د للمالكي دعم بلاده في دحر {داعش} ميدانيا24/06/2014 07:08
بحث رئيس الوزراء نوري المالكي تطورات الوضع الامني والسياسي في العراق مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة الاخير غير المعلنة لبغداد, التي اكد خلالها عزم الولايات المتحدة على دحر "داعش" وتجسيد ذلك ميدانيا.
ووسط ما تشهده البلاد من ترد في الاوضاع الامنية, يأمل ساسة ان تكون زيارة كيري بداية حقيقية لخطوات اميركية فعلية في العراق في اطار الاتفاقية الستراتيجية الموقعة بين الجانبين والتي تلزم اميركا بالدفاع عن العراق من اي تهديد خارجي والحفاظ على وحدته, فيما يرى وزير الخارجية هوشيار زيباري ان العراق لا حل له سوى الاتجاه نحو النظام الفيدرالي.
رئيس الوزراء السيد نوري المالكي, استقبل بمكتبه الرسمي امس الاثنين, وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وتم بحث آخر تطورات الملف الأمني والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة الهجمة الإرهابية.واكد رئيس الوزراء ان ما يتعرض له العراق حاليا يشكل خطرا ليس على العراق فحسب بل على السلم الإقليمي والعالمي، داعيا دول العالم لاسيما دول المنطقة الى أخذ ذلك على محمل الجد.
وعلى الصعيد السياسي, اكد المالكي ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية للعملية السياسية، مشيرا الى ان هناك مواعيد حددها الدستور لعملية تشكيل الحكومة وانتخاب الرئاسات الثلاث وما ينتج عنها من تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة ينبغي الالتزام بها.من جانبه, اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري التزام الولايات المتحدة بحماية امن واستقلال العراق ودعمها له في مواجهة الارهاب، وشدد على عزم الولايات المتحدة على دحر المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش لانها تشكل خطرا على العراق والمنطقة والعالم.وبين ان "واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانيا"، كما جدد التزام واشنطن باتفاقية الإطار الستراتيجي مع العراق ولاسيما التعاون الأمني والتسليحي.وأعرب وزير الخارجية الاميركي عن تقديره لما يظهره الزعماء العراقيون من التزام بالعملية السياسية والتوقيتات الدستورية لها .ووصل كيري الى بغداد يوم الاحد, لاجراء مباحثات مع رئيس الوزراء وكبار المسؤولين في البلاد حول ماتشهده البلاد من تدهور امني وسيطرة عصابات داعش على بعض المناطق في الموصل وصلاح الدين وسبل المساعدة التي من الممكن ان تقدمها الولايات المتحدة للعراق تحت اطار الاتفاقية الستراتيجية الموقعة بين البلدين.وكانت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين ساكين ان كيري سيحث الزعماء العراقيين على التحرك بأقصى سرعة ممكنة لتشكيل حكومة تمثل مصالح العراقيين, فضلا عن مناقشة التحركات الأميركية الجارية لمساعدة العراق وهو يتصدى للجماعات الارهابية.وزير الخارجية جون كيري وبحسب ما نقلته رويترز, قال ان "الولايات المتحدة تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحدا لاحتواء حملة يقودها داعش"، مبينا ان "واشنطن لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد".يذكر ان كيري باشر الأحد جولة شرق اوسطية بدأها في مصر لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة وابرزها تطورات الاوضاع في العراق.وكشفت وزارة الدفاع الأميركية، السبت, عن وصول أول مجموعة من المستشارين العسكريين الأميركيين الى العراق.الى ذلك, اكد سياسيون ان زيارة وزير الخارجية الاميركي الى العراق هذه المرة مختلفة عن سابقاتها, لاسيما وانها تحمل في طياتها احساس الولايات المتحدة بمسؤوليتها تجاه البلاد التي سعت لبناء نظامها كنهج للانظمة السياسية في المنطقة.وقال النائب عن دولة القانون عباس البياتي ان "زيارة كيري الى العراق هذه المرة مختلفة عن سابقاتها اذ حملت في طياتها رسائل واضحة مفادها اثمار التعاون في القضاء على الارهاب وتعزيز الاتفاقية الامنية التي ابرمها العراق مع الولايات المتحدة الاميركية ". واكد في تصريح خاص لـ"الصباح", على ان "الولايات المتحدة الاميركية اعربت بهذه الزيارة عن دعمها للتجربة الديمقراطية والنظام السياسي العراقي"، مبينا ان هذه الزيارة جاءت للتعبير عن دعم الجيش العراقي في صموده ضد عصابات داعش الارهابية". واضاف البياتي ان "هذه الزيارة لم تكن بروتوكولية و دبلوماسية وانما هي ترجمة فعلية لدعم الولايات المتحدة للعملية السياسية وحرصها على احياء الترابط بين الفرقاء السياسيين وجمعهم على طاولة واحدة للحوار كفريق عمل مجتمع، والخروج بصيغة حكومية تنهي الصراع بين الكتل السياسية وارسال رسائل مهمة الى الارهابيين مفادها بان جميع السياسيين في خندق واحد لمحاربة الارهاب".
من جانبه, اوضح عضو تحالف اوفياء للوطن عبد الخضر مهدي الطاهر ان زيارة كيري الى العراق جاءت منطلقة من احساس الاميركان بمسؤوليتهم تجاه العراق.
ولفت في تصريح خاص لـ"الصباح", الى ان "الولايات المتحدة الاميركية تقوم بدور نشط في المنطقة بعد ان استشعرت الخطر الذي يهدد مصالحها وبالتالي تقع عليها مسؤولية مضاعفة لانها الشريك الاساسي".
واكد االطاهر ان "النظام الديمقراطي في العراق هو جزء من التصميم الاساسي الذي سعت اليه الولايات المتحدة الاميركية في بناء النظام السياسي في المنطقة برمتها".
وفي سياق آخر, رأى وزير الخارجية هوشيار زيباري ان "العراق يتجه نحو النظام الفيدرالي الحقيقي دون ان يقتصر ذلك على اقليم كردستان فقط جراء الاوضاع الامنية والسياسية التي يمر بها".
وأضاف زيباري في مقابلة صحافية انه "ليس من مصلحة أحد تقسيم العراق والكل بحاجة لهذا البلد لكن هل ممكن ان يدار العراق كالسابق؟".
وأضاف ان "البلد يتجه نحو تحقيق نظام فيدرالي حقيقي ولا يكون ذلك في اقليم كردستان فقط وانما في مناطق اخرى وهذا ما سيواجه العراق مستقبلا".
وأشار زيباري الى ان "الجميع يحتاج وحدة هذا البلد لكن مع الحفاظ على خصوصيات كل منطقة جغرافية والاقاليم هي أمر مثبت بالدستور ولابد من التزام الجميع به".
واستبعد وزير الخارجية "التصور القائل عن تحطم العراق بسبب الازمة الامنية الراهنة او وقوع حرب أهلية", مستدلا على ذلك بان مثل هذه الازمة مر بالبلد والجميع عانى منها لكن تنظيمات داعش والقاعدة تحفز على هذه المسائل وكذلك الاعلام الذي يطرح مثل هذه الطروحات المدمرة ولكن في المقابل يوجد توجه نحو النظام الفيدرالي بشكل أكثر.
المصدر شبكة الاعلام العراقي