نطقه عليه السلام بدلالة الإمامة قال ابن بابويه عن علي بن عبد الله الوراق عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق ابن سعد الأشعري: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدءاً:يا أحمد بن إسحاق إنّ الله(تبارك وتعالى) لم يخل الأرض منذ خلق آدم ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة على خلقه يرفع البلاء عن أهل الأرض به، به ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض قال فقلت له،يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين وقال:يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمّي رسول الله وكنيته الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مَثَل الخضر(ع)ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلاّ من أثبته الله(تعالى)على القول بإمامتهم ووفق للدعاء بتعجيل فرجه قال أحمد بن إسحاق فقلت له:يا مولاي من علامة يطمئن إليها قلبي،فنطق الغلام بلسان عربي فصيح قال:(أنا بقّية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق)،قال أحمد فخرجت مسروراً فرحاً فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له:يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟فقال:طول الغيبة يا أحمد فقلت له:يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟قال:أي والله حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائمين به فلا يبقى إلاّ من أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه يا أحمد بن إسحاق هذا أمر الله وسرّ من سرّ الله وغيب من غيب الله فخذ ما أتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في علّيين). تقديس الشيعة للسرداب إن في بيت العسكري الذي ولد في الإمام المهدي(عج) سرداباً كبقية البيوت القديمة. وإن الإمام(عليه السلام)من حين ولادته كان مطلوباً للسلطات العباسية فحاولوا الظفر به ليقتلوه لما سمعوا بأن زوال ملكهم على يديه وصادف في مرات عديدة أنه كان يرتضع من ثدي أمه في السرداب فتأتيه الطلب فيغيب في السرداب عن الأنظار وإنّ في السرداب وردت عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلمعدّة أدعية وأذكار ويزار فيه الأئمة(عليهم السلام) لأنه يعدّ حرماً لآل بيت رسول الله كحرم رسول الله والأنبياء والأولياء الذين يزورهم المسلمون في الأرض جميعاً. وأما أنّه باق في السرداب غائباً فلم يدّعه أحد محدّثي الإسلام،وقد قال الله (تعالى) في احترام بيوت الأنبياء والأولياء أنّه (في بيوتٍ أَذنَ اللهُ أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمُهُ يسبحُ لهُ فيها بالغدوّ والآصالِ*رجالٌ لاَّ تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ الله وإقام الصَّلاة وإيتاءِ الزَّكاة يخافُون يوماً تتقلَّب فيه القلوبُ والأبصارُ*).(1) سكن الإمام الدائم ورد أن الإمام (عليه السلام) يسكن مدينة جدّة الطيبة وله فيها بيت واسع وهو منّور ليلاً ونهاراً ومعه ثلاثمائة من الخدم والأتباع ورجال الله وقد سترهم الله(تعالى)حتى يأذن في ظهورهم هذا قبل الظهور.. وعن الإمام الباقر(ع):(لابد لصاحب هذا الأمر من عزلة ولابد في عزلته من قوة وما بثلاثين من وحشة ونعم المنزل طيبة )وعن الإمام الصادق(ع):(إنّ لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له الحمد فيه سراج يزهر منذ ولد إلى أن يقوم بالسيف لا يطفأ) راجع يوم الخلاص 140، والبحار ج 52ص 158، والزم الناصب ص 139 وغيرها. وأما بعد الظهور فإنّه يضع عياله ويجعل عاصمته الكوفة من أرض العراق. الإمام المهدي من المحتوم قيل للإمام الباقر(ع)(هل يبدو الله في المحتوم؟قال:نعم،فقيل:فنخاف أن يبدو لله في القائم؟ فقال:القائم من الميعاد) فيشمله قوله (تعالى): (إنّ الله لا يخلف الميعاد).(2) نواب الإمام(ع) النيابة العامة عن الإمام هي لكل عالم مجتهد عامل بأوامر الإمام في المسلمين بل كل مبلغ إسلامي يعدّ نائباً للإمام (ع)بمقدار علمه وتبليغه. لقول الإمام(ع): (أما الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله) وذلك بعد انتهاء السفارة والنيابة الخاصة. والنيابة الخاصة كانت في فترة سبعين سنة لأربعة من العلماء فقط وهم: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي (رض) وكيل جدّه الهادي وأبيه العسكري ووكيله من ميلاده حتى سنة265 ه يعني في خمس سنين من إمامة الإمام الحجة(ع). ويسمى بالزّيات والسّمان كان ينقل الأموال والأسئلة للإمام(ع) بزقاق الزيت تقية من السلطان وتوفي 265ه ودفن في الميدان له مزار معروف قرب وزارة الدفاع في بغداد. محمد بن عثمان العمري الخلاّني أبو جعفر(رضوان الله عليه):توفي سنة 305 ه ودفن قرب الباب الشرقي لبغداد له مزار بمنطقة تسمّى باسمه الخلاّني،دامت وكالته أربعين سنة. أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي(رضوان الله تعالى عليه)،توفي في شعبان 326ه وفي عصره هجم القرامطة على مكّة فقتلوا الحجّاج وهدموا الكعبة ولكن سلم من القتل لأنه تأخّر بأمر الإمام(ع) ومزاره معروف في سوق الشورجة ببغداد ودامت وكالته إحدى وعشرين سنة. أبو الحسن علي بن محمد السّمري (رضوان الله عليه)،توفي سنة 329ه ومزاره معروف في سوق الصراي في بغداد في رأس جسر النصر وهذا كتاب الإمام له رسالة وفيها : (يا علي بن محمد السّمري عظّم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميّت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلاّ بعد أن يأذن الله(تعالى ذكره) وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا..). وأضاف:( (أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله) ودامت وكالة السّمري مدة ثلاث سنين فقط. رسالته إلى الشيخ مفيد: وكتب للشيخ مفيد(محمد بن محمد بن النعمان التلعكبرى) قائلآً:( ولو أن أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته على اجتماع القلوب في الوفاء بالعهد القديم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجّلت لهم السعادة بمساعدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل). حكم الإمام(ع) ورجعة الأئمة(ع): إنّ الإمام يحكم الناس على ما في قلوبهم لا على ظواهرهم كما ذكر عن سادة الأنبياء وكبار الأوصياء الذين ألهمهم الله العلم بالأسرار وما يدّخرون في بيوتهم). ومدة حكم الإمام(ع) قيل أربع سنين وقيل سبع وقيل تسعة عشر سنة وقيل أربعون وقيل سبعون وقيل ثلاثمائة وخمسون سنة. ثم يقتل ويكون الهرج والمرج خمسون سنة ثم يحكم الإمام المنتصر وهو الحسين بن علي فيأتي شاباً ولا ينتهي حكمه حتى يسقط حاجباه على عينيه. ثم يأتي حكم أمير المؤمنين،وهكذا حتى تنتهي الدورة لكل المعصومين(ع)بآلاف السنين ففي الخبر(إنّ للباطل جولة وللحق دولة والدولة تدوم والجولة لا تدوم) ويكون بين حكم الإمام الحجّة للمرة الثانية وبين النفخة الأولى مدة قصيرة فتظهر دابّة الأرض وهي الإمام أمير المؤمنين(ع) فيطبع على جبين المؤمن هذا مؤمن وعلى جبين الكافر هذا كافر(راجع تفسير الآية في تفسير الصافي)وغيره وهي (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم..)سورة النمل 82 ثم ينفخ النفخة الأولى فصعق من في السماوات ومن في الأرض فيموت كلّ الناس،ويكون عالم البرزخ.قال(تعالى):(ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون)(3) ثم عند انتهاء حكم البرزخ بإذن الله ينفخ عزرائيل فيقوم الناس لرب العالمين وجيء بالنبيين ووضع ونصب الميزان وصراط وإلى الله ترجع الأمور. الكتب والكنوز:إن الكنوز لتظهر للإمام حتى يفرق المال يميناً وشمالاً حتى يجزع الناس من المال ولا يأخذه أحد. ويخرج الكتب ففي حديث:(إنّ المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار انطاكية وأسفار التوارة من جبل الشام يحاجّ به اليهود فيسلم كثير منهم ويظهر خاتم سليمان والألواح من بيت المقدس وعصا موسى وهي من آس الجنة والزّبور من بحيرة طبرية). راية الإمام عليه السلام: في الحديث عنه(ع) إنّ لنا أهل البيت راية من تقدّمها مرق ومن تأخر عنها زهق ومن تبعها لحق يكون مكتوباً فيها البيعة لله. وفي وصفها:(إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب فلا يبقى مؤمن إلاّ صار قلبه أشدّ من زبر الحديد وأعطي قوة أربعين رجلاً). عن الإمام الباقر(ع):(فلا يبقى مؤمن إلاّ دخلت الفرحة في قلبه). عن الإمام الكاظم(ع) :(رأيته مرط مخملة سوداء مربعة فيها جمم لم تنشر منذ توفّي رسول الله ولا تنشر حتى يخرج المهدي يمدّه الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه أعدائه وأدبارهم). زيّ الإمام(ع) عن الإمام الكاظم(ع):(ويكون عليه قميص رسول الله الذي كان يرتديه في أحد ودرعه السابغة وعلى رأسه عمامة رسول الله السحاب وبيده سيف رسول الله ذو الفقار أنه يخرج موتوراً غضبان آسفاً لغضب الله على الخلق). وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(عليه عباءتان قطوانيتان كأنه من رجال بني اسرائيل.. ).راجع البيان لكنجي الشافعي ص137 وفرائد السمطين وعقد الدرر للسلمي. سيرته في الحكم: إن سيرة الإمام المهدي(عجّل الله فرجه)في الحكم تتبيّن من خلال أعمال وكرامات كثيرة منها: 1- يقبل الجزية أنّه لا يقبل الجزية من أهل وإنما الإسلام ويهدم المسجد الحرام ويردّه إلى أصله وكذا مسجد الكوفة ويهدم كل مسجد له شرفات ويقطع أيدي القوام على الكعبة والقوام على كل حرم الذين يأكلون ما يأتي من الهدايا والنذور ويمنعونها عن الفقراء ويخرج معه الخضر وأصحاب الكهف وجبرئيل والنبي عيسى وميكائيل والملائكة المحدقين بقبر الحسين وآلاف من الملائكة مردفين ويسير في فتوحاته ثمانية أشهر فينتصر في كل الأرض. 2- يقتل الظلمة ويقتل ذراري قتلة وظلمة آل محمد كما في الحديث سئل الإمام الصادق(ع):(إذا قام القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها؟ فقال(ع)هو كذلك،فقال السائل قول الله(عزّ وجلّ)(ولا تزر وازة وزر أخرى)(4) فما معناه؟قال(ع) صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري القتلة يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي قتله رجل المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنمّا يقتلهم القائم لرضاهم بفعال آبائهم). 3- تطمين القلوب ورد ظلامة المظلومين وفي بيان الأئمة 3ص54 عن غيبة الطوسي عن الصادق(ع):(لا يقوم القائم(ع)إلاّ على خوف شديد من الناس وزلازل وفتن وبلاء يصيب الناس و طاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتّت في دينهم وتغيّر في حالهم حتى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً فخروجه يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه أمره وكان من أعدائه). 4- طائرات تقل الإمام(ع) عن كتاب نور الأنوار ج3 في تفسير قوله(تعالى):(هل ينظرون إلاّ أن يأتيهُم الله في ظُلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور) البقرة 210 قال:في الحديث المروي عن ابن عباس في خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان وأخباره بما يقع في أمّته آخر الزمان قال العياشي عن الباقر(ع) في تفسير هذه الآية قال:(إنّ القائم(ع) ينزل في سبع قباب من نور ولا يعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم فإذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر). 5- يحمل الراية: عن بيان الأئمة 3ص 135وفي كتاب الفتن عن الإمام الباقر(ع):(ثم يظهر المهدي(ع) بمكة عند العشاء ومعه راية الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا صلّى لعشاء نادى بأعلى صوته يقول: (أذكّركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربّكم وقد أكّد الحجّة وبعث الأنبياء وأنزل يأمركم أن لا تشركوا به شيئاً وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أماته وتكونوا أعواناً على الهدى ووزراً على التقوى فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع وإنّي أدعوكم إلى الله ورسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء السنة..) إلخ. 6- مراسلوه الملائكة عن دلائل الإمامة:عن أبي الحسن الرضا(ع): قال(إذا قال القائم(ع)يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة، أرسل القائم(ع) من بعض الملائكة من يحمله،فيحمله الملك حتى يأتي القائم(ع) فيقضي حاجته ويردّه،ومن المؤمنين من يسير في السحاب،ومنهم من يطير مع الملائكة،ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً،ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة،ومنهم مَن يصيّره القائم(ع) قاضياً بين مائة ألف من الملائكة). وفي بيان الأئمة(ع)قال: دلّ هذا الخبر على ما يمنح الله به المؤمنين من الكرامة في زمن الإمام القائم(ع)، وما أعدّ لهم من احترام وفضيلة من جهات متعددة: الأولى: هو أمر الله(تعالى) الملائكة بالسلام على المؤمنين،وأمر الله(تعالى)فوق الأوامر،فالأمر الصادر من الملك العلاّم بالتحية والسلام،أمر بالاحترام للمؤمنين في ذلك الزمان،وتلك الأيام. الثانية:أمر الله(تعالى) الملائكة بالدخول والجلوس مع المؤمنين في مجالسهم،وهذا مما يكشف عن أمر الله(تعالى)باحترامهم وكرامتهم على الله(تعالى). الثالثة:حملهم إلى قضاء حوائجهم،فمن كانت عنده مهمة عند الإمام القائم(ع)،وأراد الوصول إليه،والتشرّف بحضرته ومواجهته،أرسل الإمام إليه من يحمله من الملائكة،فيحمله الملك إلى الإمام القائم(ع)،وبعد قضاء مهمته يرجعه إلى أهله. الرابعة:أن يذلّل الله(تعالى) لهم السحاب فإذا أرادوا السفر إلى مكان بعيد،ركبوا السحاب وساروا إلى ذلك المكان. الخامسة:أنّ يمنحهم درجة رفيعة،ويهب لهم قوة عظيمة،وقدرة على الطيران في الجو،فيطيرون ومع الملائكة حيثما يشاؤون. السادسة:أن تكون الملائكة مرافقين لهم،يمشون معهم مشياً احتراماً لهم وإكراماً. السابعة:أن يسبقوا الملائكة،ويتقدموا عليهم،أو يسيروا بسرعة لا يدركوهم،ويسبقوهم في السير. الثامنة:أن يتحاكم الملائكة عند المؤمنين والظاهر أنّ هذه الفضيلة والكرامة للعلماء من الشيعة،لأن العالم هو الذي يكون له لباقة،لأن يكون قاضياً أو حاكماً يتحاكم إليه الملائكة،ويحكم بين مائة ألف منهم. ثم قال:والمؤمن أكرم على الله من الملائكة:وإنّما صار المؤمن أكرم من الملائكة،وأفضل منهم عند الله(تعالى)،لأنه قد غلّب عقله على شهوته،لأنه قد ورد في الحديث مما مضمونه:إنّ الله(تعالى) ركّب عقلاً مجرداً في الملائكة بلا شهوة،وركّب في الإنسان عقلاً وشهوة،وركّب في الحيوان شهوة بلا عقل،فمن أطاع من بني الإنسان وغلّبه على شهوته بإطاعته الله(تعالى)،فهو أفضل من الملائكة،ومن أطاع شهوته منهم وغلّبها على عقله فهو أقل من الحيوان. فبترجيح جانب العقل على الشهوة، صار المؤمن أكرم على الله من الملائكة،وهذه الكرامة والاحترام والفضيلة والإكرام،في زمن الإمام كلها لأجل قيام القائم(ع)،وظهور عدله،ونوره بين الأنام،(عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام). 7- ينشئ المراكب وفي بيان الأئمة(ع) ص361ج3:ثم يأمر المهدي(ع)بإنشاء مراكب،فتبنى أربعمائة سفينة في ساحل عكا. 8- يهدي أصحاب الصليب ويقتل معانديهم ويخرج الروم في مائة صليب،تحت كل صليب عشرة آلاف،فيقيمون على طرسوس، وطرسوس مدينة تقع في قيليقية،أو كيليكية،وهي منطقة في جنوب غربي تركيا الآسيوية على ساحل المتوسط،من مدنها أدنه، وطرسوس،عرفت بأرمينيا الصغرى. فيفتحون طرسوس بأسنة الرماح-أي بالقوة والسلاح - ويوافيهم المهدي(ع)فيقتل من الروم حتى يتغير ماء البحر بالدم،وينهزم من في الروم فيلحقوا بأنطاكية،وأنطاكية مدينة تقع على نهر العاصي. وينزل المهدي(ع)على قبة العبّاس.فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي(ع)،فيطلب المهدي(ع) منه الجزية،فيجيبه إلى ذلك ويشترط عليه أنه لا يخرج أحد من بلد الروم،أي لا يقوم بفتنة وخلاف وثورة. ولا يُبقى في بلد الروم أسيراً إلاّ أخرجه، فيجيه ويقيم المهدي(ع)بأنطاكية سنة. 9- تتساقط حيطان الكفر ثم يسير المهدي(ع)بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين،لا يمرون على حصن بلد الروم إلاّ قالوا عليه:(لا إله إلا الله) فتتساقط حيطانها،ويقتل مقاتليه،حتى ينزل على القسطنطينية فيكّبرون عليها تكبيرات،فينشف خليجها ويسقط سورها،فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل،ويستخرج منها الكنوز،ويقتسمون الأموال بالغرابيل. 10- اخراج الدروع من الأرض وآلات الحرب: عن أبي جعفر الباقر(ع)قال:إذا قام القائم(ع) أتى رحبة الكوفة فقال برجله هكذا،وأومأ بيده إلى موضع،ثم قال:احفروا هاهنا،فيحفرون فيستخرجون اثني عشر ألف درع،وأثني عشر ألف سيف، وأثني عشر ألف بيضة،لكل بيضة وجه،ثم يدعون وأثني عشر ألف رجل من الموالي فيلبسهم ذلك. 11- حرب طاحنة بينه وبين أعداءه في كتاب بيان الأئمة عن أبي يعفور قال:دخلت على أبي عبد الله(ع)وعنده نفر من أصحابه،فقال لي:يابن أبي يعفور،..إلى أن قال:إن موسى(ع)حدَّث قومه بحديث،لم يحتملوه عنه،فخرجوا عليه بمصر،فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم.ولأن عيسى(ع)حدَّث قومه بحديث،فلم يحتملوه عنه،فخرجوا عليه فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم،وهو قول الله(عزّ وجلّ):(فآمنت طائفةٌ من بني اسرائيلَ،وكفرتْ طائفةٌ فأيّدنا الذين آمنوا على عدوِّهم فأصبحوا ظاهرين) الصف/14،وأن أول قائم يقوم منَّا أهل البيت،يحدثكم بحديث لا تحتملونه،فتخرجون عليه برميلة الدسكرة، فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم وهي آخر خارجة تكون.الخبر. بيان:الرملية اسم لبلدتين بلدة في العراق،وبلدة في لبنان،فلعل هؤلاء الخوارج من هاتين البلدتين يخرجون على الإمام القائم(عليه السلام) فيقاتلونه فيقاتلهم فيقتلهم،وهؤلاء من المنافقين، والفاسقين،والكافرين،الذين يكرهون الإمام، ويكرهون قيامه،فلذا لا يعتنقون مذهبه وطريقته،بخلاف المؤمنين من الجعفرية،فإن غير المتدين منهم في زمن الغيبة، الذي يرى ظاهراً أنه غير ملتزم،وغير متمسك بالدين،إذا قام إمامه وظهر التحق به،واعتنق مذهبه،وكان ملتزماً متدنياً،وهذا كله من فضل الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر(ع)، فإن الاعتقاد بالإمامة جوهرة ثمينة تجلب صاحبها إلى طرق الحق والعدالة،وتنجّيه من طريق الباطل والضلالة. 12- الكتاب المبين وغيبة النعماني عن جعفر بن محمد عن أبيه(عليهما السلام)قال:إذا قام القائم(ع)أقام في أقاليم الأرض،في كل إقليم رجلاً،يقول:عهدك كفّك،فإذا ورد عليك ما لا تفهمه،ولا تعرف القضاء فيه،فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها. ويبعث جنداً إلى القسطنطينية،فإذا بلغوا إلى الخليج،كتبوا على أقدامهم شيئاً،ومشوا على الماء،فإذا نظر إليهم الروم،يمشون على الماء،قالوا:هؤلاء أصحابه:يمشون على الماء، فكيف هو؟ فيفتحون لهم باب المدينة،فيدخلونها فيحكمون فيها بما يريدون. 13- روى الكليني عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد الله عن قول الله(تعالى):(وكذلك أوحَينا إليكَ روحاً من أمرنا ما كنتَ تدري ما الكتاب ولا الإيمان).(5) قال خلق من خلق الله(تعالى)أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدده وهو مع الأئمة(ع)من بعده). قال في بيان الأئمة:(إن الروح الأمين ملك عظيم..ويصحب الإمام القائم ويخبره عن جميع المسائل والوقائع والأمور.. فيخبره بالغائبات،والوقائع،والمسا ئل). وعيسى بن مريم(ع)،وقد مرّ أنه الوزير الأيمن للإمام القائم(ع)،ونائبه،وحاجبه وخازناً على أمواله. متّشحاً ببرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم متقلّداً بذي الفقار،المتّشح:من اتّشح الرجل بالثوب والإزار والكساء،وهو أن يدخل الكساء تحت أبطه الأيمن،ويلقيه على منكبه الأيسر،كما يفعله المحرم في الحج بالإزار،والبرد كساء من الصوف يلتحف به،فالمعنى أنَّ القائم(ع) حين يجلس على عرش المملكة،يتشح أي يلبس عباءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكيفية المذكورة،ويتقلّد سيف ذي الفقار. ذو الفقار اسم سيف كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،ونزل به جبرائيل(ع)من السماء، وخصّ به أمير المؤمنين(ع)وكانت حلقته فضة،كذا في حديث عن الإمام الرضا(ع) قال:وهو عندي قيل:سمّي بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وخروز مطمئنة. والمفقر من السيوف ما فيه خروز مطمئنة. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً(ع)،بعد ذلك،فقاتل به دونه يوم أحد. وروي أنّ بلقيس أهدت لسليمان(ع)ستة أسياف،وكان ذو الفقار منها،فهو من مواريث الأنبياء التي وصلت إلى الإمام القائم(ع). وروي عن عليّ(ع)قال:إنّ جبرائيل(ع)أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وقال له:إنَّ صنماً في اليمن خلفه مغفر من حديد،ابعث إليه فادفعه وخذ الحديد،قال: فدعاني فبعثني إليه فدفعت الصنم،وأخذت الحديد،فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستضرب منه سيفين، فسمّي أحدهما ذا الفقار،والآخر مخذم،قتقلّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذا الفقار،وأعطاني مخذماً،ثم أعطاني بعد ذا الفقار. فهذا السيف العظيم الذي هو من مواريث الأنبياء،يتقلده القائم(ع). وجه الإمام(ع) وتكلّمه وبعض كرامته: ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله،يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع،على رأسه تاج من نور،راكب على أسد من نور. هذه الجمل تحكي ما للقائم(ع) من الهيبة،والجمال والنور والبهاء والكمال،بحيث يكون وجهه مثل دائرة القمر في ليالي تمامه،وكماله،وعند تكلمه يخرج من فمه نور ساطع،وبرق لامع يخطف أبصار الناظرين،قد توّجه الله(تعالى) بتاج من نور لامع،وهو راكب – أي جالس – على تمثال يحمله أسد،فرؤية عرشه تبهر العقول،وتعجب الأنظار،وترهب الأنفس،فمنظره رهيب وتصميمه عجيب غريب،وشكله مهيب. 14- ويبرئ الأكمة،والأبرص،ويحيي الموتى،ويميت الأحياء،وهذه الكرامة الثابتة لعيسى بن مريم(ع)التي حكاها القرآن الكريم،ثابتة للإمام القائم(ع)،فإنه يؤتى بالأكمه،وهو الذي يولد أعمى،والأبرص وهو من به داء البرص،ونعوذ بالله(تعالى) منه،فيدعو لهم فيبرئهم،فالأعمى يعود مبصراً،والأبرص يعود صحيحاً معافاً. ويحيي الموتى:فيصلى عند قبر الميت،أو يدعو لميت بالحياة،فيخرجه من قبره حيّاً بإذن الله(تعالى)،ويميت الأحياء إمّا بدعائه،لأنه مستجاب الدعوة،وإمّا بدعوة بإعدامه وقتله لهم. 15- وتسفر الأرض له عن كنوزها أي يظهر الله له ما في بطن الأرض،ما كان من كنوز مخفيّة من الذهب،والفضة،والجواهر،وسا ئر المعادن. حوى حكمة آدم(ع):أي منحه الله(تعالى) بالحكمة والعلم،الذي منح به آدم(ع). ووفاء إبراهيم(ع):أي يفي بالعهد والوعد،لكل من أحسن إليه ودعا له ونصره،وأيّده في زمن الغيبة،وبعد ظهوره،فيجزيه بالإحسان،وينعم عليه بأحسن الجزاء،والإكرام،والامتنان . وحسن يوسف(ع):أي يمنحه جمال يوسف ومحاسنه. وملاحة محمد صلى الله عليه وآله وسلم:أي يجعله الله(تعالى) مليحاً،حسناً بهيج المنظر،كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 16- وجبرائيل(ع)يسير عن يمينه في الحروب وغيرها،وميكائيل عن شماله،واسرافيل(ع)من ورائه،يدفعون عنه كل عدو له من الجن والأنس. والغمام من فوق رأسه،يظلله:وهذه الكرامة كانت ثابتة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وفي كلام عن وادي السلام في النجف الأشرف الذي هو مدفن الأنبياء والرسل والعلماء الأعلام ورجال الدِّين،والأخيار والصالحين،وقد مرَّ أنَّ في الوادي قبر نبي الله هود،وقبر نبي الله صالح(ع). 17- وفي الخبر أنَّه يحشر من هذا الوادي سبعون ألفاً من المؤمنين، يدخلون الجنة بغير حساب. وعنّد ظهور الحجة(ع)،ورجعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يأتي النجف،لعله يأتي إلى حرم الإمام في النجف،لأنّ هذا الحرام يكون موضعاً خاصاً لخلوات الإمام الحجة(ع)للعبادة. فيلتقي مع الإمام أمير المؤمنين(ع)،لأنّه على موعد أن يأتي في الرجعة إليه في هذا المقام الشريف،وفي هذه العتبة المقدسة،والوعد والميعاد من قبيل الدِّين،يجب الوفاء به. 18- إيمان أهل الكتاب به: في الأخبار عن إيمان أهل من اليهود والنصارى بالإسلام عند نزول عيسى بن مريم (عليه السلام)مع قيام القائم(ع):قال في مجمع البيان في تفسير قوله(تعالى) في سورة النساء آية 159:(وإنْ من أهل إلاَّ ليُؤمِنَنَّ به قبلَ موته القيامة يكونُ عليهم شهيد)وهو عيسى(ع)، ينزل في آخر الزمان،فلا يبقى أحد من أهل إلآَّ يؤمن به،حتى تكون الملّة واحدة،وهي ملّة الإسلام،ويهلك في زمانه المسيح الدَّجَّال وتقع الأمنة حتى ترتع الأسود مع الإبل،والنمور مع البقر،والذئاب مع الغنم،ويلعب الصبيان بالحيّات،ويلبث في الأرض أربعين سنة. ثم يتوفى ويصلّي عليه المسلمون ويدفنونه. قال في الكشاف في تفسير هذه الآية وهو قوله(تعالى)في سورة النساء(وإنْ من أهلِ )إلى آخر الآية. قال:المراد من أهل هم اليهود والنصارى،الذين هم في زمان نزوله من السماء،ولا ريب أنَّ زمان نزوله عند قيام القائم(ع). وقال:روي أنَّ عيسى(ع)ينزل من السماء في آخر الزمان،فلا يبقى أحد من أهل إلاَّ يؤمن به،حتى تكون الملّة واحدة،وهي ملّة الإسلام،ويجوز أن يُراد أنه لا يبقى أحد من جميع أهل إلاَّ ليؤمن به،على أن يحيهم الله في قبورهم،في ذلك الزمان،ويعلمهم نزوله ما أنزل له،ويؤمنون به حين لا ينفعهم إيمانهم. وقال:حدثني أبي،عن القاسم بن محمد،عن سليمان بن داود المنقري،عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب،قال لي الحجاج:يا شهر،آية في كتاب الله قد أعيتني،فقلت:أيُّها الأمير أية آية هي؟قوله(تعالى):(وإنْ من أهل إلاَّ ليُؤمِنَنَّ به قبلَ موته)والله إني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه،ثم أرمقه بعيني،فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد. فقلت:أصلح الله الأمير، ليس على ما أولت.قال:كيف هو؟قلت:إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا،فلا يبقى أهل ملّة،يهودي ولا غيره إلاَّ آمن به قبل موته،ويصلي خلف المهدي،قال:ويحك:أنّى لك هذا،ومن أين جئت به؟فقلت حدّثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع). فقال:والله جئت بها من عين صافية – وفي الدر المنثور قريب منه. 19- في كتاب بيان الأئمة(ع) 3ص 303: فالويل كلّ الويل لمن أنكر إمامة القائم ولم يعترف به وبما جاء به وهو الرؤوف بالمؤمنين الرحيم بهم المتحنّن المتفضّل بجميع وجوه الإحسان إليهم... وينصره الله(تعالى) على أعدائه. ويشف صدور قوم مؤمنين. ثم قال:ويستدعي كبار اليهود ورؤساؤهم وعلماؤهم،وأحبارهم،وكبار النصارى ورؤساؤهم وعلماؤهم،ورهبانهم وقساوستهم،من الدول الشرقية والغربية،ممّن يدّعي أنه ذو علم ومعرفة.فيحضر هؤلاء بين يديه،وأمام محكمة العدل،ويحضر التوراة الصحيحة،وهو كتاب النبي موسى(ع)،ويحضر الأنجيل الصحيح،وهو كتاب النبي عيسى(ع)ويحضر الزبور الصحيح،وهو كتاب النبي داود(ع)،ويُحضر الفرقان وهو القرآن المفسّر المبيّن الذي فيه تبيان كل شيء،وهو كتاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو قانون دين الإسلام. وفي الحديث:الفرقان المحكم الواجب العمل به،والقرآن جملة،لأن القرآن فيه آيات محكمات هن أم وأخر متشابهات. ويحضر أهل الإسلام بجميع مذاهبهم:والمراد من المذاهب إمّا أهل المذاهب الأربعة:أي المذهب الحنفي،والمالكي،والحنبلي، والشافعي.وإمّا أهل الفرق الإسلامية،وقد مرِّ آنفاً أنّ الفرق الإسلامية تفترق على ثلاث وسبعين فرقة وملّة،لما رواه في معاني الأخبار بحذف الإسناد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:سيأتي على أمتَّي ما أتى على بني إسرائيل،مثل بمثل،فإنهم تفرّقوا على اثنين وسبعين ملّة،وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملّة،تزيد عليهم واحدة،كلّها في النار غير واحدة.قال:قيل: يا رسول الله وما تلك الواحدة؟قال:هو نحن عليه اليوم،أنا وأهل بيتي. فلعل الإمام القائم(ع) يحضر جميع رؤساء هؤلاء الفرق من أهل الإسلام،ومن سائر الملل والنحل،فيحتج معهم،ويجادلهم على كل كتاب بمفرده،أي تملا،فيحتج مع اليهود،والنصارى،والمجوس،و مذاهب الإسلام على كتبهم،ويطلب منهم تأويل ما جاء في كتبهم،فلم يهتدوا إليه،ويعرفهم تأويله،وإنهم ما وصلوا إلى اليهود،والنصارى،والمجوس، كنه حقيقتها،وما فهموا معانيها،وما ورد فيها،ويوضح لهم مطالبها وأحكامها،ويعرفهم تبديلها وتحريفها،أي تحريف تلك الكتب السماوية،لا القرآن الكريم،لما مرّ من القرآن الكريم لا يمكن لأحد من المخلوقين تبديله،وتغيره،وتحريفه،لما مرّ من إقامة الأدلة على ذلك ومنها قوله(تعالى):(إنّا نحنُ نزلّنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر/9 وقوله(تعالى)(وإنه لكتابٌ عزيزٌ *لا يأتيهِ الباطل من بين يديهِ ولا من خلفهِ تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ)فصلت/41/42. 20- بإسناده يرفعه إلى ابن مسكان قال:سمعت أبا عبد الله(ع)يقول:إنّ المؤمن في زمان القائم(ع)،وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب،وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق. 21- السرّ المكنون قال:وقال الصادق(ع):يستقرّ القائم(ع) هو وعياله في مسجد السهلة،ويوسّع الجادّة حتى يجعلها ستين ذراعاً،ويخرّب كل رزاونة وجناح إلى الطريق،وكذا الميازيب والبيوت التي تشرع إلى الجوار،ويأمر الله الفلك بإبطاء الحركة،حتى يكون كل يوم من أيامه،مقابل عشرة من هذه الأيام،ويهدم الكعبة ويبنيها على أساس إبراهيم وإسماعيل(ع)،ويهدم المسجد الحرام،ومسجد رسول الله، ويصنعهما على ما كانا عليه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ويردّ مقام إبراهيم إلى موضعه الأول عن موضعه الآن،الذي وضعه فيه عمر،ويرفع البدع ويقيم السنن.