وصف وزير التخطيط والتعاون الانمائي عملية حصر وترقيم المباني والمنشآت والاسر التي أنجزته الوزارة، بأنه "نصف المسافة" لاجراء التعداد العام للسكان، فيما اكد مدير احصاء محافظة ميسان ان نفوس المحافظة يزيد على 922 ألف نسمة.
وقال وزير التخطيط والتعاون الانمائي علي يوسف شكري لـ"الصباح"، على هامش احتفالية نظمتها الوزارة لاعلان نتائج عملية الحصر والترقيم: ان الوزارة اعتمدت نظم المعلومات الجغرافية في العملية، مبينا ان اكثر من ألف موظف يعملون في الجهاز المركزي للاحصاء التابع للوزارة لتنظيم المعلومات الجغرافية، بما يسهم في وضع خطط تنموية للمحافظات، مشيرا الى ان نتائج الحصر والترقيم ستوفر قاعدة بيانات رصينة سيكون لها اثر واضح في وضع السياسات التنموية المستقبلية في البلاد.
واشار الى ان لدى الوزارة الآن مؤشرات عن الفقر، تم في ضوئها اعداد الستراتيجية الوطنية للتقليل من الفقر للأعوام 2011 – 2014، الى جانب قاعدة بيانات عن واقع البطالة في العراق تساعد في وضع ستراتيجية وطنية للتشغيل بهدف توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل والذين تصل نسبتهم الى 15 بالمئة.
واضاف شكري ان الوزارة تعلن شهريا مؤشرات التضخم التي اصبحت تمثل الاهمية القصوى لاستقرار السياسات في العراق، اضافة الى مؤشرات عن واقع المرأة والطفل والشباب وقطاعات التنمية المختلفة.
وعد اعلان نتائج عمليات الترقيم والحصر للمباني والمنشآت والوحدات السكنية في عموم المحافظات بأنه يمثل نصف المسافة لاجراء التعداد العام للسكان الذي اصبح "استحقاقا وطنيا"، مؤكدا انه في حال عدم تنفيذ التعداد ستظل قاعدة البيانات عن واقع التنمية في العراق ناقصة.
وأكد ان الوزارة مستعدة بشكل كبير لاجراء التعداد السكاني العام بعد ان استكملت جميع المستلزمات المطلوبة للتعداد لاسيما عمليات الترقيم والحصر، منوها بأنه على الرغم من العقبات التي تواجه عملية التعداد الا ان الوزارة مهيأة لاجرائه لتوفر ارضية مشتركة بين جميع الاطراف السياسية وغير السياسية تؤكد ضرورة اجراء التعداد.
من جانبه، أشار رئيس الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط الدكتور مهدي العلاق الى ان نتائج تعداد المباني والمنشآت والاسر للعام 2009، شمل جميع المحافظات وبضمنها محافظات اقليم كردستان، لافتا الى ان هذا التعداد هو الاول الذي ينفذ على وفق المواصفات والمعايير الدولية.
واوضح ان التعداد أجري بالتنسيق المباشر مع منظمة الامم المتحدة متمثلة بصندوق الامم المتحدة السكاني، مضيفا ان الهيئة الاستشارية الدولية لدعم التعداد العراقي اعربت عن ثقتها بقدرة العراق على اجراء التعداد وفقا للمعايير والمواصفات الدولية، خلال اجتماعات عدة عقدتها للاطلاع على الاجراءات المتخذة من قبل الوزارة.
وتابع بالقول: ان ممثلي الهيئة الاستشارية الدولية عن السودان وجنوب افريقيا قاموا بزيارة العراق للاطلاع على عمليات الترقيم والحصر السكاني واكدوا دقة الاجراءات المتخذة من قبل الوزارة لاجراء التعداد السكاني وعمليات الحصر والترقيم.
الى ذلك، وصف مدير احصاء ميسان خلف علي بنية، ان نتائج الحصر والترقيم التي شملت ستة اقضية و15 وحدة ادارية، اظهرت ان في ميسان 268 محلة سكنية و162 مقاطعة و628 قرية، ويبلغ تعداد نفوس المحافظة 922 الفاً و890 الف نسمة، لافتا الى ان النتائج كشفت عن خلل في القطاع الزراعي بسبب شحة المياه وهو ما ادى الى نزوح العديد من مناطق الارياف الى المدن، مضيفا ان القطاع الصناعي يعاني هو الاخر من مشكلات عدة بسبب نقص الطاقة الكهربائية.
فيما اكد نائب محافظ ميسان خالد عبد الواحد كبيان، اهمية التعداد السكاني لكونه القاعدة الاساس لوضع الخطط الستراتيجية للنهوض بالبلاد واعداد البرامج التنموية، مشيرا الى ان بعض الدول تعتمد على مؤسسات حكومية وغير حكومية لاجراء التعداد.
والمح الى ان هناك تحديات تواجه التعداد السكاني بسبب عدم الاستقرار السياسي، وغياب الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومات المتعاقبة، وهو ما يدفع البعض على عدم تقديم بيانات دقيقـــــة عنهم لأسباب أمنية أو سياسية.