كُل صباح وانت غائبٌ صامت ..
كُل صباح وانت غائبٌ صامت ..
وانا أحاول
أن افتح النافذة المطلة على يوم بلا رأس بلا قدمين
يتمطط كقطة كسيحة.........يحبو كطفلٍ ليصل لرأسٍ عارٍ الا من فكرة تقبع في مسجدٍ قديمٍ في آخر الرواق ..هي فكرة الاغتراب التي لها معنى واحد لا تدركه سوى اربطة حذائي المقطعة و ثيابي المهترئة ..
.
.
يكتشف فجأة بأن :
السماء تحولهُ الى قطعةِ خشبِ ما في داخلها منتهي الصلاحية
تلك السماءُ الباهته تبتسم بإزدراء بلا وجهٍ تطل به لناظريها .. سيزول ! يتلاشى ! يختفي !
تاركاً خلفه أبجديّةٌ من العدم.. خشبٌ مبلّلٌ، وقبوٌ، وفجرٌ أشرف على الطّلوع.. صورٌ من سرابٍ، وأيّامٌ بلا نسلٍ، وحلمٌ يرقد في ذاكرةٍ…
عامل النظافة لم يأتِ اليوم !
الزقاق الذي تطل عليه نافذتي متسخ جداً بالقاذورات … جارتنا تنشر الغسيل على الشرفة الممتلئة بالزهور…
أمي تعد لنا وجبة من الحب رائحتهُ غطت المكان .. امي اجمل قصيدة نثر…تواصل ناداءها لي لتأدية تواصلي مع ربي .. لا تجزع من تكرار نداءها لي ..
سآتي حالاً يا أمي .. حالما انتهي من هذا النص
وانا قرب النافذة كـَ فراشة من ورق ملون أطير مترا أو مترين بحسب قوة يد الطفل الذي ترميني وهو يضحك… معك يا صديقي ولكثرتك داخلي كنت أطير ولا أسقط كنت أشعر أني فراشة حقيقية,الآن وبعد رحيلكَ وضع طفلكَ الذي بلغ السبع سنوات قليلا من الصمغ على جناحي وألصقني على دفتر الرسم …
راحلة لتلبية نداء امي
シ
أريد إن أضيف بعض الهلوسات المستمدة من حماقاتي المعتادة عن عامل النظافة
عامل النظافة المتهم
عامل النظافة هو الإتهام الإجابي الذي من حين الى لآخر يجلب أدواته لتنظيف عقولنا من ببعض الأفكار التي لطخت المحيط و عفنت بعض العلاقات و تراكمت لحد سيتعب عامل النظافة المسكين لأن بعض الأوساخ إلتصقت بجدران العقل من الصعب إزالتها تحتاج الى بعض الوقت
و الله لنحتاج الى عامل النظافة في كل لحظة لأننا نستهلك كثيرا من أطعمة الأفكار بالزيادة المفرطة أحيانا
و لن يرتاح العامل ما دمنا على هذه الحالة
للأسف نعلم ذلك جيدا و لكن مستمرين في ذلك لا أدري لماذا
لأننا نحبذ هجر الفراشات من محيطنا و نريد مغادرة كل العاصفير
لأننا نريد ذلك نريدهم ان يهجر لأنهم لا يطقون ذلك
لأننا ليس لدينا مكان يتسع لغرس الأزهار و الورود
و لكن نحتفظ بتلك الأوساخ لأنها تليق بعقولنا
و تليق بمحيط العقل
الذي أصبح مدمن على التفكير المستمر
هناك تعاسة حتما هناك ثمن ندفعه
هناك عامل نظافة حتما سنتعبه
اعتقد فعلاً انني بخير!
لكن كيف لا اعلم ..حتى وجهي لم اعد استحضر ملامحه .. يُخيل لي انه كان : باسماً ,جميلاً , كاذباً
وكنت احبهُ ..!
بخيرٍ لانني لم افقد لا جنون الكتابة .. ولا الابحار في لوغارتميتي الخاصه النائية عن الانظار ..لم انسَ صوت امي ..ولم اصغ لتكهنات الفلكيين او اوسوس بماتقوله الابراج .. و لم اعزل جسدي بالملاءات البيضاء الباهته التي تفوح منها لرائحة الديتول و الكلوروكس البائسة !