بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


(متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنا الجنتين دان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان* فبأي آلاء ربكما تكذبان) (سورة الرحمن، الآيات: 54 ـ 57).


إذاً أعد الباري تعالى لعباده الخائفين مقامه (تعالى) جنتين فيهما من ألوان النعيم التي أشار القرآن إلى شيء منها، ومن جملة النعم الفُرش الرائعة ذوات البطائن الحريرية، فكيف بالفراش نفسه؟ مع العلم ن بطائن الفرش من افضل والطف وأنعم وأنور وأزهى الأقمشة حيث عبر عنها القرآن بأن مادتها الاستبرق. يقول الإمام علي (ع) (ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها) مع ان المرء كم تأخذ السعادة منه مأخذاً ويحلّق به السرور أوجاً لو حصل في هذه الدنيا على بستان أو روضة؟ بل وكم ينفق من جهده وعرقه وسعيه حتى يحقق ما صبت نفسه إليه في دنياه باقتناء بستان مثلاً؟ وهو يعلم تماماً أنه سينتفع منه لأجل محدود ثم يغادره إلى حيث لا رجعة إليه، بينما الجنة أولى بالشوق إليها والسعي نحوها وبذل العرق وتحمل الصعاب وتجشم العناء طلباً لها لأنها الباقية، ولأنها المُلك المقيم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) (سورة المطففين، الآية: 26).