يمضى الزمان بنا حثيثا
معاناة وضيق وهموم
وركبك ماضىٍ بنا
تزداد فيه تسلطاً
وطغيانا أليم
تمضى السنون وئيدة
بك تحنى ظهر شعبٍ
أبى كريم
من دمه إرتويت دون ظمأ
ومن ثَم تغشاك
لامتصاص دمه الظمأ
أحنيت عوده الممشوق قهرا
وطويته كطى بساطٍ
ضاحكاً متراقصاً متبخترا
أدركت نقطة ضعفه فملكته
راية التوحيد يُعلى شأنها
صِدقا الى الرحمن يطلب عفوه
فرفعتها حتى إذا ما إستكان لك
أبدلتها بالمكاسب والمطامع
راية خفاقة وخدعته
وحتى يظل كسير نفسٍ يائسٍ
منه سلبت كرامة ً وإباء
جوعا ككلبٍ حتى تراه يتبعك
وسلبت نخوته ومجداً كان فى العلياء
تُغرى بالولائمِ فئة ً أتخمتها شبعاً
حتى إستدارت كروشها وتمددت
من أكل أموالِ الغلابة ظُلما
تسمع طرقعة لها شبعا
ويردد الصدى اصوات أمعاء
يعصف الجوع بها ألما
أزكيت نار الجاهلية بينهم
قبلية ً حتى تسود تفرقا
وهدرت سيلا جهوية بينهم
فتنازعوا وتطاحنوا حتى
طويتهم تحت موج طموحك غرقا
قبائل سطر التاريخ امجاداً لهم
عمقا بعمقٍ فى لواءِ مصاهرةٍ
ربطت بينهم إلفا وحبا غدقا
نشرتها فتنناً بها يستحيل نهارهم ليلا
فتطاحنوا وتناحروا يكيلون لبعضهم كيلا
كيدا يمزقهم ويذيقهم ويلا
تمضى السنون بك
صلفا وعجرفة ً
تزداد فيهم بها بطشا
لا شيخ ترحمه
إن قال كلمة حقٍ
أو إعتراضاً قال لا
أما الصبى سكلته أمه
إن تجرأ واعترض
أو قال لا
لا فرق عندك بين ذكران أو إناث
من قال ,,, لا ,,, تُزهَقُ روحه منهم
وتُقْطَعُ الانفاس
ماعاد أحدٌ بك منهم آبهاً
لك طأطؤا يلعقون جراحهم ضعفا
وتحسب انت مفاخرا زعما
بأن سكوتهم خوفا
فما عادوا سوى أشباحا
قد نسفتَ عزيمتهم بقهرِك نسفا
وتساوى صراخ الطفل لديهم
أن يصرخ جوعا أو يصرخ مريضا ألما
وأن تنام الجدة عندهم جوعى وهى تدرى
بان الدار خاوية وتأبى تَكلما
غابت للفضيلة شمس حجبتها سحب الرزيلة
لقضاء حاجات بكل تكتما
يا ناسيا بطش القوى الواحد القهار
انظر هل لطغاة الأمس من آثار
أين فرعون وهامان
وملوكا لم يعرفوا الاحسان
وكم من حاكمٍ جار
وكم من ذوى البطش والسلطان
تناسوا عامدين بتيههم
وغرهم أن يمهل الديان
ظناً بأنه مدهم إرثا لهم يبقى مع الازمان
حتى إذا ما جاء وقت حسابهم
غطت سحابات الندامة وجهوهم
ما آن لنزع الملك منه آوان
فلتمضى فى الضلالة سائرا
أبطش كما شاء الغرور بك
أقمع بأيدىٍ من حديد
أسعى كما شئت فى الناس فسادا
تناسى كل شىء وللحائط أضْرِب بالوعيد
يوم البطشة الكبرى فأين مفرك
يوم يُقضى الدين من ديان ذو بأسٍ شديد
بقلمى / ود جبريل