كم احلُمُ بشجرةٍ .. شبيهةً بتلك التي " زيتونةٍ لا شرقيةً و لا غربية " أتخذ من ظلالها قيلولةٍ طيلة العمــــر .. وأُنسى وأنسى هناك ..
تلك الزيتونة شجرة الكون المقدسه فرض عين .. فهى أصل الوجود الإنسانى .. وهى الرحم القادم من عالم الذر .. وهى التى أمطرت الذر من يوم ( ألست بربكم )
بدايات الكون الفسيح .. من الهاهوت الى اللآهوت .. الى الناسوت
ولحظات المخاض العظيم ..
ايتها الشجرة المقدسه .. لايعرف كنهك إلا من تجاوز العرش بقليل .. وها هو وليدك يترنم ويقول :
لحظة ماقلبه دنا .. دلى سمواته ..!!
تدلى بين البين ..
جاز المتى و الأين ..!!
تحلى .. تخلى .. م النقوش والرسم ..
وانتهى للرموز .. ومعارج السموات ..
فطبتى أيتها الشجرة المباركه .. وقدس الله سرك ..
عندَ المساءِ جلست امام حاسوبها الشخصي ..
تترقب قلباً يستيقظ من سباتهُ الازلي ..
دخلت ملفات الموسيقى .. كانت متحيرةٌ ماذا تختار و الى ما تستمع .. موزارت ً، بتهوڤن، ياني .. شمة "نصير شمة " ..
((قبل ان أصلب )).. اسطوانتها المفضلة ..
اختارته و بلا ادنى تردد ..
فموسيقاه الشرقية لم تزل تأسرها رغم التعددية ..
ولكن سرعان مامرَّ المساء مكتنزاً الشتاء و متخماً بالشوق ..
و الباب لم يفتح و لم تسبقه
دقة عائدٍ او دقتان .. ولم !
كُلُ شخصٍ منا كان يُفكر ان يفعلَ شيئاً قبيل سقوطه من اعلى البنايةِ ..شيئاً مهماً "بالنسبة له" على الأقل .. كان ولم يزل يسعى لتحقيقهِ .. قبل ان يبدأ بالتفكير بألأنتحار !
جميعنــــــا سنموت ..
ولا عزاء للشياطــين و لا للأنــس ولا للجــان لا عــزاء ألا للملائــــكة ...
وااااا حسرــتاه لم نكن مِثلهم فقد كُنا نؤدي ذلك الدور بأتــــقان أو " بهفواتٍ " قليلـــــة جداً في بعض الاحــــيان ...
نرتديهِ كطقم اسنانٍ نخلعه عند نومِــنا !!
فـــأما ان يخرج ابليــس لسانهُ ضاحكاً شامتاً رابحاً في معركته على تلكم النهاية أو يخبى رأسه في التُرابِ كما النعام خاسراً فاشلاً !!
رغم ذلك .. نحن مقتنعين بأننا ملائكة ..
و لكن "في حفلةٍ تنكرية"
!
وكأني أقرأ في مملكتك المحرمة رواية من نوع مختلف و فريد ورائع
أو مجموعة من الروايات
وأحيانا اشعر أو غالبا أشعر بأنني أمام خشبة المسرح
والحروف التي أقرأها تقوم بالأدوار الغاية في الجمال والممتلئة بالأحاسيس والمشاعر
والله كلماتك تأخذني الى دنيا ثانية
استمري ........
إرتديا حزناً فارهاً .. هي علقتٌ عقداً فريداً من التمرد .. هو اكتنز اللامبالاة كعادته .. وموسقت خطواتها لتلتحق بأشباحٍ صامته .. أما آنَّ الوقت لتغيير تلك الطاولة .. الخشبية المستديرة .. أتساءل لمَ سُميت الدائرة بهذا الاسم ؟ لِمَ لم نسمِها مربعاً اومخروطاً او حتى متوازي المستطيلات ؟ لم لم يكن لها زاوية تنزوي بها اسوةً بالبقية ؟ لم نختارها هي دوماً و لا غيرها في مناقشة ثرثرتنا ؟ واعادة ترتيب كلامنا الُمر ؟
هي الحاضرة دوماً والشاهد الوحيد للكلام المتداول .. لم تزل منتصبة في منتصف الغرفة خلف بوابة القدر الموصدة ..