التربية السليمة بالوقت
بانوراما الشرق الاوسط
كثيرا ما نسمع عن المشاكل العائلية، الام تصرخ والطفل يبكي،الخادمة في المطبخ والاخت في غرفتها تذاكر والأب في العمل،ان التربية حمل كبير على الام ولا تستطيع القيام بهذا لوحدها،ولكن ايضا لا يستطيع الاب فعل هذا لوحده،وقد يظن البعض ان المسألة تتطلب مشاركة الاب والام في تربية طفلهم،الا ان المشكلة لا تكمن في هذا فقط.
الاطفال نعمة عظيمة لا تقدر بثمن,فإن في اللحظة الاولى التي نشاهد بها المولود الجديد ننسا الدنيا بمرارتها وسعادتها ولا نفكر سوى بالهدية التي منَ الله علينا بها،وما هي الا سنين حتى تقل درجة اعتناقنا لأطفالنا فاما هو يصرخ او يبكي او يضرب قدميه بالارض او انه يأن او يصر على شيئ ما مما يجعلنا نبعد عنه قليلا،وهذا من اهم الأسباب التي تشكل عبئا وخوفا على الطفل مما يجعله مختلفا عن بقية الاطفال،فليس كل المربين يتبعون نفس طريقة التربية،فهناك من يهتم كثيرا وهناك من يغضب اسرع وهناك من لا يهتم ابدا مما يعكس الامور السلبية هذه على الاطفال مباشرة.
تختلف وجهة متطلبات الاطفال فهناك من يريد اللعب والخروج الى الهواء الطلق وهناك من يريد لعبة صديقه التي لن يحل مكانها شيئ،وهناك انواع من الاطفال هادئون لا يغضبون ولا ينزعجون،وهذا ما نظنه نحن ولكن في الحقيقة ان الأطفال مختلفون,فهناك سيئ المزاج وطيب القلب وهناك السلس والبسيط وهناك من يعرف كيف يعبر عن مشاعره وهناك من لا يعرف،فالاطفال لهم حاجات يريدون الوصول لها واشباع رغباتهم رغم كل الصعوبات التي تواجههم فعلى المربين اتخاذ الحيطة والحذر والعلم بهذه الحاجات.
قد نلاحظ في المجتمعات العربية والغربية تفكك واضح في الأسرة،فهذا من يريد العيش وحيدا وهذه لا تتحدث مع اهلها بسبب مشكلة قديمة وهناك من هرب من المنزل بسبب الخلافات والاسباب كثيرة تكاد لا تحصى،وتبقى امور كثيرة مجهولة الى حد الآن،ولكن ما نستطيع ان نحدده ونتفق عليه وهو باعتقادي اصل الحياة السعيدة هو عدم فهم بعضنا البعض،فإن لم افهم ما يريده مديري مني فلن اطبقه وعند موعد التسليم سيفاجأ المسؤول عن عدم انجاز العمل مما سيثير غضبه وقد يؤدي هذا الامر الى فصلي او خسم من راتبي، ومثل ذلك ينطبق على اطفالنا فإن لم نفهم ما يريدون فلن نستطيع تحقيق مرادهم مما سيساعد على اثارة مشاعرهم السلبية،وان لاحقنا المشكلة ووصلنا الى اساسها لوجدنا ان المربين لا وقت لديهم لفهم اطفالهم،فتأخذ الاعذار وقت التبرير،فنسمع من يقول “العمل كثير ولا وقت لدينا” ونسمع من يصرخ شاكيا “ان اعباء الحياة وكسب العيش لا يسمح لنا بمجالسة اطفالنا” والمصيبة الاكبر هنا ان هناك من يقول “لا علاقة للجلوس مع ابنائي بطريقة تربيتهم فهم مرغمون على تنفيذ ما نقيدهم به”.
كما لاحظنا سابقا ومن خلال سطور قليلة ان التربية تحتاج لفهم المربين طريقة تفكير الاطفال،فإن عدم التوعية وعدم ادراك المشكلة الكبيرة التي تنتج عن عدم فهم اطفالنا غالبا ما تؤدي الى تفكك الاسرة وتفرقها،على المربين ان يدركوا هذا جيدا.
وقد يقدم الكثير اعذارا غريبة وقد يبحث الكثير ايضا عن حلول تخلصه من الكآبة والحالة التي تسببها عدم فهمنا لأطفالنا فأقول في كلمات معدودة,عليكم تعلم طرق التربية الحديثة,اقرءاو الكتب والمجلات وادخلو محركات البحث مثل غوغل وياهو ولا تبخلوا على اطفالكم بشيئ مما هو مفيد لهم, وأخيرا اضيف قولا اعجبني بل لقد اتخذته قاعدة اساسية في حياتي وهو” ان لا تكن لينا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر” كل ديناميكيا ومرنا