اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم وأرحمنا بهم يآكريم..
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته..
1/ صلة الأرحام في الأحاديث الشريفة
لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام إلى صلة
الأرحام في جميع الأحوال ، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على الأواصر والعلاقات،
وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل
بالمكافىء ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها ».
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ».
فضل صلة الأرحام :
أنها خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثواباً ، وأنها أحبّ الخطى
التي تقرب العبد إلى الله زلفى ، وتزيد في ايمانه.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟
من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه ».
ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ،
فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في
القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ،
ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول ».
ولقد دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ،
فقال : « ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه ،
ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض
منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة ».
وأدنى الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« صلوا أرحامكم ولو بالسلام ».
وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
«صل رحمك ولو بشربة ماء ... ».
ومن مصاديق صلة الأرحام
كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ،
وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم ».
2/ قطيعة الأرحام في الأحاديث الشريف
الإسلام دين التآزر والتعاون والوئام ، لذا حرّم جميع الممارسات التي تؤدي إلى التقاطع والتدابر
لأنها تؤدي إلى تفكيك أواصر المجتمع ، وخلخلة صفوفه ، فحرّم قطيعة الرحم ، وجعلها موجبة لدخول
النار والحرمان من الجنّة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ثلاثة لايدخلون الجنة : مدمن خمر ، ومدمن سحر ، وقاطع رحم » .
وقطيعة الرحم موجبة للحرمان من البركات الالهية ، كنزول الملائكة وقبول الأعمال.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ أعمال بني آدم تعرض كلّ عشية خميس ليلة الجمعة ،
فلا يقبل عمل قاطع رحم » .
وقطيعة الرحم من الذنوب التي تعجّل الفناء ،
قال الإمام الصادق عليه السلام : « الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم » .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخوف على المسلمين من قطيعتهم لأرحامهم ،
وكان يقول : « إنّي أخاف عليكم استخفافاً بالدين ، ومنع الحكم ، وقطيعة الرحم ، وأن تتّخذوا القرآن
مزامير ، تقدّمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين » .
ومقابلة القطيعة بالقطيعة ظاهرة سلبية في العلاقات ، وهي موجبة لعدم رضا الله تعالى عن الجميع ،
ففي رواية أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (يا رسول الله ، أهل بيتي أبوا
إلاّ توثّباً عليَّ وقطيعة لي وشتيمة ، فأرفضهم ؟) قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إذن يرفضكم الله
جميعاً » قال : كيف أصنع ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ،
وتعفو عمَّن ظلمك ، فانك إذا فعلت ذلك ، كان لك من الله عليهم ظهير » .
مكتبة أهل البيت للأخلآق الإسلآميه..