اشترط وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، مساعدة العراق في مواجهة الجماعات المسلحة بقدرة قادته على التوحّد. وقال إن الجيش العراقي لم يقاتل ما سمح لداعش بالتقدم، ولذلك فإن الرئيس اوباما يدرس ما اذا كانت هناك حاجة لتدخل عسكري مباشر في العراق.
وأكد على ضرورة اجتماع البرلمان العراقي في الاول من الشهر المقبل لاختيار الرئاسات الثلاث وشدّد على انه لا أحد خارج العراق يستطيع ان يحدّد من يحكمه غير العراقيين.
واضاف كيري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب مباحثات مع رئيسي الحكومة نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم ان العراق يواجه تهديدا كبيرا ومستقبله يعتمد على الخيارات التي سيتخذها قادته وقدرتهم على التوصل لمواقف موحدة في مواجهة تنظيم داعش.
وأضاف انه اكد للمسؤولين العراقيين اليوم ان الدفاع عن العراق في مواجهة داعش يعتمد على تشكيل حكومة جديدة شاملة لجميع المكونات العراقية بأسرع وقت ضمن اطار الدستور.
وشدّد على ان تصاعد قدرات داعش أمر خطر جدا على العراق ودول الجوار والغرب والولايات المتحدة واوضح ان دول الجوار تستطيع مساعدة العراق لتشكيل حكومة موسعة.
واشار كيري الى ان اوباما سيعمل على مواجهة داعش لان عدم التصدي لهذا التنظيم ستكون له عواقب وخيمة حيث انه يعتقد ان مساعدة العراق جزء من مسؤوليات الولايات المتحدة لان العراق شريك استراتيجي لها في مكافحة الارهاب ومحاربة العنف الطائفي، ولذلك يجب ان يكون العراق مجهزا لمواجهة المخاطر واوباما لديه خيارات عدة بتعاون استراتيجي مع العراق من خلال دعمه بالاسلحة والمعلومات الاستخبارية والاستشارات العسكرية حيث سيكون الدعم الاميركي قويًا، ولذلك فان على قوات الامن العراقية ان تواجه داعش بفاعلية.
وأكد ضرورة تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت وقال ان هذا أمر مهم جدا ليكون العراق بلدًا ناجحًا "فعلى قادته ان يجتمعوا مجددًا وان يحترموا موعد الاول من تموز (يوليو) المقبل لعقد اول جلسة للبرلمان الجديد لاختيار رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية وتكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة ولذلك عليهم ان يتوحدوا وينهوا خلافاتهم".
وقال إنه ليست للولايات المتحدة ولا لأي دولة خارجية حق تعيين حاكم للعراق لان هذا الامر مرهون بما يقرره العراقيون وهو ما تطلبه واشنطن اليوم. واضاف انه اوضح للمسؤولين العراقيين اليوم انه ليس للولايات المتحدة ولا لأي دولة اختيار من يقود العراق لان هذه مهمة مواطنيه وقدرتهم على تشكيل حكومة تمثل جميع مكوناتهم من الشيعة والسنة والاكراد.
وطالب كيري القادة السياسيين بتخطي الخلافات وان يتحدوا للدفاع عن بلادهم من خلال تشكيل حكومة شاملة من اجل تخطي جميع الصعوبات والتدهورات التي تمر بها البلاد منوهاً الى أن "الولايات المتحدة الاميركية لن تتدخل في اختيار شخصية رئيس وزراء الحكومة المقبلة".
وقال كيري: "نحن هنا لنؤكد دعمنا لعراق مستقر آمن وتأكيد وقوفنا مع الشعب العراقي في فترة التحدي هذه ليكون عراقًا ممثلا لجميع مكوناته.
واشار الى ان اوباما سيزيد من التعاون العسكري والاستخباري مع العراق ولكن ليس الآن وانما في الوقت المناسب وأشار الى انه تم تشكيل قيادة عراقية اميركية مشتركة ستعمل على القيام بعمليات تقييم للاستراتيجية المستقبلية.
والقى كيري باللائمة على القوات العراقية وقال انها لم تقاتل او تحارب الأمر الذي سمح بحرية الحركة لتنظيم داعش "والآن يجرى تحقيق في هذا الامر واوباما يريد ان يجري تقييما لقدرات الجيش العراقي ليرى مدى الحاجة لاتخاذ قرارات حول ما اذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل بشكل مباشر لمواجهة داعش". وقال ان اوباما طلب منه دراسة خيارات ما يستطيع ان يعمله والتأكيد على العراقيين بضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة موسعة ممثلة لكل العراقيين.
يذكر أن العراق يعاني حاليا من انهيارات أمنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.
رد مع اقتباس
