وَ حيثمآ جرّت العبادةْ تكسّرهُا في الأنا
وَ عصفَت بأوصالهِا قروحَ الأنبياءْ ..
يبقىْ لـ شعاعِ الثورةِ ممرٌ طويلٌ وَ شاقْ
ليسَ فيهِ سوىْ لذةِ انعتاقْ
ذلكَ الانعتاقْ من الاستبدادِ وَ الظنونْ ..
.
وَ أما خناجرُ المتضلعينِ بثالوثهمْ
تلاحقُ ثورةَ الغضبِ أينما تكونْ
لتغرسَ نفسهآ في مصابِ الوطنْ
وَ ينشقُ القمرُ بالنذورْ في رحمِ الغيبْ
وَ تستوطنُ كؤوسُ الدّمِ مائدةَ السّماءْ
.
كآنَ ذنبُ الآلهةِ .. لمْ يكنْ ذنبُ العبيدْ
وَ مآ للعبدِ إلآ أن يعبدَ الحجارةْ
التي صنعهآ في داخلِ جمجمتهِ
حتى تسحقهآ يمينُ السيكوباتيْ
وَ السّاديْ وَ المبجّلْ ..
.
وَ حتى يحينَ الأجلُ المحتّمْ
كآنَ لآ بدّ للوطنِ أن يكونَ وطناً
وَ للأرضِ أن تكونَ ورق بردىْ في دجى الليلْ
لكنّ الحبرَ كآنَ من الدمْ
وَ الذاكرةٌ مثخنةُ بالجراحْ ..
.
لم يكنْ بـ وسعِ العبدِ إلآ أن يعبدَ الوهمْ
وَ يرجمَ نفسهُ في مرآةِ السُّحبِ اليانعةْ
وَ كآنْ لآ بدّ أن يرضعَ الرضيعُ من دمهِ
حتى تعلو قهقهاتُ الإلهِ القديمْ ..!
ــ آنكسار هيبآتيا
ذآتْ #حزيرانْ