-ان ديوان (البجر) للشاعر (حسن تويج) يؤكد بأن وضيفة الشعر والشاعر هي خلق قيم لغوية جديدة وتوسيع افق المفردات الشعبية حتى يستطيع الشاعر تحقيق ذلك فأنه يصحبنا في رحلة متعدد المسارب والمحطات على امتداد قصائد الديوان السبعة عشر التي نشرت اغلبها في فترة التسعينيات.. وديوانه هذا من الحجم المتوسط بـ ٧٢ صفحة صمم الغلاف مكتب وراث
-ازتنك-
هذه القصيدة رثاء لمصعب.. اختلط الامر فيها علينا ولم نعرف مصعب هذا ماهي درجة القرابة للشاعر
ازتنك وارد بليل لهدومي
انا بلياك يامصعب علي نومي
ازتنك وارد ياريت ما ردن
احسن حته الصبر شح يا اعز كومي
يذكرني الورد بخدودك الحلوه
عله غيرك صعب هلينوب تعلومي
غرامي انته.. حياتي انته. كياني انته
عله روحك انا جالطير ويحومي..
-لاعين-
-ويبكي عليه ويسهر هو لكن حبيبه ينام مرتاح البال لايفكر بالسهران وآلامه ومعاناته والملل الذي اصابه والجراح المشحنة التي يأن بحملها ولايتوانى قيد انمله في ان يوصل له تلك المعاناة ويخبره بحزنه وجروحه.
لاعين عندي ولادمع
حته اكعد وابجيلك
خلصان كلبي من الحجي
مليت ما احجيلك
سهران كلبي بعلته
وتنام انت بليلك
-الى والدتي-
لايمكن لأي انسان سواء كان مبدعا او انسانا عاديا ان ينسى الام التي هي اساس الحياة بأسرها.. هي الوطن العزيز هي المحبه هي الود.. هي كل شيء.. فأذا دمعت عيناها دمعا فالقلب ينزف دما فقد قال الشاعر في تقديم قصيدته ((اليك والدتي اكتب الكبير يا شمعه))..
وتوكع دمعاتج كل ليله
منذوره بطيب تضحي له
كلبي الفافي بفي جلماتج
وبصوت الحب تعنيله
وكلبي لفافي بفي جلماتج
وبصوت الحب تلوليله.
-ايها الشوق لاتبتعد عن الروح.. لاتبتعد عن الرجفه التي لولاها لما كنا
ياطيف شمالك متباعد
شوك البينه فاض شليله
ولروحج لو حنت روحه
يذكر مسج عطور الشيله.
-جفج-
عندما تكون الكف طاهره تكون انصع من الثلج وعندما يكون اطهر من مسجه العابد.. هكذا احسن بكفك وهذا ما يقوله الشاعر في قصيدته
احس جفج عله جينحيني
حمامه الهه خمس جنحان
تحط بشوك تمسح مني لون تعبان
حمامه اشكال بيهه الطيب
بيهه من المحبه الوان..
-اراد في هذه القصيدة ان يعبر عن الكف بأنه كف القمر المضيء على البلدان
القمر الذي تغنى به كل شاعر وشبه به حبيبته
احس جفج كمر شايل
ضوه الحب لجفن سهران
شليلك من سوالفه المضت كلي شكثر مليان
احس جفج.. جرف ضنياب
روت كل عرك ذبلان
-ان هذا الكف نهر يفيض بمحبيه وحنان . نهر حتى روجاته لها لون خاص
يمر جفج نهر فايض
عله طولي وفه غركان
نهر روجاته ورديه
جبيني الهه اشكثر ولهان
احس جفج (صبك(
جومري، قرنفل، رازقي وريحان يمر جفج عله طولي
يعطرني بمعاني انسان
وقد عرف كلمة صبك بأنها نبته عطري تعرف بالريحان من اصل هندي تستعمل للزينة وفي صناعة المشروبات الروحية.
-جنه ونار-
لاتنقص التجربة الانسانية عند (تويج) عن التجربة الشعرية ولذلك نجد ان قصيدة (جنه ونار) تعتمد على مد جسر بين الماضي والحاضر.. بين البنية العمومية للقصيدة القديمة والبنية التشكيلية للشعر
جنه ونار بيك احتار
حبك صاير جنه ونار
كلبي الحبك بيك احتار
يا طعمك بشفافي شهد وحنظل
مره تبات بروحي ومره الترحل.
-انه مع السبب انجز مشوارا احتوى الضحكة والدمعة، الشمس والغيم وعاش حياة بكل تناقضاتها.
عشت بحبك بين الضحكة وبين الضيم
ما جنت اعرف انه بحبك شمس وغيم
يالحظة افراحي ولحظة خوفي
كابوس باحلامي واحله طيوفي
-ويخاطبه بأن ينظر اليه الحبيب
شوف بعيني شصاير كحله ودمعه
روحي تكابر روحي بشهكه شمعه
تغفه وتصحه عيوني عله الدمعات
روحي الترفه شكد حملت شوغات.
-بركع-
-ان اتكاء الشاعر في مواضيع عديدة بوضوحه على الشخصية التي تكاد تكون مغلقه.(عندما يأتي الخريف يبدأ موسم تساقط الاصدقاء )
انفل الثامك ياللابس بركع
وانكشفت نيتك ياطبع الثعلب
ولسانك خنجر مسموم ويكطر
يا ناعم ملمس يا سم العكرب.
-ان الطاقه الجمالية الخفية التي تنبعث من النص تجعلنا متورطين فيه ومسؤولين عنه من حيث كونه واقعا جديدا نعيش فيه
لازم يتعب..
طاح الزيف ولا اصباغ التنفع
بين اصلك.. بعد المن تنتسب
مو انسان انته.. لا ابن آدم انته ولاآدم اب.
-نعش عرسك-
الشعر هو الشكل الاسمى للغة العاطفيه.. هكذا يقول (ريتشاردز) اما (هون لكوين)فيقول ((بين العواطف الحقيقية التي نحملها وبين العواطف الشعيه يوجد داخل التجربة ذاتها فارق مهم ذو طبيعة يحددها علم الظواهر)).. فالعاطفةالشعريةتقتضي بوصفها خاصيه للعالم ومن هنا كان الفرح والحزن والوجود والغياب و اللذة صفات الكائن المقطوع الطيع، الفريد، الغامض، الشاهد والمشهود
بعد بسك فحط تالي العمر يالغربت شمسك
غريب وضيعت بين الوهم نفسك
بعد بمين حسافه يالبعت حبك
حسافه بيش تتمسك..؟
وبعد هيهات مايرجع الون يومك
يشد رحاله وي امسك
بعد هيهات ماتسمع.. لون تصرخ يرد
بس.. بس الصدى لحسك
-البجر-
ان قصائد الديوان ومحوريته لايخص تجربة (تويج) فحسب بل في المجرى العام لنصوص الشباب الشعريةالتي تكتب الان وقصيدة البجر هي الفرصه في ممارسة الحياة..
سهر جفني عله عيوني كضيت الليل
سرح بالي لكيت شكد حوافر خيل
رسن مامش، سرج مامش ركضهن حيل
تدوس ظنون عندي عيون كلهن سيل.
-اننا نجد عدة ابيات شعريه يضمها الشاعر في قصيدته التي اخذ الديوان اسمه منها
يا فؤادي لاتسل اين الهوى كان طرحا من خيال فهوى
ردت امنه وبعد ماجيب بشفافي ذجر
نذرت شكد شمع ودموع بلجن بالحضر
انام الليل. مامش نوم ويطر الفجر
شكل للروح كفضن شو-بعد مامش غدر
-وكذلك
اسقني واشرب على اطلاله و اروعني طالما الدمع روى يظل حينه.. ورد جوري يموت بغير شمه
حلاتك ياعشك بوجه عشاكك ترسمه
ضحك طفله. جنح طيره. حرف ابيض بجلمه
رعب شفه. دمع قابض. نزف خلصان دمه
خبر شايع.. بعد هيهات لاميفيد ضمه.
-وضمنها ايضا
كيف ذاك الحب امسى خبرا وحديثا من احاديث الهوى
لهجت اسفك طفل ينفط حمامة وناحت بروحه
يعن ذجرك على رسمك نجم وبعيد شيلوحه
رمش عينك. جرح كلبي عزيزك موكثر نوحه.
-منهو الاكبر-
((عندما تنزف العين مثل الجرح يبكي الجرح مثل العين))
ان اول ما يلفت الانتباه في تجربة (تويج) الشعريه.. انه شاعر يكتب عما يعرف لذا جاءت قصائده على اختلاف انواعها ومناصيها صادقه ومواقف واقعيه.
منهو الاكبر. عينج. لولا جرحي الاخضر
منهو الاكبر. عينج. لمة غيم وتمطر
مركب غركان بروج الشط
يا غركان اليكدر يصبر..
كمره وطاح الليل عله الحد
وذب روحه وبالكته يكطر.
-خيال انته-
((الحياة حلبه سباق فوز وخساره. نجاح وفشل.. الى الذين تعبت خيولهم في السباق))
-ان الشاعر يحمل فوق كتفيه وداخل قلبه ايضا مملكة التعبير عن القضيه بعيدا عن الشعارات الزائفه والطنطنه الايدلوجيه
خيال انته وعندك مهره
خيل الوادم وسعت خطوه
اركض وركاضك كل حيلك
لاتتنطر موعد صبحك
زيح بجفنك.. ظلمة ليلك
جم عين النامت بالذله
جم شفه الخافت تحجيلك
-مقاصير-
احتوى الديوان على (١١) قصيدة قصيرة قد تكون بيتا اوبيتين اوثلاثه ومنها تبدو تجربةالشاعر (تويج) الشعريةتجربةذات اجنحةمتعددةتحمل في طياتها رومانسية حالمة ذات طابع موسيقي هادئ حمل بطياتها ايضا نبوءة الشاعر ووعيه الاجتماعي والسياسي وتحمل مثل ذلك وبعده الاحساس بقيمة الوجود الانساني في اي مكان زمان ومن هذه المقاصير (جابيش، نحلم، دمعات، كافر، وقف. دمع. صجه. عود بخور. بخت سيد، كفو، الاماره، مواكح)
ـ واخيرا ـ
ان ديوان (البجر) ليس بأي حال من الاحوال هو كل ماتراكم لدى الشاعر (حسن تويج) من شعر طوال سنواته العديدةلكن مجموعةمن القصائد التي تشكل عملا ادبيا متكاملا له عالمه الخاص وبنيته الشعريه المتميزه فاللديوان ((وحده موضوعيه تلم شمل كل مافيه من قصائد هي الرغبة في تاسيس عالم شعري مستقل الى حد ما عن العالم الواقعي)).