انا في الخامسة عشر من عمري ولي اخوة واخوات اصغر مني ولم اعثر في دراستي لكنني لست من المجتهدين الكل في البيت اراهم يخشون ابي واذا خالف احد له امر فهذا يعني عدم احترام من وجهة نظره ويكون رده قوي ، كان كثيرا ومرارا يحذرني من الاختلاط مع اصدقاء السوء ويحذرني من لعب كرة القدم بل لا يوافق اصلا ان اخرج خارج البيت ولكنني كنت اخرج خلسة بالتواطوء مع امي في حال غيابه فعندما يكون موجود في البيت تكاد تكون انفاسي منقطعة واذا ما خرج احس بنسيم الحرية وفي احد الايام انتظرته يخرج عصرا وخرجت بعده لكي العب الكرة مع اصدقائي ، كان هذا اليوم مشهودا في حياتي حيث انني اثناء لعب الكرة سقطت وكسرت يدي ولم افكر بالالم بقدر تفكيري عندما يعلم ابي بذلك كيف سيكون العقاب ؟؟ حملوني اصدقائي على وجه السرعة الى المستشفى وذهب اخر الى امي لكي يخبرها وانا في المستشفى حيث التخدير واجراء العملية ولم اشعر بعدها ماذا حصل وبقي تفكيري عندما يعلم ابي كيف سيكون العقاب ؟؟؟؟
في منتصف الليل استيقظت من نومي بعد زوال تأثير المخدر الا انني ومن تحت الغطاء رأيت ابي يجلس على الكرسي الى جنبي فاصطنعت النوم ولم انهض وبقيت في ارق ونسيت الا لم وما انا فيه وافكر في لحظة المواجهة وانا على هذا الحال احس بتلمس ابي لجبيني ليتاكد من درجة حرارتي ومن ثم يتلمس يدي المكسورة ، بقيت على هذا الحال حتى سمعت صوت نهوض ابي وهو يتمتم ببعض الكلمات فاذا به يصلي صلاة الليل ولحسن الحظ اصبحت خلفه اثناء صلاته وسمعته بعد الصلاة يدعو :" اللهم شافِ ولدي وابعد عنه كل سوء ، اللهم انه فلذة كبدي فلا توجعني بمرضه ، اللهم اجعله ممن يوالي اهل البيت ويعادي من يعادي اهل البيت ، وهكذا حتى انتهى الدعاء وصلى صلاة الفجر وحال نهوضهة اصطنعت النوم مرة اخرى لانه جلس على الكرسي الى جانبي
وانا في دوامة تفكيري كيف اواجه ابي هل اعتذر منه وهل سيقبل اعتذاري؟؟؟؟ هل التمس امي ان تساعدني على هذا الموقف ؟ وانا في دوامة تفكيري انتبهت الى صوت شخير ابي حيث نام على الكرسي وفي هذة الاثناء دخل الطبيب الخفر ، وقام بفحصي وسألني هل انتَ الولد الوحيد لأبيك ؟؟ قلت لهُ كلا فلي ثلاث اخوة اصغر مني ، فقال الطبيب اذا هنيئا لك لا اعتقد انه يحب اخواتك اكثر منك فقد كان بمنتهى القلق ليلة امس طوال اجراء العملية وحتى خروجك من صالة العمليات وطلب منا ان ناتيك بافضل الاطباء
امتلكني التعجب واستحيت ان اتعجب من تصرف ابي امام الطبيب وفي هذة الاثناء استيقظ ابي وبادرني بالسؤال هل تؤذيك يدك ولدي ؟ والله اجبته بدموعي ،هل حقا هذا ابي كنت اعتقدة يكرهني ؟ وسال الطبيب هل نستطيع الخروج اليوم ؟
الطبيب: بكل تاكيد
وبعد اتمام اجراءات الخروج احتضنني ابي واجلسني في السيارة وانا صامت لا اعرف ماذا اقول لابي، وعند وصولنا الى البيت قال لي ابي بابتسامة ان يدك
ستجبرك على قراءة دروسك ........