أخبرني ياقمري
عن حالك في البعد عني
هل تبقى حتى الصباح
ساهدَ الطرف مثلي ؟
أم تنامَ قرير العين
أأرقَ السهر جفنك
وسكن الليل هدبك ؟
أم تغطَ في حلم وردي ؟
انتظرتكَ حتى سئمَ الانتظار مني
نبذ تني الأماكن وشرفات التمني
هجرَ القمر سماء حلمي
حطمتْ الرياح أشرعة سفني
زجتها الأمواج على مرافئ السراب
تبعثرَ الشوق على صدر الغياب
وحدي أجالسُ ذكرياتي والعذاب
أسامرُ ليلاً دامس الأهداب
ضمنا في أحضانهِ ذات مساء
كنت تمد إليَّ أنامل الشوق
كي تمسحَ عني كحل الليل
تخطف قبلةً مني
فتتوردُ حمرة الخجل في خدي
وكلما جنَّ الليل من حولي
يجنُّ الشوق في جسدي
أسندُ رأسي إلى صدرك
أفرغُ ما فيه من الحزن
وحين ينبلج الفجر
يرحلُ كلاً منا إلى وطن
يلملمُ الصبح بقايا طلَّ الأمس
ينثرهُ على جسدي المحموم
يغسلني بالماء والثلج
تهدأ أنفاسي المتقدة بالشوق
يستكينُ ما بقي من لوعتي
أهمس لك بلوعة الحرمان
لا تبتعد يا ريح الجنان
قد كان حبنا ربيعيَّ المزاج
تنمو في حقوله سنابل الشوق
تسطعُ في سمائه شمس الحلم
أنت من قتلتَ فيَّ جنين الحب
ورحلت عن عالمي بصمت
وأمضي عبر دروب الحياة
أحضن همومي وأحزاني
أغفو على سرير الأماني
أتخيلك أمامي قادماً نحوي
فتئنُّ أصابع وجعي
أبحرُ معك على سفن الخيال
نسافرُ عبر قطار النبض
يزدحم الشوق في القلب
يغردُ الحنين عند شباك الوقت
فأصبحُ قاب قوسين أو أدنى من العشق
أخرجُ مني لأسكن رياض قلبك
تمسني نازعات الوجد
أرتلُ بصمت السكون ترانيم الأمل
لعلها تبددُ ما في الروح من الشجن