باسنيوزــ هيمن صالح
يشير مراقبون إلى أن أقليم كوردستان قد يضطر في الفترة القادمة، إلى التعامل بالدولار الأمريكي أو طبع عملة خاصة به، نتيجة النقص في العملة العراقية في مصارف الإقليم، والناجم عن استمرار الحكومة العراقية بعدم إرسال رواتب موظفي الإقليم ، واعتماد هذا الأخير على أموال النفط الكوردستاني و الذي يتم بيعه مقابل الدولار الأمريكي.
وقد تصاعدت الأزمة منذ بداية العام الحالي، بعد ان قررت الحكومة العراقية قطع رواتب الموظفين والمستحقات المالية للإقليم و عدم ارسال أية مبالغ من تاريخه إلى إقليم كوردستان، في الوقت الذي يقدر فيه رواتب موظفي الإقليم بـ ( 580) مليار دينار عراقي شهريا ، ما أدى إلى إختلال التوازن المالي في الإقليم، الذي يدفع رواتب موظفيه و مستحقات المستثمرين المالية بالدينار العراقي.
من جانبه أكد عضو اللجنة المالية في برلمان كوردستان علي حمة صالح في تصريح لـ(باسنيوز)، على أن 'الإقليم أمام ثلاثة خيارات للخروج من أزمة شحة الدينار العراقي في المصارف الكوردستانية ' ، مضيفا ' إما أن نقوم بالتنسيق مع المصرف المركزي العراقي، أو التعامل بالدولار الأمريكي، أو طبع عملة خاصة بالإقليم '، مشيرا إلى أن 'حكومة الاقليم أبدت قدرتها على طبع عملة خاصة بكوردستان'.
في حين استبعد وكيل وزارة المالية العراقية فاضل نبي، الذي قدم استقالته مؤخرا، في حديث لـ (باسنيوز)، وجود نقص في الدينار العراقي بإقليم كوردستان، مشيرا إلى أن 'الدينار العراقي ما زال متوفرا في الإقليم بكمية كافية ' .
ماضيا بالقول: 'زيادة الطلب على الدينار العراقي، سيؤدي إلى ارتفاع سعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي، و حكومة الإقليم ستكون قادرة وقتها على حل مشكلة نقص الدينار من خلال فتح الباب لشرائه عن طريق فرعي المصرف المركزي في كل من السليمانية و أربيل ' .
بدوره أعلن مدير فرع أربيل للمصرف المركزي في تصريح لـ (باسنيوز)، عن 'عدم وجود نقص في كمية الدينار العراقي في إقليم كوردستان'، موضحا: 'الدينار العراقي مازال متوفرا بكثرة خارج المصرف، إضافة إلى كمية لا بأس بها موجودة بالمصارف الكوردستانية ' .
من جانبها أشارت النائبة الكوردية في اللجنة المالية التابعة لمجلس النواب العراقي نجيبة نجيب لـ (باسنيوز)، إلى أنه 'في حال بروز أزمة شح الدينار العراقي في الإقليم، يمكن دفع المستحقات المالية للمستثمرين و الشركات بالدولار الأمريكي، و مبادلة الدولار بالدينار العراقي لدفع رواتب موظفي الإقليم'.
ماضية بالقول: 'أبواب العراق مفتوحة للإقليم ، و هو قادر على تبديل الدولار بالعملة العراقية بسعر الصرف في العراق '، مستبعدة عجز الإقليم في المرحلة الحالية عن تأمين العملة العراقية لرواتب موظفيه، مضيفة: 'قد تبرز أزمة من هذا القبيل بعد زيادة كمية النفط الكوردستاني المصدر إلى الخارج بعد حلول عام 2015 ' .