بغداد/ المسلة : كشف احتفاء الاعلام السعودي لإرهابي هارب من سجن الموصل، ووصوله الى بلاده عن الرعاية الرسمية للإرهابيين والخارجين على الفانون من قبل المؤسسات السعودية المعنية، على رغم ادعائها محاربة الارهاب.
وكشفت تفاصيل عملية هروب السجين ووصوله الى السعودية والتي نشرها الإعلام السعودي المحلي، وكذلك صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن والتي يملكها امير سعودي، على التنسيق العالي المستوى بين التنظيمات الارهابية في الموصل والمخابرات السعودية والتركية والاردنية، على رغم ان السجين سعى الى تصوير عمليه فراره باعتبارها مجموعة من الصدف التي انتهت به سالما في بلده.
وكشف السجين السعودي الهارب من السجون العراقية أحمد البناقي في تصريحات نشرتها صحف سعودية عديدة في وقت واحد، عن خطة هربه من سجن الموصل وحتى وصوله إلى السعودية برفقة زوجته وأبنائه الأربعة.
وجددّت الحكومة العراقية، في حزيران/ يونيو 2014، اتهامها للمملكة العربية السعودية وحملتها مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية وجرائمها معتبرة أن موقفها من الإحداث الأخيرة "نوع من المهادنة للإرهاب". وقال مجلس الوزراء العراقي في بيان انه لاحظ "موقفا وحيدا مستغربا يصدر من مجلس الوزراء السعودي وأننا ندين بشدة هذا الموقف الذي نعتبره ليس فقط تدخلا في الشأن الداخلي وإنما يدل على نوع من المهادنة للإرهاب".
وقال البناقي فور وصوله إلى السعودية فجر السبت الماضي، في مطار المدينة المنورة "لا أكاد أصدق أنني في بلدي، بعد عامين في السجون العراقية، لقد نقلوني بين 15 سجناً عشت فيها أنواع العذاب، على رغم عدم وجود تهمة موجهة لي سوى أنني أحمل الجنسية السعودية".
وفي اعتراف واضح منه على دعمه للإرهابيين في الموصل قال السجين الفار "الثوار فتحوا لي باب العودة بعد أن اقتحموا سجن الموصل، تعمدت أن أكون في المناطق التي يسيطر عليها الثوار لكي لا أقع في قبضة الحكومة العراقية، قبل أن تتيسر أمور خروجي من العراق مروراً بسورية ثم الوصول إلى تركيا بحمد الله، وجهود سفارتي السعودية بالأردن وتركيا لا تثمّن بعد وقفتهم معي لأعود إلى وطني أنا وأسرتي"، ليكشف هذه التنسيق العالي المستوى بين هذه السفارات التعاون الاقليمي على دعم التنظيمات الارهابية في الموصل، وتهريب الارهابيين والخراجين على القانون من السجون العراقية.
ووفق القانون، لا يحق للسعودية استقبال سجين فار، لكونه متهما بالخروج على القانون في العراق، ووفق القوانين والاعراف التي تحكم العالقات بين الدول، فان على الرياض تسليمه الى العراق مجددا.
والغريب في قصة السجين الفار انه وصل على متن الخطوط التركية الى بلاده على رغم عدم امتلاكه الاوراق الرسمية، ما يفضح التعاون المخابراتي حول دعم الارهاب بين الرياض وانقرة.
وبدلا من ان تعتقله السلطات السعودية، استقبلته بكل حرارة ووفرت له السكن بفندق "خمس نجوم" مجاور للحرم النبوي بحسب الصحافة السعودية.
وكانت ورقة سرية وقعت من قبل وزير الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون في ديسمبر 2009، افادت بان المملكة العربية السعودية مرشحة لتكون أكبر ممول للجماعات الإسلامية الإرهابية المتشددة مثل تنظيم القاعدة، وحركة طالبان الأفغانية، وجماعة عسكر طيبة في جنوب آسيا، والجهات المانحة في المملكة العربية السعودية تشكل أهم مصدر للتمويل لجماعات سنية إرهابية في جميع أنحاء العالم".
وقال السجين القار، واصفا استقباله في السعودية "الخدمات التي وفرتها وزارة الداخلية ذللت الكثير من المصاعب"، مضيفاً "الشكر موصول إلى سفارتي السعودية في الأردن وتركيا وكذلك لجنة المعتقلين السعوديين بالرياض".
وعلى رغم ان العائد السعودي من العراق، قال انه اعتقل لدواع "طائفية بحتة"، لكونه سني وسعودي، الا ان السلطات العراقية تؤكد ان كل المعتقلين السعوديين في العراقيين شاركوا في اعمال ارهابية او سعوا الى الدخول الى العراق بطريقة غير شرعية.
رد مع اقتباس
