الموصل / واي نيوز
لم يكن ليصدق محمد الجبوري يوما ما، أنه سيعلن توبته أمام عناصر داعش ليشعر بعدها "بالعار" الذي سيلحق به، كما يقول لمراسل "واي نيوز".الجبوري صاحب الاثنين والثلاثين ربيعاً، احد منتسبي مديرية مكافحة الإجرام في مدينة الموصل، التحق بسلك الشرطة منذ 2006، ونظراً لشراسته وخبرته الواسعة التي اكتسبها باستعمال الأسلحة نقل لصنف مكافحة الإرهاب.سبع سنوات وهو يخوض معارك عنيفة ضد التنظيمات المسلحة، ويقول اليوم "أقف مرغماً بين يديهم خوفاً على حياة عائلتي من بطشهم، وهذا مايشعرني بالعار".وقف مع المئات من منتسبي الشرطة والجيش بطوابير طويلة امام جامعي عمر الاسود بشارع الفاروق في الجانب الايمن وجامع صابرين في حي الوحدة في الجانب الايسر من مدينة الموصل، ليحصلوا على "بطاقة التوبة" التي من دونها يهدر دم المنتسب واعتباره مرتدا حسب داعش".وسيطر مسلحون في العاشر من حزيران الجاري على عدد من المدن الشمالية مثل الموصل وتكريت بعد ترك القطعات العسكرية مواقعها، تاركة خلفها الاف العجلات العسكرية والاعتدة.ورغم ان الجبوري لا يتحمل العيش تحت رحمة من كان يحاول قتله واذاقه المر الا انه لم يستطع مغادرة المدينة حتى اللحظة، على العكس من زميله مروان العبيدي الذي تمكن من ترك المدينة.يقول العبيدي، وهو منتسب بمكافحة الارهاب، لـ"واي نيوز" انه ارغم على اعلان توبته في جامع عمر الاسود.وتابع، "حصلت على بطاقة التوبة أو ما يعرف بـ(صك الغفران) الذي منحني بعض الوقت لإيجاد طريقة للهروب نحو كردستان".وبين أن سبب خروجه من الموصل لم يكن فقط لما تتعرض له المدينة من تضييق على الحريات، أنما كما يقول العبيدي "الخوف من عناصر داعش رغم انهم قطعوا وعداً بعدم المساس بنا، لكن نحن نعرفهم جيداً فهم لاعهد لهم".
واسترجع العبيدي ذاكرته لما قبل العاشر من حزيران، "حيث كان الارهابيون يتوعدوننا بالقتل وعائلاتنا حين كنا نلقي القبض عليهم لذلك نخشى غدرهم".واصدر داعش في الثاني عشر من حزيران الجاري بياناً في مدينة الموصل طالب فيه جميع منتسبي القوات الامنية من اهالي الموصل لاعلان التوبة ومنحهم ماسميت بـ"بطاقة التوبة" للعفو عنهم معتبراً اياهم "مغرر بهم" بحسب تعبيره.وتمكن الملازم علي احمد من مغادرة الموصل نحو اربيل مصطحباً عائلته "للخلاص من كابوس قد اعيشه في المدينة بعد سيطرة داعش عليها".أحمد الذي يعمل في مديرية شرطة ام الربيعين يروي لـ"واي نيوز" الاسباب التي دعته لمغادرة المدينة رغم ان غالبية الضباط من اقرانه وممن كانوا يعملون معه "اعلنوا التوبة وبقوا داخل المدينة".
ويقول احمد أن "أكثر ما أثار مخاوفه من البقاء في المدينة ليس الخوف من ان يقتل على يد احد عناصر داعش أنما الخوف من ان يجبرني التنظيم على الانضمام لصفوفه للقتال".وغادر العشرات من منتسبي قوى الشرطة والجيش من ابناء الموصل محال سكناهم غلى اماكن أخرى وتوارى عدد كبير منهم عن اعين عناصر داعش بعد اعلان توبتهم والحصول على بطاقة التوبة التي منحها التنظيم لهم.