1961) يعد من أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث، ولد في أنقرة لابوين عراقيين واشتهرت عائلتة بالرسم فقد كان والده الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار كلهم فنانين تشكيليين. وكان في طفولته يصنع من الطين تماثيل تحاكي لعب الأطفال، ولقد أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد، نال وهو بعمر 11 عاما الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون في بغداد سنة 1931. وأرسل في بعثة إلى فرنسا حيث درس النحت في باريس عام 1938-1939م، وكذلك في روما عام 1939-1940 وفي لندن عام 1946-1949 ورأس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد حتى وفاته في 23 كانون الثاني 1961، وكان رحمه الله يجيد اللغة الانجليزية والايطالية والفرنسية والتركية إضافة إلى لغته العربية، وكان يحب الموسيقى والشعر والمقام العراقي، أسس جماعة بغداد للفن الحديث مع الفنان شاكر حسن آل سعيد، والفنان محمد غني حكمت كما إنّه أحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين. أسس مدرسة عراقية في الفن الحديث، فاز نصبه (السجين السياسي المجهول) بالجائزة الثانية في مسابقة نحت عالمية وكان المشترك الوحيد من الشرق الاوسط وتحتفظ جمعية الامم المتحدة لنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب، وفي 1959 شارك مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت في تحقيق (نصب الحرية) القائم في ساحة التحرير ببغداد وهو من أهم النصب الفنية في الشرق الاوسط ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل ففد تعرض إلى نوبة قلبية شديدة أودت بحياته في 23 كانون الثاني/ يناير عام 1961م، الموافق 6 شعبان 1380هـ، وشيع بموكب مهيب ودفن في مقبرة الخيزران في الاعظمية.