تعتزم لجنة الثقافة والاعلام النيابية تشكيل لجنة من كبار المثقفين العراقيين تعمل على وفق آلية لوضع اسس صياغة النشيد الوطني الجديد للعراق والذي اشترطت فيه ان يكون عراقيا خالصا من حيث النص واللحن مايكسبه رصانة كونه يمثل بداية مرحلة جديدة من عمر الدولة العراقية.
وقال علي الشلاه رئيس اللجنة في تصريح لـ"الصباح": ان اللجنة استحصلت موافقة هيئة الرئاسة على مقترح توصلت اليه في اجتماعها الاخير والقاضي بتشكيل لجنة من كبار المثقفين العراقيين لوضع آلية اختيار اللحن والنص للنشيد الوطني العراقي الجديد.
وبين الشلاه ان "لجنته اتفقت وفي اجتماعها الاخير على مقترح عملي لحل اشكالية النشيد الوطني العراقي.. وقد توصلنا الى مقترح مهم عرضناه على هيئة الرئاسة وحظي بالموافقة ويتضمن تشكيل لجنة من عدد من المثقفين العراقيين لاختيار نصوص من شعراء العراق الكبار امثال محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب ومصطفى جمال الدين او جميل صدقي الزهاوي او معروف الرصافي ومحمد مهدي البصير وغيرهم ليتم اختيار نص لاحد الشعراء ويصوت عليه ليكون هو النشيد الوطني ثم يعرض للتلحين وبالآلية نفسها سيتم اختيار الملحنين الكبار للمشاركة في تلحينه".
وتابع الشلاه: ان "اهمية ما تقدمت به اللجنة لحسم موضوع النشيد الوطني العراقي المطلوب كونه استغرق اكثر من الوقت المطلوب ولا يوجد نشيد رسمي للعراق والذي يجب ان يكون عراقيا من حيث النص واللحن ومن غير المعقول ان نستمر بالاستعانة بنشيد كاتبه غير عراقي وملحنه غير عراقي ليمثل الدولة العراقية.. ونحن مصرون على نص عراقي وملحن عراقي، وان يكون هنالك نشيد وطني وفي مدة قياسية واختيار النص لاحد كبار شعراء العراق سيمنحه رصانة منذ البداية ويعيد الاعتبار للثقافة العراقية والروح العراقية الواحدة، كما اننا نتطلع الى اليوم الذي سيعزف فيه هذا النشيد الوطني الجديد والذي يشكل بداية مرحلة جديدة من عمر الدولة العراقية".
وفي ما يتعلق بالقوانين التي تنوي اللجنة تقديمها للتصويت عليها في البرلمان، قال رئيس اللجنة: ان اهم الاعمال التي تركز عليها اللجنة هي:"مشروع العلم والنشيد الوطني ومشروع اللغة الرسمية للعراق، اضافة الى المتابعة والاشراف على موضوع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية، ومتابعة مسألة الابنية التراثية في بغداد وترميم مسرح الرشيد، فضلا عن التواصل مع الجهات التي تتولى التنفيذ والتوجيه بضرورة الاسراع في الانجاز. وزاد الشلاه بالقول: ان "اهم المشكلات التي تسعى اللجنة الى وضع حلول مناسبة لها هي الاساءة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت ووسائل الاعلام، حيث ان هنالك دعوات من البرلمانيين والمثقفين الى ضرورة ان يشرع البرلمان قانونا شبيها بالقانون الذي شرع في بريطانيا او قانون التشهير وهو قانون يراقب كل مايظهر في وسائل الاعلام، لاسيما التي تعد في عرفنا شتائم او تجاوزات على شخصيات، وينبغي ان تكون واضحة ومحددة وتحفظ كرامة الانسان العراقي، وبأثر ذلك قمنا في اللجنة بتكليف احد اعضاء اللجنة لجمع كل القوانين في الدول الديمقراطية العريقة المتخصصة بهذا الشأن بحيث يمكن اقتراحه كمشروع قانون بشرط ان لا يتعدى الاخير على حرية التعبير عن الرأي او الاعلام، وانما يتم من خلاله تحصين الحياة الخاصة للمواطنين دون ان يتم انتهاكها من بعض الناس الذين يسيئون استخدام تلك المواقع او لديهم امر كيدي تجاه شخوص معينين".
وعن الدور الرقابي للجنة الثقافة والاعلام اشار الشلاه الى ان اللجنة تواصل اداء دورها الرقابي وتعمل بشكل جاد، حيث نقلنا لوزير الثقافة عدداً غير قليل من الرؤى والمقترحات عن الاداء في مفاصل الوزارة وعملنا مع هيئة الاعلام والاتصالات في الجانب الرقابي مع شبكة الاعلام العراقي ونستمر باستقبال كل الشكاوى وبشفافية عالية التي تردنا والمتعلقة بالمشهد الثقافي والاعلامي ونطمح الى عقد مؤتمر قريبا للفعاليات والمؤسسات والاتحادات الثقافية العراقية للاستماع الى وجهات نظرها وسبل تطوير ادائها والخروج بتوصيات مهمة في ما يتعلق بالمشكلات التي تعاني منها في التمويل والتسجيل لمساعدتها في ذلك، اضافة الى مساعي اللجنة الى مواكبة التطور الثقافي من خلال المشاركة الدولية وتقليل التركيز على الجانب الاداري ودعم الفنانين والمبدعين والمثقفين ليكونوا هم المحور الرئيس مع التشجيع على اقامة المهرجانات والمعارض الدولية والمشاركة فيها بما يحفظ الارث الثقافي العراقي.
كما اعلن عن التوجه لتكريم المثقفين ومنحهم جوائز الابداع والجوائز التقديرية التي تمنح من الدولة العراقية وتسلم للمبدع من قبل رئيس الحمهورية او رئيس الوزراء، اضافة الى جوائز وزارة الثقافة، ان وجود مثل هذه الجوائز يمنح المثقفين العراقيين دعماً معنوياً كبيراً.
ودعا الشلاه المبدعين والمثقفين العراقيين في الخارج الى ضرورة التواصل مع بلدهم، للافادة من وجودهم في تلك البلدان بدلا من الاستعانة باشخاص اقل كفاءة.