تعد مدينة سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،حيث كانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي ولده حسن العسكري رحمهما الله بالاضافة الى المسجد الجامع ومسجد ابي دلف الاثرين حيث يقصدها الالاف من الزوار كل عام.

تقع سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم تشيدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسين في عام 221 ه / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية مبسوطة في كتب التاريخ.

وأقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل ،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم عاد للسكن بمدينة بغداد.

وكشفت التنقيبات الأثرية عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .

منظر عام لمدينة سامراء

يوجد في سامراء مسجدين اثرين وهما كما يلي:

جامع الخليفة المتوكل على الله (المسجد الجامع) في سامراء
234 237 ه / 849 852 م

يعتبر جامع الخليفة المتوكل على الله من أبرز معالم مدينة سامراء ،وما يزال يتبوأ مكان الصدارة من حيث السعة وإتقان البناء وجمال المظهر بين جوامع العالم الإسلامي الأثرية الشاخصة ، فقد قاوم عوامل التخريب البشرية والطبيعية على مر القرون.

وسامراء أو سر من رأى هي المدينة التي تتجلى فيها مظاهر الطراز الحضاري العباسي . شيدت المدينة شمال بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 221 ه / 836 م واتخذها عاصمة للخلافة ،وأصبحت عاصمة للدولة العباسية لأكثر من خمسين عامًا ، حكم خلالها سبعة خلفاء، حاولوا جعلها مدينة تضاهي بغداد من حيث مبانيها ومنشآتها، وأبرز ما تم بناؤه فيها هو مسجد سامراء الكبير، ومسجد أبي دلف المبني على بعد خمسة عشر كيلومترًا إلى الشمال من المدينة.

شيد الخليفة المتوكل على الله المسجد الجامع في سامراء بين عامي 234 237 ه / 849 852 م . و هو مستطيل الشكل 240 م x 158 م ليسع ثمانين ألفًا من المصلين . وتخطيط جامع المتوكل مثل تخطيط جامع البصرة ،والكوفة ،واسط يتألف من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل ،وكانت في الصحن نافورة ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت ، يقال إنها جلبت من مصر ثم نقلت الى المدرسة الشرابية فى بغداد.

ويتميز جامع المتوكل بمئذنته الملوية ،وهي أقدم مآذن العراق الأثرية . وهي فريدة بين مآذن العالم الإسلامى في طرازها ، وتبعد بحوالي 27 مترًا عن الجدار الشمالي للجامع ،وتقع على الخط المحوري لمحرابه . أما بدن المئذنة فهو حلزوني يقوم على قاعدة مربعة الشكل ذات طبقتين ، طول السفلى منهما 31،80 مترًا والعليا 30،50 مترًا ،وترتفع هذه القاعدة 4،20 مترًا عن مستوى سطح الأرض ،وتزينها حنايا ذات عقود مدبة ، عددها تسع فى كل ضلع ، عدا الوجه الجنوبى ف الذي تشغله سبع فقط ، إذ تغطيهما جزءًا منه نهاية السلم المنحدر الذى يؤدى إلى القاعدة . وأروع ما في القسم العلوية من هذه المئذنة هو صف من المشاكى المحرابية ،وعددها ثمانية ، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة آجرية شبه أسطوانية مندمجة . ويبلغ ارتفاع هذه المئذنة نحو خمسين مترًا عدا القاعدة ، جعلها فريدة في طرازها بين مآذن جوامع العالم الإسلامي القديمة والحديثة.



جامع أبي دلف في العراق

أراد الخليفة المتوكل على الله لجامع المتوكلية ( الجعفرية ) أن يكون مثل جامعه في سامراء من حيث الشكل والمئذنة ،وقد سمي بجامع أبي دلف نسبة إلى القائد العباسي الذي اشتهر في عهد الخليفة هارون الرشيد ( توفي في بغداد سنة 266 ه / 841م ).

ويقع الجامع في القسم الشمالي الشرقي من الجعفرية، وهو مستطيل الشكل، أصغر مساحة من جامع سامراء، وشيدت جدرانه الخارجية بلبن وطين، مثل معظم الأبنية المتوكلية. أما دعاماته وأقواسه ومئذنته فشيدت بالطابوق والجص . ثم تهدمت الجدران الخارجية وظلت أغلب الأجزاء المشيدة بالطابوق والجص في حالة جيدة.

وفي جامع أبي دلف من العناصر المعمارية الجديدة القوس المدب المنفوخ ،وقد جعل كذلك لمعالجة سعة الأساكيب والأروقة . وبرز محراب الجامع عن مستوى وجه جدار القبلة من الخارج ، وتعد هذه إضافة جديدة في العمارة الإسلامية.