الكاشف
كشف جندي عراقي وقع بقبضة داعش واعلن عما يسمونه بـ"التوبة" كي ينجو من القتل، عن أن هذا التنظيم لا يثق كثيرا بالعناصر الأمنية والعسكرية "التائبة"، وأن طيران الجيش يمثل رعبا حقيقيا له.
ويشترط تنظيم داعش على الجندي او الشرطي أن يترك وحدته العسكرية، ويجلب معه بندقيته وعتاده، ويتبرع بمبلغ من المال لصالح ما يسمى بيت المال التابع للتنظيم، ثم يعلن توبته امام ما يسمى هيئة شرعية في التنظيم الارهابين مقابل عدم "القصاص" منه.وقال الجندي وهو من بلدة الشرقاط (105 كلم جنوب الموصل) عبر الهاتف ان "تنظيم داعش أصبح يستعجل اعلان توبة عناصر القوات الامنية من الجيش والشرطة، ولم يعد يبالي بها كثيرا كما كان يفعل في الايام الاولى من سيطرته على مناطقنا".واضاف "سابقا كانوا يأخذون من كل عنصر يعلن توبته نسخة من هوية الاحوال المدنية، والان لا يطلبونها ويقولون أعلن توبتك وامضي الى بيتك، بل انهم يختصرون الوقت بإعلان التوبة لمجاميع كاملة ويرددوا التوبة بصوت واحد لهم جميعا". وبحسب المصدر فان "عناصر داعش لا يثقون بالعناصر الامنية التي تعلن توبتها، بدليل ان البعض من التائبين طلبوا تسليمهم اسلحة للمشاركة في القتال، فرفض عناصر داعش ذلك بشدة، وقالوا ان الوقت ما زال مبكرا لذلك".
وتابع "عناصر داعش يبدو عليهم الارتباك والترقب، ودائما يقولون للمدنيين ابتعدوا ولا تتجمعوا كي لا تلفتوا نظر الطائرات". ولفت الى ان "عناصر داعش مصابون برعب حقيقي من الطائرات التي تقصفهم من حيث لا يدرون، حيث تسقط الصواريخ على تجمعاتهم ومقراتهم بدون سماع صوت الطائرة اصلا، وهذا ما يصيبهم بالجنون ويحبط معنوياتهم". ونوه الى ان "عيون عناصر داعش دائما معلقة في السماء بحثا عن طائرات قد تقصفهم، والحديث عن قصف مناطق قريبة او بعيدة بالطائرات يغلب على حديثهم في معظم الاوقات". وكان مسلحون ينتمون لتنظيم داعش ومجاميع اخرى قد بسطت سيطرتها على مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد) في التاسع من حزيران الماضي، قبل ان تتقدم وتسيطر على مناطق اخرى من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى. واحتشدت القوات العراقية إلى الشمال من بغداد اليوم السبت، استعدادا لمهاجمة "داعش" في وقت اتاحت مشاركة عشرات الآلاف من المتطوعين للجيش العراقي فرصة لهزيمة المسلحين.