التعريف بالبراغماتية
تعارض البراغماتية الرأي القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة، معارضة مدرستي الشكلية والعقلانية من مدارس الفلسفة أو لنقل بمعنى أصح الاتجاه التقليدي.ذلك أن الفلسفة العلمية إنما هي بدورها فلسفة تجريبية أيضاً ولقد كان وليم جيمس عالما تجريبياً قبل أن يكون فيلسوفاً تجريبياً ومن ثم فإن هذا الفيلسوف يحدد لنا، في كتابه البراغماتيه الموقف البراغماتى فيقول عنه ‘الموقف الذي يصرف النظر عن الأشياء الأولى والمبادئ، والمقولات، والضرورات المفترضة ويتجه إلى الأشياء الأخيرة، والآثار والنتائج والوقائع’ [2]
أ) أسسه
اولا :
ظهر المذهب البرغماتي بعد التطور الذي شهدته أمريكا في مجال الحياة الاقتصادية لذلك فالبرغماتية تقوم على ركيزتين أساسيتين
أولا ر فظ الفلسفات المجردة التي ليست في خدمة الحياة )بحيث
نشا المذهب البرغماتي في أمريكا مطلع القرن العشرين على يد ثلاثة من المفكرين "تشارل بيرس "و "ويليام جيمس"و "جون ديوي" بحيث تجاوزوا الفلسفات التقليدية وسعوا إلى بناء منهج جديد يساير حاجات الناس المتجمدة وتقلبات رغباتهم اليومية وهو منهج يدعوا إلى انصراف الفكر للفكر نحو العمل إستجابة لضروريات الحياة وإستشرافا للمستقبل .بحيث رفضت البرغماتية الأبحاث المجردة و المذاهب المغلقة والحلول المعلقة في فضاء العلل الأولى و الأسباب القبلية لأن "جيمس" اعتبرها مجرد خرافات لأنه سيهتم بتحقيق منافعه ويبتعد عن التأمل الفارغ.
ثانيا :
تأسيس فلسفة عملية
تعريف المذهب :
:البرغماتية أو الذرائعية هي مذهب فلسفي ،يجعل من كل منطلق و مسلمة غاية لتحقيق منفعة سواء كانت فردية أو جماعية كذلك مهما كانت طبيعة المنطلق حسي أو عقلي أو ميتافيزيقي ,ولفظ البرغماتية مشتق من الكلمة "براغما" باليونانية تعني العمل و المزاولة وبحيث يعتبر "ديوي"(الحياة هي توافق بين الفرد وبيئته
العبرة بالنتائج:
إن أول مقياس يجعلونه مرجع في و المنطلقات هو تحديد منعة علمية بحيث يعتبرون الفكرة الناجحة هي التي لا تُحقق منفعة عملية ومقابل ذلك أن الفكرة التي لا تحمل في طياتها مشروع قابل لإنتاج آثار عملية يعتبر خرافة ، فالمعاني الميتافيزيقية و المعتقد الديني لا يكون مقبولا إلا إذا حقق منفعة عملية وأعطت فائدة في مجال الحياة الدنيا ,
العبرة بالنتائج الناجحة :
:بحيث يعتبر المنهج الصحيح هو ذلك الذي يحدد الآفاق المستقبلية التي تحقق فيها التناغم العقلي بين تطلعات الأفراد وأحلامهم ،أي أن حلول المشكلات يتوقف ،بحيث يكون بالوقوف على نتائجها الملموسة ونتائجها الحسية التي تترك أثر نافع في الحياة وما دون ذلك فهو باطل لهذا يقول "جيمس"((إن آية النجاح وآية الباطل الإخفاق
المرونة والمراجعة المستمرة :
أي أن الصدق الذي نقف عليه اليوم ليس صدق ثابت بل هو متغير ومتقلب مع الواقع .
الصدق صدق لأنه نافع :بحيث يعتبروا أن المقياس الصدق وسيلة لتحقيق أغراضنا الفكرية والعملية بحيث شبهه بالسلع ،التي تحدد قيمتها بقدر ثمنها الذي يدفع فيها فعلا في السوق ،كما إعتبروا أن الإنسان ليس مصدر الحكم علي الأشياء بالصدق أو الكذب بل هو ما يرشد إلى الصدق ذالك هو الصادق كما يقول "ديوي " (إن ما يرشدنا إلي الحق فهو حق
المذهب الوجودي:
الأسس الفكرية والمنطقية للمذهب الوجودي
سابق إن المنطلقات التي يأخذ بها الوجوديون في التقريب مختلف وجهاتهم الفلسفية يمكن ردها إلى أربعة تساؤلات:أولا :هل الطبيعة التي يتصف بها وجود الأشياء تشيه طبيعة الوجود الإنساني ؟
يطرح الوجوديون عدة تساؤلات من أجل معرفة حقيقة الوجود الإنساني وطبيعة علاقته مع عالم الآخرين وعالم الأشياء ،وللرد على هذه التساؤلات التي تثيرها الوجودية يصرحون أن الوجود وجودان :
1)الوجود في ذاته:ويمثل عالم الأشياء وهي ظواهر خارجية قابلة لدراسة العملية تخضع لتجربة ويفهمها العقل وهي موضوعان ثابتة لدينامية الانها نستجيب لنضام مجرد من قوانين الكون
2-الوجود لذاته :وهو ما يستدعيه البحث في الوجود بما هو موجود وهذا يعني الوجود الإنساني الذي يشعر به كل واحد وحيث يعتبر سار تر:إن الأحجار والأشجار هي مجرد كائنات وان الإنسان في هذا العالم هو وحده الذي يوجد لذاته أي يمتلك وجدانا
ثانيا اليس بامكان الانسان التمرد على نضام الاشياء : ويتضمن هذا السؤال عدة اسئلة يضهر عليها وهي هل انا مشروع ام موضوع أي هما سيكون وهو لوجوده ، ام العكس أي وجوده سابق لماهيتين ؟
هل انا اقرر مصيري أم ّأن مصيري يتقرر قبل أن أوجد؟ أليس بإمكاني أن أتمرد عن النظام الذي تخضع له الأشياء ؟ ويتضمن نقطتين محوريتين :
1) التمرد على القول بأنالماهية سابقة للوجود وأن الاختبار مناقض للفلسفات السابقة التقليدية خاصة الحركة العقلية و المثالية ذلك لأ نهاته الفلسفات:
افتقدت الانسان الواقعي المشخص:
بحيث إهتمت به كمفهوم فارغ من كل تعين بحيث يدعون إلى صب الناس في قوالب تذوب فيها العواطف و الاعتقادات .
ب)كما أضرت بفهم حقيقته التي تتمثل في حضور الشعور و دوامه ،بحيث أن أبغض شيء إلى الفلسفة ، الأدب البعد عن دائرة الوجود الحق وجود الذات ، ولا يمكن أن يتساوى عندها وجود الإنسان الفرد ووجود الأشياء ،ولهذا فالوجودية تنفر من العلم وتتهمه بأبشع الإتهامات ،كالتعميم والتشيئ .
ج) جعلت الأشياء الخارجية مستقلة عن الذات العارفة ،و إعتبرتها مصدر الحقيقة
د) تنظر إلى الوجود بإعتباره لاحقًا للماهية وليس سابقا لها ،بحيث أعتبر القاعدة تنطبق على عام الأشياء لا على الإنسان .
2) إثبات القول بأن الوجود سابقا للماهية والتمرد على نظام الإشياء:
أ) الوجود اولا:بخيث إنتقلت الفلسفة من دراسة الوجود المجرد إلى دراسة الإنسان المشخص في وجوده الجسمي.بحيث يبحث الفيلسوف عن المعرفة الصحيحة في أعماق نفسه،ومعني هذا أن وجودي يقوم في بداية الامر ،بغير ماهية ،وأكون عند ولادتي ناقص الصورة ، لأني الكائن الوحيد الذي يكمن قي حريته ،على عكس الحال مع سائر الكائنات .
التمرد على نظام الأشياء:
أي أن الإنسان يوحد يحدد ماهيته ، أي وجب أن أختار،ولكي أختار وجب أن أكون موجودا ،ولأنني متمرد على طبيعة الأشياء ولأنني مشروع لا موضوع ،فأنالا اتوقف عن الإختيار ولا عن تحمل المسؤولية بكل أبعادها،لذلك لا يمكن إعطاء تعريف ثابت للإنسان نحدد فيه ماهية لأن الإنسان عندما يوجد بيدأفي تحديد ماهيته حتي الموت .
ثالثا:
هل المعرفة الحقيقة عالم الأشياء أو من العالم الداخلي للإنسان ؟
الشعور أو الحدس هو الوسيلة التى تناسبني :
أن العقل لا يستطيع أن يتقدم السبيل لينبئنا عن شيىء أو ليقرر أمرا بعيدا عن الشعور ،ولقد جعل "سارتر" من الشعور الباطني نقطة البدء الأول لكل فن ولكل أدب ،ولكل فلسفة ،حتى أن التفلسف صار ينبع عنده من داخل الشعور وصميم الوجدان .
2) الشعور يتجه دائما إلى العالم الخارجي ولايرضي لذاته أن يكون منطوية على نفسها :بحيث يعتبر أن وجود الأشياء يتوقف على وجود الإنسان الذي يستلهم منه أفكاره وعليه فالإنسان هو الذي يخلق العالم الحقيقي الموجود بالنسبة إلينا ،وليس هذا فحسب بل أن العلم المخلوق يتنوع تبعا للغايات التي يهدف إليها الإنسان .
الغرض من هذا :
:لقد جعلت الوجودية الوجود الذاتي في علاقته مع العالم أصلا لكل بحث ولكل فلسفة مقابل ت" الذي يفصل بين العقل والوجود.
رابعا:هل يرتجي من كون الإنسان إنسانا أي كونه مشروعا ووجودا متراميا ،الحصول على السعادة أو على العكس من ذلك ،الإرتماء في يم المخاطر وما يترتب عنها من قلق وشؤم ؟
الحرية :
:إن الإنسان حر مختار و في اختياره يقرر تقصانه ،لأنه لا يملك تحقيق الممكنات كلها ،ويتم الاختيار على الرغم من أن اختياره لا يقترن برؤية ،وليكون مسبوق بتقدير عقلي أو تحديد للغاية ومعرفة البواعث ،مما يقضي به لا محالة إلى الضيق و القلق والحيرة .
و الحرية اختيار مطلق،والاختيار ينطوي على النبذ ،و لهذا كان الوجود هو ثغرة لا يمكن ملؤها أبدا .ولاسبيل إلى الخلاص من اليأس .
ومنشأ القلق عند "سارتر" هو مجموعة نتائج اختيارنا للقواعد التي يسير عليها سلوكه ولا بنشا عن الاحاسيس والعواطف على ماهو عند غيره من الوجودين
الموت :
: يحيث نظرو الوجودين على الموت نظرتين :
أ) عند الملحدين : يرون أنه عندما نتسائل السؤال إذا كان لابد من الموت فماذا يبقي للحياة من معني ؟ وهذا السؤال يسبب الألم لدي الوجودين ,
ب) عند المسيحيون :يثير الموت القلق بسب شعوره الحاد بسير نحو الموت لأن الإنسان معلق بالأم الإلاهي الذي يحتفظ به في الوجود
تناقض الوجود :
:يرى "سارتر" أن الوجود في ذاته ملء ثابت ليس فيه من الدينامية شيئ فهو يستحيل أن يكون مجلوبا من غيره أو من موجود ممكن لأنه يتعلق بالوضوعات كالشجرة والجبل ،أما الوجود لذاته فيتصف بالتغير وعدم التماسك ,
لذلك فالأول أي الوجود في ذاته متناه لأنه مكون في تركيبته الزمان أما الوجود لذاته فهو وجود يدخل في مقاوماته العدم ،والعدم يكشف عن نفسه في حالة القلق وهذا الوجود تناقض لأنه نقطة التلاقي بين المتناهي واللامتناهي بين الزمني والسرمدي بحيث فرديته مغمورة بالزمان والزمان منتهي والوجود بوصفه حضورا في اللامتناهي والسرمدي
تعدد الوجدانات مصدر النزعات :
إن مغايرة الإنسان للإشياء تجعله كائن يتمرد عن نواميس هذه الأشياء لأن وجوده البشري سابق لمايته،ولأنه الموجود الوحيد الذي يعيش وجوده في أعماقه وبكل كيانه ،ولأنه أخيرا وبوعيه هذا ،وعلى الرغم من حريته في إختيار أفعاله ، يشعر بضعفه أمام فهم الأخرين وبقصوره عن تحقيق كل رغباته الممكنة ،ويعجزه عن تجنب المخاطر ورفض الموت .
حل المشكلة كإن الوقوف على هذه النتاقضات يجعل الإنسان يعيش حالة من التمزق في الأفكار و المبادئ ، لذلك نجد "إبن رشد " حاول التوفيق بينهما تم تجاوز الثنائية المطروحة نحو توحه جديد ،إذن فقد يأخذ بهذا تارة وبذالك تارة أخرى وبالتناوب وليس ممنوعا أنه إذا أخذ بهذا الآن . لم يأخذ بعده بذالك .
مثال :أنه إذا كانت لدي مجموعة من الفواكه وخيرت في طريقة نتاولها فإنه تكون علي ثلاتة حالات علي الأقل :
إما أن أتناولها حسب ذوقي الخاص والضروف المحيطة بي .
أو أتناول بعضها عصيرا أو بعضها فاكهة .
أو أن أتناولها خليط طبيعيا منها (سلاطة )أو مربي مخلوطا أو خاصا بكل فاكهة.
يترجممصطلح البراغماتية إلى العربية بمصطلح الذرائعية, ولكن هذه الترجمة غير دقيقة ,لأنها لاتعكس جوهر الكلمة الأجنبية, بل تقدم جزءاً من معناها فقط. أما المصطلحالعربي الأقرب إليها فهو "النفعية".
تعرف البراغماتية بأنها طريقة حلالمشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية. وهذا التعريف وسيلة براغماتية بحد ذاته, لأنه محاولة لإخفاء جوهرها, القائم على قياس كل عمل أو شيء, أو حالة, بما تحققه منفائدة أو ضرر, فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً, وهو سيىء إذا كان ضاراً. والسؤالهنا هو من يقرر الفائدة والضرر? إنه الشخص المعني معتمداً على معاييره الخاصة كأداةلتقييم الأعمال والأشياء, ومن ثم يفقد الشيء خصائصه الموضوعية, " مثلاً الحق يصبحنسبياً, حسب الشخص المتعامل معه, وليس حالة تحددها عوامل موضوعية", ويصبح عرضةلثقافة ومزاج ومصالح ونوعية قيم الشخص ذاته!
أصل البراغماتية
يمكن رصد المعاني المختلفة السائدة للبراغماتية في المجالين الاجتماعيوالسياسي, ففي الغرب بشكل عام, يضعون البراغماتي مقابل الإيديولوجي, وكنقيض له, فحينما تقول "هذا الإنسان إيديولوجي", فإنك تقصد أنه يتقيد بمنظومة أفكار وأهدافثابتة تحدد مواقفه العامة سلفاً, كالوطنية والقومية والدين. مقابل هذا النمط يقال "هذا الرجل براغماتي", ويقصد بذلك أنه متحرر من كل إيديولوجيا, أو موقف مسبق, ويتصرف وفق اللحظة أو الظرف, مستهدياً بما ينفعه ويضره هو شخصياً. لذلكفالبراغماتية, أساساً, هي منطلق فردي, وتجمع هذه المنطلقات عددياً, أي دون أن تصبحذات مصدر جمعي واحد, لتعبر عن " مصالح مشتركة" بين أفراد توجد بينهم اختلافاتوتناقضات جوهرية وثانوية كثيرة.
وازدهار هذه الفلسفة في أمريكا يفسروبوضوح جوهرها, فأمريكا ليست دولة ذات هوية قومية, كفرنسا وايطاليا مثلاً, بل هيملاذ تجمعات مهاجرين, تركوا بلدانهم الأصلية من أجل الرزق, أو تم نفيهم إليها منالسجون التي اكتظت بالمجرمين, أو من الهاربين من الاضطهاد الديني, لذلك كان طبيعياًأن تختلف, بل وتتناقض, ثقافاتهم ودوافعهم, وهنا برزت أهمية وجود فلسفة تلبي رغباتهمالمختلفة, فازدهرت البراغماتية لأنها تخاطب, وتستجيب, للمصلحة الفردية وتمنحها غطاءالمشروعية الذاتية.
يستخدم هذا المصطلح في السياسة, فيقال: فلان براغماتي, والحركة الفلانية حركة براغماتية, وفي أغلب الأحوال يقصد بها النفعية أوالعملية...
فما هي البراغماتية?!
الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلىالكلمة اليونانية ]rogma وتعني (عمل) أو (مسألة علمية), ولقد استعار الرومانالمصطلح واستخدموا عبارة ]rogmaticus فقصدوا بها "المتمرس" وخاصة المتمرس فيالمسائل القانونية.
أما من ناحية تاريخ الفكر فالمصطلح يشير إلى تلكالحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرينوارتبطت بأسماء الفلاسفة الأمريكيين بيرس ووليام جيمس وجون ديوي والتي تتمركزفلسفتها حول مقولة مؤداها:
لا يمكن التوصل إلى معاني الأفكار, ومن ثم لايجب تفسيرها, إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها, كما أنه لا يمكن تحديدالمعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبةعلى الإيمان بهذه المعتقدات,
فالحقيقة إذن ثانوية إذا ما قورنت بالممارسةالعملية, ذلك أن الحقيقة وفقاً للنظرية البراغماتية ما هي إلا الحل العملي والممكنلمشكلة ما, كما أن المبرر الوحيد للإيمان بأي شيء هو أن التمسك به والعمل وفقاً لهيجعل الفرد في وضع أفضل مما لو كان إذا لم يتمسك به.
أما بصورة أوسعفالمصطلح يستخدم للإشارة إلى أي مدخل يركز بالأساس على ما يمكن عمله في الواقع لاعلى ما يجب عمله بالنظر إلى عالم المثاليات.....
فالبراغماتية بدلاً من أنتركز على مقدمات الأفكار فإنها تركز على النتائج المترتبة على تلك الأفكار, فهيتُوجه نحو الاهتمام بالأشياء النهائية وبالنتائج ومن ثم, هي لا تعني بالسؤال عنماهية الشيء أو أصله بل عن نتائجه, فتوجه الفكر نحو الحركة ونحو المستقبل.
ورغم أن البعض يؤمن أن البراغماتية ما هي إلا أحد أشكال الأمبيريقية, إلاأن البراغماتية تجد جذورها في أفكار ومذاهب متعددة مثل فكرة العقل العملي لكانط, وفي تمجيد شوبنهور للإرادة, وفي فكرة داروين أن البقاء للأصلح, وفي النظرية النفعيةالتي تقيس الخير بالنظر إلى مدى نفعيته, وبالتأكيد في المفاهيم الأمبيريقيةللفلاسفة الإنجليز, وكذا في طبيعة المجتمع الأمريكي الجديد.. فالبراغماتية تُعَدبحق رد الفعل الدفاعي للمفكرين الأمريكيين تجاه الفكر الأوروبي, خاصة الفكرالألماني المغرق في الميتافيزيقا.
ولعل هذا التنوع في الأصول الفكريةلمذهب البراغماتية هو الذي جعل وضع تعريف شامل جامع لمفهوم البراغماتية مهمة صعبةللغاية, وليس أدل على ذلك من أن آرثر لوفجوي قد نجح في عام 1908 في تجميع ثلاثة عشرمعنى مختلفاً للبراغماتية بل ودلل على أن بعضها يضاد البعض الآخر.
وهذاالتعدد في التعريفات وكذلك تنوعها يرجع إلى أن البراغماتية كفلسفة وجدت أنصاراًوتطبيقات لها في ميادين متنوعة للمعرفة منها العلوم الطبيعية والقانون والأدبوالاجتماع والسياسة و كل ميدان يطبقها ويفسرها من منطلق خبراته الخاصة, ولقد اعترفيابيني في كتاب قدم به المذهب إلى الفلاسفة الإيطاليين بأن البراغماتية لا يمكنتعريفها وأن أي فرد يحاول حصرها في عبارات قليلة بغرض تعريفها يكون مرتكباً لأفظعالأشياء غير البراغماتية. ولقد حاول ثاير في كتاب يستعرض التطور التاريخي للمذهبرسم الخطوط العريضة لأهداف ومكونات البراغماتية فقرر أنها: قاعدة إجرائية لتفسيرمعاني بعض المفاهيم الفلسفية والعلمية.
mنظرية في المعرفة والخبرة والواقعتؤمن بأن:
أ - الفكر والمعرفة نماذج مطردة التطور اجتماعياً وبيولوجياًوأن ذلك يتم عن طريق التوافق والتأقلم.
ب- الحقيقة متغيرة والفكر ما هوإلا مرشد لكيفية تحقيق المصالح والوصول إلى الأهداف.
ج¯- المعرفة بكلأنواعها ما هي إلا عملية سلوكية تقييمية للأوضاع المستقبلية وأن التفكير يهدف عنطريق التجربة إلى التنظيم والتخطيط والتحكم في الخبرات المستقبلية.
أوتوجه فلسفي واسع تجاه إدراكنا لماهية الخبرة وأهميتها للمعرفة. ولكن حتى هذاالتعريف العام جداً تم نقده على أساس أنها لا يبرز بدرجة كافية النظريات المتعارضةالمتعلقة بالوسائل وبالواقع وبطبيعة المعرفة والتي يتبناها البراغماتيون ذووالخلفيات الثقافية المتنوعة, والمنتمون إلى مدارس مختلفة في حقول فكر متعددة. ولكنإذا كان هذا التنوع يؤدي إلى صعوبة وضع تعريف شامل جامع لمذهب البراغماتية إلا أنهلا يعني انعدام وجود مجموعة متجانسة ومتماسكة من الأفكار التي يتميز بها المذهب.
فبمراجعة المشكلات التي حاول المفكرون المنتمون لهذا المذهب مواجهتهاوبالرجوع إلى الأفكار الأساسية التي رفضوها نستطيع أن نحدد المفاهيم الأساسيةوالمشتركة التي تتميز بها البراغماتية على تنوع تطبيقاتها, وأهم هذه المفاهيم هوالاعتراض على الفصل المطلق بين الفكر من جانب والحركة من جانب آخر, وبين العلمالبحت والعلم التطبيقي, وبين الحدس والتجربة.
وكذلك عدم الإيمان بوجودأشياء خارقة للطبيعة تتحكم في مقدرات العالم وكذا رفض المعايير المطلقة والأزليةللمعتقدات والقيم وإحلال معايير أكبر مرونة وأكثر محدودية محلها.
ماهيالبراغماتيه؟
يستخدم هذا المصطلح في السياسة ، فيقال : فلان براغماتي ،والحركة الفلانية حركة براغماتية ، وفي أغلب الأحوال يقصد بها النفعية أو العملية ...
فماهي البراغماتية !!!؟
الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمةاليونانية Progma وتعني (عمل) أو (مسألة علمية) ، ولقد استعار الرومان المصطلحواستخدموا عبارة Progmaticus فقصدوا بها "المتمرس" وخاصة المتمرس في المسائلالقانونية .
أما من ناحية تاريخ الفكر فالمصطلح يشير إلى تلك الحركةالفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وارتبطتبأسماء الفلاسفة الأمريكيين بيرس ووليام جيمس وجون ديوي والتي تتمركز فلسفتها حولمقولة مؤداها:
لا يمكن التوصل إلى معاني الأفكار ، ومن ثم لا يجب تفسيرها ،إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها ، كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبريرالتمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة على الإيمان بهذهالمعتقدات ،
فالحقيقة إذن ثانوية إذا ما قورنت بالممارسة العملية ، ذلك أنالحقيقة وفقاً للنظرية البراغماتية ما هي إلا الحل العملي والممكن لمشكلة ما ، كماأن المبرر الوحيد للإيمان بأي شيء هو أن التمسك به والعمل وفقاً له يجعل الفرد فيوضع أفضل مما لو كان إذا لم يتمسك به .
أما بصورة أوسع فالمصطلح يستخدمللإشارة إلى أي مدخل يركز بالأساس على ما يمكن عمله في الواقع لا على ما يجب عملهبالنظر إلى عالم المثاليات .....
فالبراغماتية بدلاً من أن تركز على مقدماتالأفكار فإنها تركز على النتائج المترتبة على تلك الأفكار ، فهي تُوجه نحو الاهتمامبالأشياء النهائية وبالنتائج ومن ثم ، هي لا تعني بالسؤال عن ماهية الشيء أو أصلهبل عن نتائجه ، فتوجه الفكر نحو الحركة ونحو المستقبل .
ورغم أن البعض يؤمنأن البراغماتية ما هي إلا أحد أشكال الأمبيريقية، إلا أن البراغماتية تجد جذورها فيأفكار ومذاهب متعددة مثل فكرة العقل العملي لكانط ، وفي تمجيد شوبنهور للإرادة ،وفي فكرة داروين أن البقاء للأصلح ، وفي النظرية النفعية التي تقيس الخير بالنظرإلى مدى نفعيته ، وبالتأكيد في المفاهيم الأمبيريقية للفلاسفة الإنجليز ، وكذا فيطبيعة المجتمع الأمريكي الجديد .. فالبراغماتية تُعَد بحق رد الفعل الدفاعيللمفكرين الأمريكيين تجاه الفكر الأوروبي ، خاصة الفكر الألماني المغرق فيالميتافيزيقا.
ولعل هذا التنوع في الأصول الفكرية لمذهب البراغماتية هوالذي جعل وضع تعريف شامل جامع لمفهوم البراغماتية مهمة صعبة للغاية ، وليس أدل علىذلك من أن آرثر لوفجوي قد نجح في عام 1908 في تجميع ثلاثة عشر معنى مختلفاًللبراغماتية بل ودلل على أن بعضها يضاد البعض الآخر .
وهذا التعدد فيالتعريفات وكذلك تنوعها يرجع إلى أن البراغماتية كفلسفة وجدت أنصاراً وتطبيقات لهافي ميادين متنوعة للمعرفة منها العلوم الطبيعية والقانون والأدب والاجتماع والسياسةو كل ميدان يطبقها ويفسرها من منطلق خبراته الخاصة ، ولقد اعترف يابيني في كتاب قدمبه المذهب إلى الفلاسفة الإيطاليين بأن البراغماتية لا يمكن تعريفها وأن أي فرديحاول حصرها في عبارات قليلة بغرض تعريفها يكون مرتكباً لأفظع الأشياء غيرالبراغماتية . ولقد حاول ثاير في كتاب يستعرض التطور التاريخي للمذهب رسم الخطوطالعريضة لأهداف ومكونات البراغماتية فقرر أنها :
قاعدة إجرائية لتفسيرمعاني بعض المفاهيم الفلسفية والعلمية .
نظرية في المعرفة والخبرة والواقعتؤمن بأن :
أ - الفكر والمعرفة نماذج مطردة التطور اجتماعياً وبيولوجياًوأن ذلك – يتم عن طريق التوافق والتأقلم .
ب- الحقيقة متغيرة والفكر ما هوإلا – مرشد لكيفية تحقيق المصالح والوصول إلى الأهداف .
جـ- المعرفة بكلأنواعها ما هي إلا عملية سلوكية تقييمة للأوضاع المستقبلية وأن التفكير يهدف – عنطريق التجربة – إلى تنظيم وتخطيط والتحكم في الخبرات المستقبلية .
توجهفلسفي واسع تجاه إدراكنا لماهية الخبرة وأهميتها للمعرفة .
ولكن حتى هذاالتعريف العام جداً تم نقده على أساس أنها لا يبرز بدرجة كافية النظريات المتعارضةالمتعلقة بالوسائل وبالواقع وبطبيعة المعرفة والتي يتبناها البراغماتيون ذووالخلفيات الثقافية المتنوعة ، والمنتمون إلى مدارس مختلفة في حقول فكر متعددة . ولكن إذا كان هذا التنوع يؤدي إلى صعوبة وضع تعريف شامل جامع لمذهب البراغماتية إلاأنه لا يعني انعدام وجود مجموعة متجانسة ومتماسكة من الأفكار التي يتميز بها المذهب .
فبمراجعة المشكلات التي حاول المفكرون المنتمون لهذا المذهب مواجهتهاوبالرجوع إلى الأفكار الأساسية التي رفضوها نستطيع أن نحدد المفاهيم الأساسيةوالمشتركة التي تتميز بها البراغماتية على تنوع تطبيقاتها ، وأهم هذه المفاهيم هوالاعتراض على الفصل المطلق بين الفكر من جانب والحركة من جانب آخر ، وبين العلمالبحت والعلم التطبيقي ، وبين الحدس والتجربة .
وكذلك عدم الإيمان بوجودأشياء خارقة للطبيعة تتحكم في مقدرات العالم وكذا رفض المعايير المطلقة والأزليةللمعتقدات والقيم وإحلال معايير أكبر مرونة وأكثر محدودية محلها .
ولقد كانللبراغماتية بأفكارها المميزة أثر كبير في تطور الفكر السياسي في الولايات المتحدةبصفة خاصة .
فالمفكرون السياسيون المتأثرون بالبراغماتية يرفضون على سبيلالمثال الفصل بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة ويؤمنون بالمذهب الفردي ويرفضونالتسلطية والشمولية وكلها معتقدات تتسق مع تمجيد البراغماتية لإرادة الإنسانولحريته والنابعة من قدرته على التحكم في مصيره دون ما تدخل من قوى أخرى ، كما أناهتمام البراغماتية بالنتائج وبمدى اتساقها مع مصلحة الفاعل أدى إلى تبني المفكرينالسياسيين البراغماتيين للنظرية النفعية
.
°•.ღ.•°البراغماتية..°•.ღ.•°
د. خالد الأحمد *
يستخدم هذا المصطلحفي السياسة، فيقال: فلان براغماتي، والحركة الفلانية حركة براغماتية، وفي أغلبالأحوال يقصد بها النفعية أو العملية...
فما هي البراغماتية!!!؟
الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانية Progma وتعني (عمل) أو (مسألة علمية)، ولقد استعار الرومان المصطلح واستخدموا عبارة Progmaticus فقصدوابها "المتمرس" وخاصة المتمرس في المسائل القانونية.
أما من ناحيةتاريخ الفكر فالمصطلح يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرنالتاسع عشر وبدايات القرن العشرين وارتبطت بأسماء الفلاسفة الأمريكيين بيرس ووليامجيمس وجون ديوي والتي تتمركز فلسفتها حول مقولة مؤداها:
لا يمكنالتوصل إلى معاني الأفكار، ومن ثم لا يجب تفسيرها، إلا بالنظر إلى النتائج المترتبةعليها، كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ فيالاعتبار النتائج العملية المترتبة على الإيمان بهذه المعتقدات،
فالحقيقة إذن ثانوية إذا ما قورنت بالممارسة العملية، ذلك أنالحقيقة وفقاً للنظرية البراغماتية ما هي إلا الحل العملي والممكن لمشكلة ما، كماأن المبرر الوحيد للإيمان بأي شيء هو أن التمسك به والعمل وفقاً له يجعل الفرد فيوضع أفضل مما لو كان إذا لم يتمسك به.
أما بصورة أوسع فالمصطلح يستخدمللإشارة إلى أي مدخل يركز بالأساس على ما يمكن عمله في الواقع لا على ما يجب عملهبالنظر إلى عالم المثاليات.....
فالبراغماتية بدلاً من أن تركز على مقدماتالأفكار فإنها تركز على النتائج المترتبة على تلك الأفكار، فهي تُوجه نحو الاهتمامبالأشياء النهائية وبالنتائج ومن ثم، هي لا تعني بالسؤال عن ماهية الشيء أو أصله بلعن نتائجه، فتوجه الفكر نحو الحركة ونحو المستقبل.
ورغم أن البعضيؤمن أن البراغماتية ما هي إلا أحد أشكال الأمبيريقية، إلا أن البراغماتية تجدجذورها في أفكار ومذاهب متعددة مثل فكرة العقل العملي لكانط، وفي تمجيد شوبنهورللإرادة، وفي فكرة داروين أن البقاء للأصلح، وفي النظرية النفعية التي تقيس الخيربالنظر إلى مدى نفعيته، وبالتأكيد في المفاهيم الأمبيريقية للفلاسفة الإنجليز، وكذافي طبيعة المجتمع الأمريكي الجديد.. فالبراغماتية تُعَد بحق رد الفعل الدفاعيللمفكرين الأمريكيين تجاه الفكر الأوروبي، خاصة الفكر الألماني المغرق فيالميتافيزيقا.
ولعل هذا التنوع في الأصول الفكرية لمذهبالبراغماتية هو الذي جعل وضع تعريف شامل جامع لمفهوم البراغماتية مهمة صعبة للغاية،وليس أدل على ذلك من أن آرثر لوفجوي قد نجح في عام 1908 في تجميع ثلاثة عشر معنىمختلفاً للبراغماتية بل ودلل على أن بعضها يضاد البعض الآخر.
وهذاالتعدد في التعريفات وكذلك تنوعها يرجع إلى أن البراغماتية كفلسفة وجدت أنصاراًوتطبيقات لها في ميادين متنوعة للمعرفة منها العلوم الطبيعية والقانون والأدبوالاجتماع والسياسة و كل ميدان يطبقها ويفسرها من منطلق خبراته الخاصة، ولقد اعترفيابيني في كتاب قدم به المذهب إلى الفلاسفة الإيطاليين بأن البراغماتية لا يمكنتعريفها وأن أي فرد يحاول حصرها في عبارات قليلة بغرض تعريفها يكون مرتكباً لأفظعالأشياء غير البراغماتية. ولقد حاول ثاير في كتاب يستعرض التطور التاريخي للمذهبرسم الخطوط العريضة لأهداف ومكونات البراغماتية فقرر أنها:
قاعدة إجرائيةلتفسير معاني بعض المفاهيم الفلسفية والعلمية.
نظرية في المعرفة والخبرةوالواقع تؤمن بأن:
أ - الفكر والمعرفة نماذج مطردة التطور اجتماعياًوبيولوجياً وأن ذلك يتم عن طريق التوافق والتأقلم.
ب- الحقيقة متغيرةوالفكر ما هو إلا مرشد لكيفية تحقيق المصالح والوصول إلى الأهداف.
جـ- المعرفة بكل أنواعها ما هي إلا عملية سلوكية تقييمة للأوضاع المستقبلية وأن التفكيريهدف عن طريق التجربة إلى تنظيم وتخطيط والتحكم في الخبرات المستقبلية.
توجه فلسفي واسع تجاه إدراكنا لماهية الخبرة وأهميتها للمعرفة.
ولكن حتى هذا التعريف العام جداً تم نقده على أساس أنها لا يبرز بدرجةكافية النظريات المتعارضة المتعلقة بالوسائل وبالواقع وبطبيعة المعرفة والتييتبناها البراغماتيون ذوو الخلفيات الثقافية المتنوعة، والمنتمون إلى مدارس مختلفةفي حقول فكر متعددة. ولكن إذا كان هذا التنوع يؤدي إلى صعوبة وضع تعريف شامل جامعلمذهب البراغماتية إلا أنه لا يعني انعدام وجود مجموعة متجانسة ومتماسكة من الأفكارالتي يتميز بها المذهب.
فبمراجعة المشكلات التي حاول المفكرونالمنتمون لهذا المذهب مواجهتها وبالرجوع إلى الأفكار الأساسية التي رفضوها نستطيعأن نحدد المفاهيم الأساسية والمشتركة التي تتميز بها البراغماتية على تنوعتطبيقاتها، وأهم هذه المفاهيم هو الاعتراض على الفصل المطلق بين الفكر من جانبوالحركة من جانب آخر، وبين العلم البحت والعلم التطبيقي، وبين الحدس والتجربة.
وكذلك عدم الإيمان بوجود أشياء خارقة للطبيعة تتحكم في مقدراتالعالم وكذا رفض المعايير المطلقة والأزلية للمعتقدات والقيم وإحلال معايير أكبرمرونة وأكثر محدودية محلها.
ولقد كان للبراغماتية بأفكارها المميزة أثركبير في تطور الفكر السياسي في الولايات المتحدة بصفة خاصة.
فالمفكرون السياسيون المتأثرون بالبراغماتية يرفضون على سبيلالمثال الفصل بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة ويؤمنون بالمذهب الفردي ويرفضونالتسلطية والشمولية وكلها معتقدات تتسق مع تمجيد البراغماتية لإرادة الإنسانولحريته والنابعة من قدرته على التحكم في مصيره دون ما تدخل من قوى أخرى، كما أناهتمام البراغماتية بالنتائج وبمدى اتساقها مع مصلحة الفاعل أدى إلى تبني المفكرينالسياسيين البراغماتيين للنظرية النفعية.
خـاتـمـــة:
المعروف لدينا أن الفلسفة السائدة في المجتمع الأمريكي هي البراغماتية، وأنالسياسة الأمريكية سياسة براغماتية، وهذا يعطي هذه الفلسفة مكانة عالية، لأنالمجتمع الأمريكي يقود العالم كله اليوم ـ شاء أم أبى ـ بقوته العسكرية، وبقوتهالاقتصادية، وبقوته السياسية...
وقد وصل المجتمع الأمريكي هذهالمكانة من القوة لأنه لاتهمه ـ النظريات والمثل ـ التي تخـدر الشعوب في العالمالثالث، وإنما يهمه النتائج العملية، والسلوك الناتج عن هذه الفلسفة... وهكذا فيالظاهر اليوم أن أمريكا أقوى أمة في العالم....
ولكن هناك فلاسفةومفكرون يرون أن أمريكا على حافة الانهيار ـ أخلاقياً واجتماعياً، واقتصادياً، وقدبشـر سيد قطب - يرحمه الله - بانهيار أمريكا قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، ثم يفلسالعالم من النظم والفلسفات التي تفسر الحياة وتضع لها شريعة يرضى عنها الناس،ويتطلع البشر كلهم عندئذ إلى الإسـلام
وهذه خلاصة كتابه - يرحمهالله - [المستقبل لهذا الدين]...
... وقد أفلس الاتحاد السوفياتي، وانهارتالماركسية، ونحن الذين عشنا شبابنا طلاباً في الجامعة أيام هيمنة الماركسية علىالفكر العالمي... ندرك أن هيمنة أمريكا ـ مادياً ـ ليست أقوى من هيمنة الماركسية ـفكرياً ـ على العالم، وقد انهارت الماركسية ـ غير مأسوف عليها ـ وسف تنهاربراغماتية أمريكا أيضا..
ويشارك سيد قطب مفكرون آخرون، يعتقدون أنقوة أمريكا المادية لا تتناسب مع قوتها الروحية والأخلاقية... وهذا الاضطرابوالاختلال في التوازن سيقضي على الحضارة الأمريكية آجلاً أم عاجلاً... ونرى ذلكواضحاً من ممارسات الأمريكيين في (أبو غريب) وفي أفغانستان، وفي القضية الفلسطينية،حتى أنها تعلن على الملأ بلغة أو بإشارة أن الدم الفلسطيني لا قيمة له حتى لو كاندم الأطفال الأبرياء، الذين تقتلهم الصواريخ الصهيونية وهم في نـزهـة علىالشاطئ.... أما العمليات الاستشهادية التي ينفذها الشباب المسلم دفاعاً عن وطنهودينه وعرضه ودمـه، فهذه عمليات إرهابية تجمع قادة العالم كلهم إلى (شرم الشيخ) كيتحارب هذه العمليات (الإرهابية) كما تقول أمريكا... هذا الخواء، والتناقض... والكيلبمكيالين... سوف ينتبـه لـه الأمريكيون أنفسهم... وسوف يحطمون عندئذ أسطورة الحضارةالأمريكية (البراغماتية)...
والعالم بحاجة إلى أمـة تقوده إلىالخير، وتـدلـه عليه، تشهد عليه، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذه بالتأكيدليست هي الأمة الأمريكية، وليست هي الفلسفة البراغماتية...
التعريف بالبراغماتية
تعارض البراغماتية الرأي القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة، معارضة مدرستي الشكلية والعقلانية من مدارس الفلسفة أو لنقل بمعنى أصح الاتجاه التقليدي.ذلك أن الفلسفة العلمية إنما هي بدورها فلسفة تجريبية أيضاً ولقد كان وليم جيمس عالما تجريبياً قبل أن يكون فيلسوفاً تجريبياً ومن ثم فإن هذا الفيلسوف يحدد لنا، في كتابه البراغماتيه الموقف البراغماتى فيقول عنه ‘الموقف الذي يصرف النظر عن الأشياء الأولى والمبادئ، والمقولات، والضرورات المفترضة ويتجه إلى الأشياء الأخيرة، والآثار والنتائج والوقائع’ [2]
أهم أعلامها
- تشارلز ساندرس بيرس
- وليام جيمس
- جون ديوي
نشأتها
و يعتبر مؤسسها هو تشارلز ساندر بيرس " 1839 ـ 1914 " م،(أول من ابتكر كلمة البراجماتية في الفلسفة المعاصرة)فبيرس أول من استخدم هذا اللفظ عام 1878 وذلك في مقال نشره-في عدد يناير من تلك السنة-بإحدى المجلات العلمية تحت عنوان((كيف نوضح أفكارنا))وفي هذا المقال، يذهب بيرس إلى أن نحدد السلوك الذي يمكن أن ينتج عنها، فليس السلوك بالنسبة لنا سوى المعنى الوحيد الذي يمكن أن يكون لها. هوصاحب فكرة وضع (العمل) مبدأ مطلقًا ؛ في مثل قوله : "إن تصورنا لموضوع ماهو إلا تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر ". وهو أشهر فلاسفة البراجماتية تدرج في اهتماماته العلمية والفلسفية التي تلقاها في معاهد وجامعات أوربية وأمريكية حتى حصل على درجة " الدكتوراة " في الطب من جامعة هارفارد سنة 1870، وعين أستاذاً للفسيولوجيا والتشريح بها، ثم أستاذاً لعلم النفس فبرز فيه وهوأول من أدخل لفظ البراجماتية في الفلسفة في مقال له بعنوان: كيف نجعل أفكارنا واضحة حيث ذكر فيه أنه لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا من موضوع ما فإننا لا نحتاج إلا إلى اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها ذات طابع عملي، قد يتضمنها الشيء أو الموضوع.أما عن اللفظ نفسه، وأعنى به لفظ pragmatism فإن بيرس يعترف أنه قد توصل إليه بعد دراسته للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط مما ينفي ماذهب إليه البعض من تصور أمريكي خالص.
أما ديوي فقد وصف البراجماتية بأنها " فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج، فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع ".
وذهب وليم جيمس [1842 ـ 1910 م] إلى أن المنفعة العملية هي المقياس لصحة هذا الشيء. وذهب الفيلسوف الأمريكي جون ديوي [1859 ـ 1952 م] إلى أن العقل ليس أداة للمعرفة وإنما هو أداة لتطور الحياة وتنميتها؛ فليس من وظيفة العقل أن يعرف... وإنما عمل العقل هو خدمة الحياة. يقول "ويليام جيمس" عن البراجماتية: "إنها تعني الهواء الطلق وإمكانيات الطبيعة المتاحة، ضد الموثوقية التعسفية واليقينية الجازمة والاصطناعية وادعاء النهائية في الحقيقة بإغلاق باب البحث والاجتهاد. وهي في نفس الوقت لا تدعي أو تناحر أو تمثل أو تنوب عن أية نتائج خاصة، إنها مجرد طريقة فحسب، مجرد منهج فقط.
وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه " البراجماتية " Pragmatism ،بأنها لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها.فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة.
ويتوسع في دائرة العمل بحيث يشمل المادي والخلقي أو التصور، وتثمر هذه النظرة للعمل اتساع العالم أمامنا، إنه عالم مرن، نستطيع التأثير فيه وتشكيله، وما تصوراتنا إلا فروض أو وسائل لهذا التأثير والتشكيل.
أما أشهر فلاسفة البراجماتيزم فإنه " وليم جيمس" (1842 ـ 1910 م) الذي تدرج في اهتماماته العلمية والفلسفية التي تلقاها في معاهد وجامعات أوربية وأمريكية حتى حصل على درجة " الدكتوراة " في الطب من جامعة هارفارد سنة 1870، وعين أستاذاً للفسيولوجيا والتشريح بها، ثم أستاذاً لعلم النفس فبرز فيه. ويتبين من ترجمة حياته أن سبب اتجاهه إلى الفلسفة يرجع إلى سماعه لمحاضرة فلسفية ألقاها " بيرس " الذي كان يعرض فيها مذهبه، فشعر وليم جيمس على أثرها وكأنه ألقى عليه رسالة محدده، وهى تفسير رسالة " البرجماتية ".
ويعرف وليم جيمس الحقيقة بأنها " مطابقة الأشياء لمنفعتنا، لا مطابقة الفكر للأشياء ". وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه " البراجماتية " Pragmatism ،بأنها لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة
ولاختصار الإحاطة بهذه الفلسفة فإن مدخل دراستها يقتضي تحليلها إلى مكوناتها الأساسية في النظم والقيم، فنحن أمام مقولتين :
الأولي : ازدراء الفكر أو النظر. الثانية : إنكار الحقائق والقيم.
أي بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، فإن العمل عند جيمس مقياس الحقيقة " فالفكرة صادقة عندما تكون مفيدة. ومعنى ذلك أن النفع والضرر هما اللذان يحددان الأخذ بفكرة ما أو رفضها ".
وقد نبتت فلسفته منذ بداية اهتماماته بها من حاجاته الشخصية، إذ عندما أصيب في فترة من عمره بمرض خطير، استطاع بجهوده أن يرد نفسه إلى الصحة، فاعتقد أن خلاص الإنسان رهن بإرادته، وكان الموحي إليه بالفكرة المفكر الفرنسي " رنوفيير " الذي عرف الإرادة الحرة بأنها " تأييد فكرة لأن المرء يختار تأييدها بإرادته حين يستطيع أن تكون له أفكار أخرى ".
وكانت تجربة شفائه من المرض قد هدته إلى أهمية العمل ورجحت عنده الاجتهاد في العمل بدلاً من الاستغراق في التأمل " لأن العمل هو الإرادة البشرية استحالت حياة ".
وتلون هذه الفلسفة نظرة أتباعها إلى العالم. فإن العالم الذي نعيش فيه ليس نظرية من النظريات، بل هو شيء كائن، وهو في الحق مجموعة من أشياء كثيرة، وليس من شيء يقال له الحق دون سواه ! إن الذي ندعوه بالحق إنما هو فرض عملي ـ أي أداة مؤقتة نستطيع بها أن نحيل قطعه من الخامات الأولية إلى قطعة من النظام. ويلزم من هذا التعريف للعالم، أنه خاضع للتحولات والتغيرات الدائمة ولا يستقر على حال " فما كان حقاً بالأمس ـ أي ما كان أداة صالحة أمس ـ قد لا يكون اليوم حقاً ـ ذلك بأن الحقائق القديمة، كالأسلحة القديمة ـ تتعرض للصدأ وتغدو عديمة النفع ".