سياسيون: الدول الداعمة للإرهاب سوف تحرق بناره
26/06/2014 06:56
لا يخفى على القاصي والداني دور عدد من الدول العربية في دعم الهجمة الارهابية التي يتعرض لها العراق خلال هذه الايام، وهذا الدعم مستمر منذ العام 2005 ولغاية الان بالمال والسلاح والاشخاص، الا ان كل التوقعات تشير الى ان هذا الارهاب يمكن ان يمتد الى تلك الدول الداعمة له عاجلاً ام اجلاً.
ويقول المحلل السياسي الدكتور غسان السعد ان التنظيمات الارهابية ومن خلال دراسة نموذج "القاعدة" فانه كان مدعوما بشدة من الولايات المتحدة الاميركية خلال حربه مع الاتحاد السوفيتي، وبعد مرور عقدين من الزمن اصبح هو العدو الاول لها ووجه لها اكبر ضربة في تاريخها بعقر دارها، وبالتالي فان السعودية التي هي الان تعد قريبة من المجموعات الارهابية وداعما رسميا لها عبر جهاز المخابرات او المنظمة الحاكمة، الا اننا نلاحظ في فترة ان هنالك مواجهات ادت الى مهاجمة وزير الدخلية السعودي في محاولة لاغتياله لاربع مرات.
واستنتج السعد أن الارهاب اذا سيطر فانه سيدمر حتى حلفاءه ومن تغاضى عنه، كونهم اعداء للحياة وتجار موت كما يتميزون بوجود نوع من السذاجة بين الطرح الديني وعدم فهم فلسفة الحياة واهمية الحياة واحترام حقوق الانسان فمن السهولة لديهم صناعة العدو ليكون بقالب جاهز وهو التكفير مما سيحل عليهم بعد ذلك قتله واستباحة عرضه وماله، وعدم ايمانهم بالحوار حتى فيما بينهم بدليل قتالهم مع ما يسمى الجيش الحر في سوريا وجيش الطريقة النقشبندية وقتلهم لأئمة جوامع في مدينة الموصل كونهم لا يؤمنون بداعش والفكر الوهابي.
وبحسب توقعات السعد فان هذه العصابات اذا استقوت فانها ستدمر ما تستطيع تدميره، معرباً عن خشيته مع تطور الوسائل وزيادة الاموال أن تسيطر على اسلحة كيميائية او جرثومية للدمار الشامل بما ان الرغبة والاموال موجودان للاستخدام باقرب فرصة.
وذهبت بعض المطالبات من قبل الكتل السياسية باتجاه تقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن لمحاسبة دول الجوار الداعمة لعصابات داعش الارهابية في العراق.
وذكر القيادي في كتلة الرافدين عماد يوخنا ان خطر الارهاب والجماعات الارهابية يهدد أمن العراق والمنطقة والعالم بأجمعه، موضحا ان بعض دول الجوار تدعم عصابات داعش الارهابية بالسر والعلن ولا تريد للعراق الاستقرار، وعلى الحكومة محاسبة هذه الدول من خلال تقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن مدعومة بالادلة والبراهين ضد هذه الدول لادانتها بشكل رسمي.
ودعا يوخنا المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف داعم للعراق لمواجهة الارهاب ومحاسبة الدول والحكومات التي تمول وترعى الارهاب.
اما الخبير الستراتيجي امير جبار الساعدي فيؤكد ان كل الدول الشقيقة والصديقة والدولية الفاعلة تعلم أن الخطر سيتمدد الى اجزاء اخرى، وستكون له اذرع تنفذ الى باقي الدول الاقليمية حتى لو اقصي وتم القضاء عليه في العراق، مستشهداً بما ذكره الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه الاسبوع الماضي بأن "ايديولوجية التطرف لدى هؤلاء ـ يقصد داعش ـ ومن لف لفهم ستمتد الى المديين المتوسط والطويل"، فهم يعلمون حق العلم ان تلك الجماعات لديها القدرة والامكانية والدعم من قبل اطراف سياسية فاعلة كدول ومجموعات استخبارية مخابراتية تمدهم بالمعلومات ويعمدون الى الانتقال الى دول المنطقة صوب تحقيق اهداف وهمية يلعب عليها الطرف الاقليمي والدولي لتحقيق مصالح بعيدة المدى.
ويلمح الى ان هذه الايديولوجية لا يعمد الى مكافحتها بشكل حقيقي وجاد بل نرى انها تلعب على ورقة العملية السياسية في العراق بوضع خارطة طريق هم يرسمونها لتشكيل الحكومة وتحديد شكلها القادم، وعليه نرى ان الارهاب القاعدي الداعشي لن يكون حاجزا مانعا فقط في العراق ومن المؤكد أنه سينتقل وبصورة اسرع الى تلك الدول ان لم تفعل الدول المشتركة بهذا الدعم التي اتفقت على مكافحة الارهاب في جامعة الدول العربية عام 1998 واصبح لزاما عليها ان تترك هذا الامر وتكف عن دعم الارهاب والا تعود علينا ببيانات استنكار وادانة فقط لما يحصل في العراق، لان الخطر آت واول الدول التي يطولها ستكون الاردن ولبنان لغاية اكمال مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي سيكون أهم الادوات الفاعلة لتخريب الدول وتقسيم المقسم باتفاقية سايكس بيكو للقرن الـ21.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد شن هجوما عنيفا على الدول التي تدعم المجاميع الإجرامية في العراق وسوريا بأموال البترودولار في إشارة غير مباشرة إلى الكيان السعودي وقطر المتهمين بتمويل المتشددين في العراق وسوريا.
وقال روحاني في تصريحات نقلها الموقع الالكتروني للتلفزيون الحكومي: ننصح الدول التي تساعد الإرهابيين بأموالها من البترودولار أن تكف عن ذلك، مضيفاً عليها أن تدرك أن دورها سيأتي غدا وستحترق بناره.ودان روحاني الهمج المتعطشين لدماء المسلمين الذين يقطعون رؤوس أطفال ويغتصبون النساء المسلمات.