الخميس 26 حزيران 2014 - 10:19 داعش أقوام وثنية متخلفة

بقلم:صادق غانم الاسدي

لم يكن الإسلام يوما ألا دين تسامح ورحمة ومودة من خلال رسالته السماوية للعالمين كافة , وما قام به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله في تبليغ تلك الرسالة الإلهية إلى الشعوب المجاورة لشبه الجزيرة العربية مستخدما الترغيب وأبسط الطرق ودماثة السلوك الإنساني علاوة على الاحتفاظ بروحية الحوار والمحافظة على التراث والبعد الحضاري لأي مدينة دخلها المسلمين أبان حروب التحرير وخير شاهد على ذلك هو الأثر النفسي والخلقي الذي تركه لنا الرسول الأعظم سنة 8 هجرية خلال فتح مكة من معاملة وعفَ الله, واذهبوا انتم الطلقاء , فالذي يتزين بشعار الإسلام عليه أن يسلك نفس الأساليب والطرق التي اتبعها الرسول الأعظم مع أعدائه وإيصال أهدافه, وما تقوم به داعش اليوم مدعاة للسخرية وتشويه معالم الدين وبعيدة حتى عن جميع ما جاءت به كل الديانات السماوية الأخرى فهم ثلة رعاع وثنيين متوحشين متخلفين لايؤمنون بالحوار والفكر الإسلامي وهم ابعد من إي حركة دينية تتخذ من الإسلام مرجعا لها , هدف هذه الحركة أو التنظيم هو أعطاء صورة لجميع شعوب الأرض بأن الإسلام دين همجي لا يحترم الأفكار التحضرية والمعتقدات الأخرى ولا يساير المدنية جنبا الى جنب , من اجل إيقاف المدى البشري إلى الإسلام من الديانات الأخرى وكأن الحالة تشترك فيها حركات وثنية وماسونية ومدارس عبأت العقل البشري لضرب العقيدة والمبادئ التي جاء بها الإسلام , هذا التنظيم ينتقل ما بين سوريا والعراق ويشكل الحربة الرئيسية للتنظيمات الإرهابية المسلحة في العراق , واستطاعت ان تجد لها موطئ قدم في الموصل عن طريق بعض الخلايا النائمة والخائنة والنفوس الضعيفة والتي لم يترسخ الإسلام يوما في عقولهم , لا أجد لهذه الحركة نشاطا دينيا يطابق الفكر الإسلامي واحترام المقدسات والشعارات الدينية لبقية الطوائف فمرة تعمل على تمزيق الصور وتهشيم التماثيل في الساحات العامة وإصدار فتاوى شرعية مضحكة خالية من الغطاء الشرعي ومنع مشاهدة الأفلام في الوقت التي هي تبث من موقعها أفلام رعب لم تراعي فيها حرمة الإنسان حينما تنشر فلم قطع الرؤوس وقتل الأسرى وهم معصوبين الأيدي والأعين تحت كلمة لا اله الا الله ,وتارة تفجر الكنائس ودور العبادة ولأتسمح للمؤذن أن يطيل الأذان ويصلي على محمد أكثر من مرة واحدة , في الوقت الذي يذكرنا التاريخ باعتباره سجل لا يمحي من ذاكرة الأجيال , أن الخليفة عمر بن الخطاب (رض) صالح أهل فلسطين وذهب إليهم بنفسه وحافظ على كنائسهم وسمح بتأدية طقوسهم الدينية , لم يكن هذا الحال يرضي المسلمين من السنة كون ان الموصل والمدن العراقية الأخرى خليط من طوائف وديانات متعددة وهي تشكل مركزا حضاريا وثقافيا متمدنا ومعلم سياحي ولها خصوصيتها الفكرية والعلمية وبالتأكيد أنها ترفض هذه الأفكار المتطرفة , ومن الغرابة أن زعيم هذا التنظيم هو إبراهيم عواد ألبدري دكتوراه في العلوم الإسلامية ولكنه كان يعاني من اضطرابات نفسية وازدواجية في حياته الاجتماعية ولم يكن سلوكه مرضيا للكثير من عرفه في السجن او في مجال الدراسة , ربما هذه المرة الأولى في تاريخها الأسود التي تسيطر هذه الحركة على مدينة كبيرة مثل الموصل بمساعدة أطراف داخل الموصل ومن ضباط تدربوا في إقليم كردستان , مستغلين حالة التراخي وكثرة القوات الأمنية من أهالي الموصل والتي بلغ إحصائها أكثر من 40 ألف عنصر تركوا أسلحتهم على الأرض فارين الى منازلهم مما أحدثت حالة من الفوضى وغياب الجهد ألاستخباري وسيطرة الدعاية الإعلامية وسمع الناس خطابات تحريضية من داخل بعض الجوامع في مدينة الموصل يدعون الجيش الى إلقاء أسلحتهم, أسهم وبشكل فعال على انسحاب الجيش من مواقعهم ضانين بذلك أن قادتهم الضباط قد فروا خارج المدينة , مما سهل دخول المسلحين من داعش وسيطروا بالكامل , كما اندفعت تلك الفصائل المسلحة أيضا لاحتلال مركز مدينة صلاح الدين رغم أنهم لا يشكلون تلك القوى الكبيرة والمناورة من بلاد الشام الى العراق وثم التقدم باتجاه بغداد وهم يعتمدون على بعض الخلايا النائمة في تلك المدن التي تطابق أفكارهم فتنشط تلك الخلايا حال دخول داعش إليهم , واندفعت أيضا الى قرية البشير جنوب الموصل فقامت بقتل عوائل بالكامل ولم يسلم منهم الطفل والرجل المسن والمرأة ومزقوا أجسادهم كونهم يمثلون الطائفة الشيعية العدو اللدود إليهم , ولولا حكمة مرجعية السيد السيستاني أدام الله ظله وتتدارك الخطر المحدق بالوطن فقد أصدرت المرجعية بيانا يحث الناس على حمل السلاح ومقاتلة الأغراب الذين دنسوا ارض العراق على ان يكون القتال محصورا للدفاع عن الوطن والمقدسات , اليوم يحتاج العراق بجميع أطيافه الى وقفة تضامنية ومسؤولية كبيرة بعيدة عن اللوم والتشميت ولا تقتصر على حزب معين او طائفة كون العدو همجي تتري لا يفرق بين مكونات الشعب , نحتاج الى شد أزر الجيش بالكلمة الحسنة والمقالة الحماسية والأنشودة الوطنية ,وأيضا بأمس الحاجة الى أعلام يوازي الأعلام العربي في التطبيل والتسقيط فالمعركة جزءا كبيرا منها إعلاميا ودعاية ,فالإعلام اشد فتكا من الآلة العسكرية وربما يهدم الأعلام ويحقق انجازا ما لم تستطع الجيوش تحقيقه في ساحات المعارك


وكالة نون