بقلم: محمد عبد الجبار الشبوط
حين أصدرت المرجعية الدينية حكمها بالدفاع الكفائي عن الوطن والشعب والعرض والمال والنفس ضد عدوان "داعش" التكفيري الطائفي كنا نعلم ان الدفاع او الجهاد يمكن ان يتم بالنفس والمال. فمن يستطيع حمل السلاح والقتال يتوجه الى خطوط القتال ضمن تشكيلات القوات العراقية المتعددة الصنوف ليصد العدوان بالقتال مع الإيمان بحتمية تحقيق إحدى الحسنيين النصر او الشهادة.
اغلب هؤلاء المتطوعين للدفاع بالقتال من الشباب تركوا أعمالهم وأشغالهم ومصادر رزقهم وعيشهم. وهم بالتالي بحاجة الى تمويل مالي. الدولة ستدفع لهم راتبا شهريا معقولا ومخصصات طعام مناسبة. لكن هذا قد لا يسد الحاجة الى هذا البحر المتلاطم من الشباب الذين اندفعوا الى مراكز التطوع امتثالا لأمر المرجعية الدينية وحبا لوطنهم. وهنا يأتي الشق الثاني من الدفاع وهو الجهاد بالمال. فمن آتاه الله سعة من الرزق والمال ولا يقوى على حمل السلاح يستطيع ان يقاتل بالمال عبر التبرع بما تجود به يده من مال او عين ويقدمه للمجاهدين المتطوعين دعما لهم وإعانة للدولة التي تتحمل القسط الأوفر من نفقات الجهاد. لقد عودنا اغنياؤنا على السخاء في الإنفاق حين يتعلق الامر بواجب او التزام ديني. وآية ذلك الإنفاق السخي الذي لا يوجد له نظير أثناء موسم زيارة الأربعين. ونحن نتوقع الامر نفسه وقد أعلنت المرجعية الدينية الدفاع الكفائي. نتوقع ان يتبرع العراقيون المؤمنون بوطنهم بالمال والطعام وغير ذلك من مستلزمات لصالح أولئك العراقيين الذين تطوعوا للقتال. وذلك تجسيدا لقوله تعالى:
"الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ".
تطوع او تبرع ولا تجعل حياتك تخلو من احد الأمرين!