حلمت إنه قد .. نزل من السماء شعاع غريب في الليل غمر كل أرض العراق أثناء ما كان الناس نيام دون أن يشعروا بما حدث .. و حتى من لم يكن نائما نام هو الآخر في مكانه.
إستيقظ الناس كعادتهم في الصباح الباكر، ولكن المفاجأة إنهم كانوا مبتسمين وسعداء كأنهم رأوا حلما رائع، هرع الكثير منهم إلى سياراتهم و خرجوا كأنهم يريد أن يفعلوا أمرا كانوا قد نسوه منذ فترة طويلة، المحافظات الجنوبية توجهوا إلى الغرب والشمال من الوطن ، و الشمال والغرب فعلوا نفس الأمر ، و التقى الجميع في منتصف الطريق.
بدء الناس بعناق بعضهم البعض في الشوارع ، و الإعتذار عما بدر منهم او من إخوانهم او جيرانهم، و عما قصروا و فرطوا في حق أنفسهم و مواطينيهم و ووطنهم، و تعهد كل منهم للآخر إنه سيبدأ من هذه اللحظة صفحة جديدة،، وإنهم سوف يتجهون إلى بناء الوطن من هذه اللحظة، و هرب الإرهابيون الأجانب بعد سماعهم هذا إلى كهوف أفغانستان ولم تعرف اخبارهم بعدئذ
و قامت المظاهرات السلمية من جميع مناطق العراق، و زحف الناس إلى بغداد ، و معهم القوات الأمنية .. و توجه هؤلاء الناس إلى (المنطقة الخضراء) و توجه منهم ممثلون إلى "السياسيين الحاليين" ، حكومة و برلمان ليخبروهم بضرورة الذهاب إلى بيوتهم فلقد انتهى دورهم ، و بالفعل ذهب السياسيين الحاليين إلى بيوتهم، و تم صرف رواتب تقاعدية لهم، و ايضا تم العفو عن كل من غرتهم الفتن السابقة و منحوا فرصة ليكونوا مواطنين صالحين.
قام الناس باختيار الأذكياء لكي يصنعوا لهم دستور جديد، دستور يهتم لحقوق الإنسان و يحفظ الوطن و يصنع حكومة قوية و ذكية وقادرة على استغلال خيرات العراق ، وتمت صناعة هذا الدستور ببراعة للغاية لكي يكون بالفعل السراط المستقيم الذي تسير عليه الدولة، و صرح الدستور إن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام
تم تشكيل "مجلس حكم" للدولة من هؤلاء المفكرين والأذكياء والمهنيين و المخلصين من الشعب، لا يعنيهم أمر سنة او شيعة او قومية ، و رفض الناس فكرة وجود "رئيس" واحد او قائد، لتجاربهم الفاشلة بهذا الصدد، بل تم اعتماد الية التصويت على قرارات جماعية لتسير الدولة وفقها.، و هكذا تم اصدار القوانين و تحديد المؤسسات
قامت المؤسسات ، ومنها ما يختص بقطاعات الصناعة و الزراعة و التربية و التعليم والصحة وغيرها ، وبدأ العراق ينمو بصورة مذهلة ، إتجه الناس للعمل، كل وفق امكانياته و قدرته، و قامت الدولة بتقدير الاذكياء والمجتهدين لجعلهم في مواقع المسؤولية، ووضعت قوانين صارمة للفساد والإرهاب والجريمة.
و إذا أحس الشعب أو قسم منه إن الدولة قد أخطئت في أمر ما، قامت المظاهرات التي تنظمها المؤسسات المدنية لتجبر الدولة على تغيير سياستها او قرارها في هذا الأمر أو ذاك فكانت الدولة مراقبة من الشعب ، و الشعب تعتني به الدولة، و لا توجد "شخصية"مقدرة لذاتها، و لا جماعة تهتف باسم شخص بحد ذاته، بل الهتاف للوطن وحسب
قام علماء الدين بـ "تحريم" التجاوز على مقدسات الطوائف الدينية المختلفة، و أوصت الدولة بضرورة معاقبة كل من يتجاوز عليها، وأحرقت الكتب التي تدعو إلى الفتنة ثم بعد هذا اتفق علماء الدين من جميع الاطراف على تذليل الفوارق و حل أسباب الفتنة السابقة إلى الأبد ، و خرجوا بتعديلات على المذاهب ليكون هنالك "مذهبا موحدا" للشعب ، قائم على تقديس مقدسات الطرفين ، و يدعو إلى الرحمة و الإنسانية، وقد حرمت قضايا "اللعن والتكفير" في هذا المذهب، و بدأت الدولة بعدها بتدريس هذا المذهب للأطفال منذ مرحلة الابتدائية، و شيئا فشيئا نسي الناس مذاهب "السنة والشيعة" وغيرها ، و صار الإسم الوحيد الذي يعرفونه هو (الاسلام)
أما بخصوص الدول الأخرى و خصوصا امريكا و ايران و السعودية والدول العربية فلقد وجهت الدولة ندائها الآتي بجميع لغات العالم:
((نحن دولة العراق نحترم افراد شعوب جميع دول العالم ونحترم حقوقهم و إنسانيتهم و هم لدينا مقدرون مثل العراقيين، ولكن يجب على الحكومات أن تحترم سيادة العراق و أننا سوف نعمل على بناء علاقات متينة مع كافة دول العالم))
و إزدهر العراق ، وكانت الدولة قائمة على إحترام حقوق الإنسان و تسخير الخيرات و التكنولوجيا لراحة المواطنين، و تم الحث على العلم و البحوث و تطوير الجامعات، وكان الناس من جميع أنحاء العالم يأتون لزيارة العراق فيجدون الراحة و التكنولوجيا و التعامل الودي ، و بدء الطلبة يأتون من الدول القريبة للدراسة في العراق ، ثم انتقلت العدوى إلى الطلبة الأجانب، خصوصا مع دعم العراق لكافة اللغات في العالم مع تقديم كورسات في (اللغة العربية) و (حضارة العراق) لمن يدرس لديه،، و قام العراق لاحقا ببناء أطول برج في العالم بخبرات عراقية.
ثم وجهت دولة العراق ندائها إلى الدول الاخرى المجاورة لكي تنضم وتتوحد معها في دولتها ، لكي تكون تحت الحكم العراقي المراعي لحقوق الإنسان، و لما كانت شعوب تلك قد عرفوا كيف هو العراق و ماذا يعني أن يتبعوا الحكم العراقي والعراقيين السمحاء، و يعرفون مدى احترام العراق لحضارة تلك الدول و ثقافة شعوبها ، فلقد قام المواطنين في تلك الدول بالضغط على حكوماتهم لأجل تحقق هذا الإنضمام،بالطبع رفض الحكام في بادئ الأمر ولكنها بعدها استجابوا للضغط الشعبي الهائل و بالفعل انضمت دول الكويت و السعودية و الخليج العربي والدول العربية الاخرى من تلقاء نفسها، ثم تلتها إيران بعد ضغط الشعب الإيراني على حكومته ، من دون قتال ، من دون عسكر، بل فقط بالسلام و دعوات الحب، و هكذا اتسعت رقعة الدولة العراقية شيئا فشيئا و صار في مجلس الحكم ممثلين من مناطق تلك الدول السابقة ، حتى صار تعداد مجلس الحكم العراقي بضعة الاف ..
وهكذا أصبح العراق أكبر دولة في العالم، تتحقق فيها العدالة والحرية و التطور والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، و كانت بغداد أنظف عاصمة في العالم، وأعلنت فيما بعد الدول الاوربية والاسيوية والامريكية رغبتها بالإنضمام إلى دولة العراق ، فتم الأمر و صار العراق الدولة الوحيدة في العالم ليتجه بعدها إلى محاولة سبر الفضاء الخارجي و البحث عن اشكال الحياة في الكواكب الاخرى . وعاش البشر سعداء ليحققوا الهدف الذي خلقوا من أجله و هو إعمار الأرض و عبادة الله سبحانه و تعالى
وإنتبهت من الحلم ، .. وعدت لأتابع أخبار "داعش" في الانترنت
ملاحظة: الحلم هو حلم يقظة لا منام!