صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14
الموضوع:

الفوضى الخلاقة ، الأصل والصورة والواقع

الزوار من محركات البحث: 51 المشاهدات : 1279 الردود: 13
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    الفوضى الخلاقة ، الأصل والصورة والواقع

    الفوضى الخلاقة ، الأصل والصورة والواقع




    قد يُخال للبعض أنّ نظريّة الفوضى الخلاّقة هي من إبداع المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فانها ستزول بخروجهم من دوائر السلطة في واشنطن، أو أنها مجرّد خطة عسكريّة سياسية وضعها بعض المختصّين في الاستراتيجية الدولية، ولكن الحقيقة أنّ هذه النظريّة قد أُعِدَّ لها منذ السبعينيات من القرن الماضي وبالأساس في أوساط العلماء والمفكّرين.

    لقد عرفت هذه السنوات بداية تقهقر الفكر الماركسي- اللينيني الذي كان مهيمنا على الساحة الفكرية وذلك على ضوء التجارب والحقائق التي عاشتها بلدان المنظومة السوفيتية ومختلف الأزمات الاجتماعية والسياسية التي مرّت بها. فانطفاء بريق هذه النظرية وتقهقر النشاط الفكري المرتبط بها وانتصار قيم مجتمع الاستهلاك أوجد فراغا مهولا وباستثناء قلّة من المفكّرين يمكن أن نقول عنهم أنّهم جدّدوا الفكر وأبدعوا الفريد والقيّم ونذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر: Ivan Illich، Pierre Thuiller، Christopher Leach، Serge Latouche، Edward Goldsmith، Cornelius Castoriadis، فإنّ الغالبية الباقية إمّا أن أعادوا قراءة كتابات سابقيهم (التأويل والتفكيك) أو أنّهم طوّروا مقاربات انطلاقا من مفاهيم ضيّقة وأرادوا تعميمها بل أنّ جزءا هاما من هؤلاء انحدروا من أوساط علمية كالبيولوجيا والمعلوماتية وعلوم الأنساق والفيزياء. إذن عرفت الثلاثون السنة الأخيرة تحوّلَ أعداد عامّة من رجال العلم إلى منظّرين و"فلاسفة" وقد شجّع تطوّر الإعلامية والبيولوجيا ذلك.

    فكان كتاب Jacques Monod الشهير: "الصدفة والضرورة"، وكتاب François Jacob "منطق العالم الحيّ"، وكتابات كلّ من Joël de Rosny و Claude Tabary وPierre Changeux و Edgar Morin وFrancisco Varela و Ilya Prigogine وغيرهم. كما ستصبح النظرية السبرنتيكية وعلوم الأنساق والأنظمة Théorie des systèmes générales قاعدة ومنطلقا لتطوّر رؤى جديدة. وللتاريخ نقول أنّ أوّل من استهوتهم هذه النظريات هم السوفيات. بداية من المعلومة مرورا بالخليّة الحيّة وصولا إلى المجتمع السؤال الذي خامر أصحاب هذه المقاربات هو كيف يتطوّر نسق ما وما هي الشروط التي تجعله مستقرّا أو تحدث فيه طفرات وتغييرات؟ أيّ دور للفوضى Désordre والضجيج bruit Le في خلق معلومة وإضفاء نظام جديد على النسق؟

    ظهرت مقولات جديدة لعلّ أهمّها:

    L’ordre à partir du désordre, L’auto-organisation à patir du bruit, les structures dissipatives.

    كلّها تركّز على نقد الوثوقية والحتمية التي نادت بها الماركسية ولكن من منطلق مقابل تماما يركّز على جانب الصدفة والفوضى والضجيج. بل أنّ النظريّة الفوضويّة لتطوّر العلوم لـFayrabend (لا نسبة لحركة الفوضويين) أصبحت موضة العصر. وهذه النظريّة تقول بأنّ كلّ النظريات العلمية تتساوى وأنّ كلّ شيء جائز Any thing goes . كما اقترنت هذه الدعاية للفوضى بالبحث عن نظرية شمولية تحاول تفسير الكون وإذا بكلّ علم واختصاص يدّعي أنّه اكتشف اللّغز المحيّر وإذا برجال العلم خصوصا في ميادين كالبيولوجيا وعلم الأعصاب يعمّمون استنتاجاتهم على الاقتصاد والسياسة والثقافة والتاريخ وهذا لم يمنع بعضهم من تبنّي معتقدات تقول بالسحر والتنجيم.

    إذن نحن أمام جوّ عام يُرَوِّجُ للفوضى العارمة، وهذا لم يمنع من بروز نظريات وثوقية وإن ارتكزت على مبادئ الصدفة واللاّتحديد. فهذه على سبيل المثال Ilya Prigogine المتحصّلة على جائزة نوبل للكيمياء وزعيمة ما يُعرف بمدرسة بروكسيل تطوّر نظريّة الهياكل المبدّدة أو الطائشة والمتذرّرة Les structures dissipatives وهذا Jean Claude Tabary المختصّ في الأعصاب وأستاذ البسيكولوجيا الطبيّة يعتبر الفوضى ضرورة بما أنّها تمثّل إنذارا للنسق كي يستجيب للأوضاع الجديدة ويكون ردّه ملائما وإلاّ تعرّض لتغييرات جوهريّة تطاله. كما أنّ François Jacob أستاذ البيوفيزياء بكلية الطبّ بباريس وبالجامعة العبرية بالقدس وصاحب الكتاب الشهير "منطق العالم الحيّ" هو الآخر ركّز بحوثه حول "انبثاق الجديد وبروز المعنى" معتمدا على نظريات الأنساق وذلك وفق برنامج مسطّر. وخلص في نهاية كتابه إلى إمكانية تغيير الجنس البشري بإدخال بعض التغييرات الجينية على مكوّناته وذلك استجابة لطلب السوق: رجل ذو بنية قويّة، ملكة جمال، مصارع، محارب، عالم في الفيزياء أو الرياضيات، …

    إذن نظريات الفوضى تؤول بنا إلى عملية فرز، وبالتالي تثبيت وتحديد وهذا يتعارض مع المنطلقات الأوّليّة. Francisco Varela أستاذ البيولوجيا بجامعة سانتياغو ومستشار بمخبر البحوث حول الجهاز العصبي بنيويورك يتساءل هو الآخر عن ظروف نشأة الجديد وذلك على ضوء نظرية الأنساق. كما أنّ Benny Channoun عالم الألسنية وأستاذ الفلسفة في جامعة تل أبيب وجامعة ستانفورد ومختص في علم النفس ركّز بحوثه على نشأة المعلومة الجديدة. لقد شبّه تلك العملية بزقزقة العصافير. في البداية يزقزق عصفور بطريقته الخاصّة وبمحض الصدفة ثمّ ما يلبث أن تتبعه العصافير الواحد بعد الآخر وهكذا من الفوضى الأولية تنطلق العصافير في زقزقة واحدة وكأنها فريق متمرّن على نغم أو سمفونية وهكذا ينشأ نظام جديد. إنّها "الفوضى الخلاّقة": ينشأ النظام الجديد بالترويج المستمرّ والتصاعدي في مجال محدّد لاضطرابات Perturbations انطلقت بمحض الصدفة".

    لا يمكن لنا أن نتعرّض لمختلف الأطروحات ولكننا نحيل القارئ لملتقى يمكن أن يلخّص جملة هذه الأفكار: ملتقى سيريزي في جوان 1981 بعنوان "التنظيم الذاتي من الذرّة إلى السياسة" وقد حضره مفكّرون نقدوا بشدّة هذه المقاربات بما أنّ صحّتها تظلّ محدودة وبما أنها تحاول إسقاط مفاهيم ضيّقة على المجتمع وتتنكّر لدور الذات الفاعلة والواعية. فهي وإن أعلنت محاربتها للوثوقية وللحتمية قد كرّست حتمية من نوع جديد.

    ما يهمّنا من كل ذلك أنّ مثل هذه المقاربات التي نقرّ بصحّتها في مجال محدود وميادين محدّدة تجاوزت الذرّة والخليّة لتشمل المجتمعات والأمم. فمن دراسة دور الضجيج أو الفوضى في إعادة التنظيم الذاتي للخليّة انطلق أصحاب هذه المقاربات يبحثون في تطوّر المجتمعات والتاريخ. كيف تحافظ المجتمعات على استقرارها وكيف تحصل فيها هزّات وطفرات وأيّ دور للضجيج والفوضى في خلق نسق أو نظام جديد؟ تحوّلت هذه المقاربات إلى إيديولوجيا وصنم ومعتقد وفي الحقيقة لم يكن ذلك بمعزل عن خيارات وأهداف رنا لها أصحابها إن بوعي أو عن غير وعي. فلكلّ مقاربة ونظريّة ظروفها وشروطها والإطار الذي يكيّفها (ولا نقول يحدّدها لأنّنا لا نؤمن بالحتميات والتحديد المطلق). ليس من الغريب أنّ معظم دعاة نظريّة الفوضى الخلاّقة هم من مؤيّدي اليد الخفيّة (La main invisible)، هذه اليد المجهولة المصدر والهويّة والتي تقوم مقام الفوضى التي تنظّم مجتمعاتنا منذ قرون وبالأخصّ المجتمعات الغربيّة. لكن يبقى هناك سؤال ما فتئ يراود هؤلاء : لماذا لا تفعل هذه اليد الخفيّة فعلها بنفس الحدّة والدرجة والعمق في كلّ المجتمعات؟ لماذا هذه الجيوب المتفرّقة والتّي لم تشملها الفوضى الخلاّقة؟ القضاء على رتابة بعض الأنساق يستوجب خلق حالة من الفوضى ونوع من الضجيج. اليوم وقد سقط ذلك المانع الذي كان يحول دون ترويج مثل هذه الفوضى (بما أنّه كان يروّج هو الآخر لضجيج مقابل) أصبح بالإمكان الحلم بتغيير هذه الأنساق. من هنا صيحة ومن هناك صيحة، من هنا نغم ومن هناك نغم، من هنا زقزقة ومن هناك زقزقة، وصولا إلى النغم الواحد والمعبّر وذلك طبعا وفقا لبرنامج مخطّط تماما كما تخطط نواة الخليّة للبرنامج الوراثي. لابدّ لنا من المعلومة الجديدة للقضاء على الركود والرتابة. لابدّ لنا من الضجيج من بين هذه الأنغام العذبة والرنانة : حقوق الإنسان وحقوق الأقلّيات العرقيّة والدّينية والتشكيك في الانتماء وإلصاق التّهم وربّما التهديد والوعيد. يبدأ الوعيد من فرد أو رجل سياسي ثمّ مجموعة سياسيّة ثم دولة وبعدها تلحق بقيّة الدول بالركب حتّى وإذا كان ذلك بعد تباطؤ وتلكّؤ وفي الأخير نحصل على رائعة موسيقيّة أبطالها أصحاب الجاه والقوّة الفاعلة. نخلق الضجيج والفوضى فإمّا أن يتجاوب النسق مع هذا المعطى ويركن للخنوع والذل والتأقلم مع روح العصر أو أن يغيّر جلده كما يدعو لذلك المفكّر العربي علي حرب. خذوا مثالا على ذلك: البلدان العربية على اختلاف أنظمتها السياسية والاجتماعية تمثّل نسقا يجمّعها سقف واحد هو التوحيد حول الانتماء للعروبة وحول القضيّة الفلسطينيّة. أليست هذه رتابة وركود؟ ثمّ ألا يحقّ لكلّ مواطن في هذه المجموعة أن يتخلّص من الثوابت المفروضة والتي جعلت منه عنصرا راكدا؟ ما العمل إذن؟ إذا لم تتوفّر الفوضى الكافية فلماذا لا نخلقها؟ نبثها حروبا وانفجارات وتفجيرات واغتيالات وفزّاعات. نحرّك النوازع الراكدة من عرقية وطائفيّة وجهويّة وإقليميّة. هكذا نكون قد بعثنا فيها ضجيجا ونشرنا فيها فوضى خلاّقة وربّما نكون قد أعددنا العدّة لتذويب هذا الكيان الواحد في نسق أو نظام جديد : لنطلق عليه الشرق الأوسط الكبير. نراهن على قوى الضغط خصوصا منها المتخلّفة والمستعدّة لبيع الغالي والنفيس ألا وهو الضمير.


    لكنّ نقطة الضعف الكامنة في مثل هذه النظريات تتجلّى في كون أصحابها يتوهّمون بأنهم يتحكّمون في كلّ أوراق اللعبة. فهم لا يقدرون على التنبؤ بنتائج هذه الفوضى الخلاّقة وبالعوارض الجانبيّة. حساباتهم قد تتناقض مع النتائج وإذا بالفوضى الخلاّقة تخلق أوضاعا جديدة لم يتصوّرها أصحابها ولم تخطر على بالهم (ما يحدث اليوم في العراق أو في أميركا اللاتينية). الأهمّ من كلّ ذلك أنّ هؤلاء يسحبون نتائج بحوثهم على الخلايا والأجسام والعصافير و يسقطونها على البشر والحال أنّ هذا الأخير يتفاعل بوعي وبذاتية. فالجنس البشريّ هو صانع التاريخ وليست حتميات التاريخ أو اليد الخفيّة ولا الفوضى الخلاّقة وهذه الأخيرة لا تخلق شيئا وإنّما تمثّل ظرفا، ولكنّ الإنسان هو الذي يخلق مصيره فردا وجماعات وشعوبا. لا يقدر أيّ كان مهما عظمت معرفته وارتقت أن يحيط بكلّ معطيات المسألة وإلاّ فلماذا لا نوكل مصيرنا لفيلسوف أو عالم أو فقيه أو نابغة من نوابغ هذا الدهر؟ لماذا هناك شعوب وثقافات وحضارات وأفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض؟
    لقد علم دعاة الفوضى الخلاّقة شيئا ولكن غابت عنهم أشياء. غاب عنهم أنّه وفي آخر المطاف لا يتقرّر مصير الشعوب في المكاتب ووزارات الدفاع والحرب، غاب عنهم أنّ فوضاهم قد تولّد استفاقة جديدة لهذه الشعوب تدفعها إلى ما هو أفضل وتتجاوز بذلك مشاريعهم الجنونيّة



  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرااااااااااااا للموضوع الرائع

  3. #3
    _______
    الأمـہٰــيہٰـر
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: Lille, France
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,497 المواضيع: 115
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 408
    مزاجي: Good
    موبايلي: ايفون 14
    آخر نشاط: 25/April/2024
    مقالات المدونة: 14
    شكرااا

  4. #4
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 158 المواضيع: 34
    التقييم: 41
    آخر نشاط: 2/December/2014
    ياليت لو تذكرين مصدر الموضوع.

  5. #5
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24 المواضيع: 0
    التقييم: 4
    أكلتي المفضلة: دولمه
    موبايلي: galaxy s 3
    آخر نشاط: 29/June/2014
    ماأجمل تلك المشاعر التي
    خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
    لقد كتبتِ وابدعتِ
    كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها
    فكم استمتعت بموضوعك الجميل
    بين سحر حروفكِ التي
    ليس لها مثيل

    دمت بألف خير

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    أبو دره
    تاريخ التسجيل: March-2014
    الدولة: العراق الحبيب
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,564 المواضيع: 2,409
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 43
    التقييم: 4641
    المهنة: استاذ
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى صباح الطيب
    مقالات المدونة: 2
    احسنت النشر

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    qamar
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: Nasiriyah
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,507 المواضيع: 3,133
    التقييم: 7377
    مزاجي: الحمدالله
    المهنة: Student
    أكلتي المفضلة: ڊوُلُمْة
    موبايلي: x1 + note3
    آخر نشاط: 4/March/2024
    مقالات المدونة: 5
    شكرا

  8. #8

  9. #9
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    اشكر لكم هذا المرور

  10. #10
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,114
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    قلم رااائع سلمت يداك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال