السيستاني محاورا وحيد لحل الازمة في العراق
ربما لم يدر بخلد الذين وضعوا مخطط انقلاب الموت الذي ابتدا في الموصل في العاشر من حزيران لينتهي في بغداد لاحقا ، ان يكون للمرجعية الدينية في النجف الاشرف ما يكفي من الاوراق لاحباط مخططاتهم ، غير ان عليهم ومن خلفهم دول والعالم والاقليم ان يدركوا جيدا ان سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني هو صمام الامان الاخير والوثيق امام اي محاولة لاستهداف العراق وانه المحاور المعتدل الوحيد لمن شاء حلحلة ازمات هذه البلاد وفقا للحوار .
وهنا تنقل مصادر مقربة من مكتب سماحته ، ان فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها بعيد ايام قليلة فقط من سقوط المرصل انما جاءت في توقيت دقيق ، وباهداف سامية تجمع العراقيين لا تفرقهم .
وتقول المصادر ان سماحته ادرك مبكرا ان ما حدث ليس صنيعة اللحظة ، وان من يقوم بدور المحارب ليس الا أداة للاخرين ودمية بايديهم ، اذ ان الدواعش ومن لف لفهم لا يملكون القدرة على احداث عنصر المباغتة بهذه الكيفية .
ولفت الى ان الدعاية الاعلامية التي رافقت تحركهم في الموصل لا تختلف كثيرا عما شهدناه ابان ما يسمى بالربيع العربي وبدعم من منظرين غربيين ومؤسسات أعلامية وتوجيهية وثقافية امريكية واوربية .
وتابع ان سماحته وجه دعوته التعبوية بالسرعة التي لم تكن بحسبان المخططين ولا في اجنداتهم ، خصوصا وانها كانت دعوة شاملة لم تستثن أحد لإدراك الجميع بوحشية الآلة المستخدمة في الحرب ضد العراق .
ولعل من الجدير بالذكر ان سماحته لم يرسل سابقا اي رسائل عدائية لاي طرف محلي او أقليمي او عالمي ، بل كان يتفاعل دائما تحت مظلة القانون الدولي وفي ضمن المساحات المسموح بها والمتوفرة فلم نجده وفي أضيق حالات العيش المشترك والأرهاصات الطائفية الداخلية اصدر اي بيان او كلمة تتجه نحو توتير الجو وشحن الحالة العراقية بل سعى دائما الى ان يكون عامل تهدئة وتلطيف لاسباب العيش السلمي .
كما ان التاريخ لم يسجل تدخل المرجعية في اي نزاع داخلي أو اختلاف سياسي حتى في حال كون احد اطرافه شيعيا الا بمقدار ما بقدر ما يطلب منها في اطار التحركات السياسية والخصوصيات الشعبية الطبيعية.
وتجدر الاشارة الى ان سماحة السيد السيستاني لم يتفاعل مع المؤسسات الدينية للطوائف الأخرى الا من منطلق الأحترام والتقدير ، ما جعله يتحول الى زعيم عالمي وقيادي منصف ، واضاف الى رصيده كسبا شعبيا من قبل معتدلي العالم الاسلامي والغربي .
وهنا يجب التذكير بدعواته المتواصلة لوضع حلول سريعة لنزع فتيل الازمات كما حدث مؤخرا من دعوته للاسراع بتشكيل حكومة وطنية موسعة تخفف الأحتقان السياسي .
وكل هذا يتطلب من دول العالم والاقليم ان تتلقى رسائل سماحته بسرعة لان الخطر يداهم الجميع وقد لايستطيع احد اطفاء النار التي قد تمس مصالح الجميع ، وان تؤخذ دعوته الى حلحلة الوضع القائم وفق الطرق السلمية والسياسية وان تدرك دول المنطقة انها تتعامل مع شخص معتدل وان الحل لن يكون الا بالاتفاق مع هذا الزعيم والألتقاء معه في النقطة التي يقف فيها .