الفتوى العظمى أنقذت العراق
الفتوى العظمى أنقذت العراق 22 يونيو، 2014 1:06
صباح الرسام
ان فتوى السيد السيستاني لاقت تفاعل شعبي كبير لم نرى له مثيلا قط لسبب ان هذا التفاعل لاينحصر على طائفة او شريحة معينة بل انه تفاعل وطني شمل جميع الاطياف والمذاهب والقوميات والشرائح ، لان الفتوى تضرب الخطر الذي يهدد العراقيين جميعا لانهم هدف واحد للارهاب الاعمى داعش الذي يحمل فكرا تكفيريا يجعله يبطش بارواح الناس جميعا .
بعد الانكسار او الخيانة التي سقطت بسببها الموصل ثاني اكبر مدينة في العراق اهتزت معنويات قواتنا الأمنية البطلة وفقد العراقيون ثقتهم بها ، مما اعطى دافعا معنويا لقوى الشر داعش جعلها تتقدم وبسرعة في مناطق اخرى والتي سبقتها شائعات ، فأصبح العراق يعيش إرباكا امنيا وسياسيا ألقى بضلاله على حياة العراقيين وهم يتابعون الاحداث بقلق ، مما جعل المرجعية العليا التي يشهد لها الجميع بمواقفها الوطنية الحكيمة التي لا يمكن نكرانها ، بان تضيف موقفا بطوليا جديدا فهي اليوم قالت كلمتها الفصل لتنقذ العراقيين من خطر الإرهاب داعش باعلانها الجهاد المقدس لطرد الإرهاب من العراق ، بلد الأنبياء والأوصياء بلد المقدسات بلد الحضارات .
كما ان هذه الفتوى لها ابعاد اخرى فهي رفضا للتدخل الخارجي فقد كانت هناك اراء بعودة بعض القوات الامريكية للعراق بحجة عدم قدرة العراق ردع الارهاب ، وفتوى السيد السيستاني قطعت الطريق أمام عودة القوات الأمريكية ، والتفاعل الشعبي السريع مع الفتوى العظمى دليل واضح على أن الشعب العراقي قادر على ردع الإرهاب ومن يدعمه ، فلا حاجة للتدخل الخارجي مما يعني أن الشعب العراقي الملبي لنداء المرجعية أعاد للعراق هيبته ، كما ركزت الفتوى على الانخراط بصفوف القوات الأمنية ورفضت أي مظاهر مسلحة خارج اطار الدولة وهي نقطة مهمة تلجم الطائفيين والمتصيدين بالماء العكر ، ولتعطي السلطة الكاملة للقوات الامنية مسؤولية توفير الامن والامان لانها المؤسسة الشرعية التي يقع على عاتقها بسط الامن والامان ، ودعم المرجعية للقوات الامنية لبسط الامن ليس بجديد فهي دائما تطالب القوات الامنية ان تضرب بيد من حديد كل من يهدد امن وسلامة العراقيين وتطالب بحصر السلاح بيد الدولة وحال سماع فتوى الجهاد بدأت الانتصارات التي تسطرها قواتنا الامنية الباسلة على قوى الشر والظلام داعش التي تقهقرت بسرعة .
وتلبية لنداء المرجعية فقد شاهدنا كرنفالات الجموع الغفيرة وهي تحمل سلاح الايمان وحب الوطن وهي مستبشرة بالنصر انطلقت من كل حدب وصوب حال سماعها الفتوى الى مراكز التطوع ملبية نداء المرجعية ، وهذه التلبية لم تقتصر على طائفة او مذهب معين فهاهم أبناء تكريت والرمادي انتفضوا ملبين نداء المرجعية وكبدو داعش خسائر كبيرة وطهروا مناطقهم من رجسهم ، وجماعة علماء العراق أعلنوا وقفتهم مع المرجعية بالتصدي لداعش ناهيك عن ائمة المساجد في المناطق الساخنة الذين اعلنوا وقفتهم مع هذه الفتوى ، وحتى الاخوة المسيح والصابئة وغيرهم وقفوا ودعموا هذه الفتوى وهبوا الى مراكز التطوع ، كما أن كثير من الشرائح الغير متدينة لكنها تملك في قلبها حب الوطن هبت الى مراكز التطوع تلبية لنداء المرجعية لثقتها الكبيرة بالمرجعية العليا التي قالت ان القتال واجب شرعي ووطني وهذا يبرهن ان الفتوى وحدت العراقيين وزادت تلاحمهم .
حال المؤمنين الصابرين في كافة انحاء العراق المعروفين بسلميتهم وطاعتهم للمرجعية ، لا يمكن ان يوصف فهم انتفضوا انتفاضة رجل واحد تلبية لهذا النداء فقد شاهدنا الأب رغم كبر سنه مع أولاده يمنون النفس بالوصول إلى جبهات القتال ، ورأيت منهم من يقوده ابنه وهو مصمم على القتال حتى الشهادة رغم ضعف بصره وهنيئا له فانه يمتلك البصيرة .
وحتى النساء هبت ملبية لفتوى السيد السيستاني وبعض النساء حملن السلاح رغم ان احداهن لديها خمسة أبناء يقاتلون في جبهات القتال وهي تحمل السلاح وتريد ان تقاتل الارهاب الذي وصفته بالجبان ونساء العراق يمتلكن الشجاعة في دحره ، وقد عادت النساء بحزن كبير لعدم شمولهن في هذه الفتوى التي لا تسمح لهن بالمشاركة سوى الدعاء للعراق بالنصر على الارهاب .
هذا هو الشعب العراقي الطيب الصابر الشجاع عندما يكون على المحك فيبرز معدنه الأصيل ويسطر اروع الملاحم البطولية وها هو الشعب العراقي الاصيل يسجل الانتصارات تلو الانتصارات على داعش ويفشل المخططات التي ارادت دمار العراق وقتل شعبه الأبي .
ولا ننسى تفاعل القيادات الوطنية والمثقفين والعشائر الغيورة والرياضيين والفنانين ومؤسسات المجتمع المدني وبعض الوسائل الاعلامية الوطنية مع الفتوى مما يعطي الدليل على ان النصر قريب باذن الله ، فتحية والف تحية للمجاهدين في جبهات القتال وهم يسطرون الملاحم التي سيكتب عنها التاريخ باحرف من ذهب ، والرحمة لشهداء العراق والشفاء العاجل للجرحى والصبر والسلوان لعوائلهم الكريمة .