زمن العداله ام النذاله ؟
تخاصم رجلان عند احد القضاة كل منهما يشكو ظلم الاخر له فجمعهما القاضي معا ليستمع الى شكواهم
فسأل الاول: ما هي مشكلتك؟
فأجاب: لقد تعرضت للنصب من قبل هذا النصاب
فقال القاضي: وكيف ذلك؟
فاجاب: لقد بعته بضاعة ولم يدفع لي ثمنها فاستشاط ( حلوة هاي بسياق الحديث ) القاضي غيظا وتوجه بالسؤال للثاني: لماذا لم تدفع ما عليك؟ الم تأخذ بضاعتك؟ ادفع للرجل ماله
فقال الرجل: سيدي القاضي هل تعلم ما هي البضاعة التي باعني اياها؟
قال القاضي: لا، لا اعلم، ما هي؟
فقال الرجل: لقد استغل طيبتي وباعني كيسا فارغا مليئا بالهواء بعد ان اقنعني ان ما بداخله ثمين فتوجة القاضي للرجل الاول وسأله: هل هذا صحيح؟ فقال الرجل: نعم يا سيدي ولكنني لم اجبره على شرائه، لقد ابرمت صفقة معه وهو قبل بها..
هنا ادرك القاضي ان ثمة مكيدة وعليه ان يتصرف بحكمة، فقال للرجل تقدم نحوي، سأدفع انا لك ثمن بضاعتك، ثم امر بطشت من النحاس فأحضروه له فسأل الرجل: كم حسابك؟ فقال: خمسة دنانير ،فأخرج القاضي خمس دنانير من جيبة ورماها في الطشت فأصدرت صوت رنين قوي، فقال القاضي للرجل الاول: خذ الصوت يا هذا فهو ثمن بضاعتك، فقال الرجل: وكيف آخذ الصوت؟ فقال القاضي ان من يريد ان يبيع الهواء يقبض ثمنه صوت الدراهم .
هذا واقع حالنا مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فإن محكمة كهذة تعتمد على شهادة المنافق زهير الصديق، وشهادة الشاهد عودة، او تحضر رجل اطفاء لتسأله كيف قمت بإطفاء الحريق، او تجلب اخ شهيد ليستعطفوا قلوب الناس.
محكمة كهذه لا تعتمد في ادلتها الا على داتا اتصالات اتلف الجزء المهم منها بالماء حسب ادعائهم، وتتجاهل دور وسام الحسن الذي افتضح كذبه في التحقيق، او على شهود مجهولين لا يحق للراي العام التعرف عليهم ،
محكمة كهذة تستبعد فرضيه ان العدو الاسرائيلي هو من استهدف رفيق الحريري، محكمة الرشاوي والنساء والسهر على اليخوت في عرض البحر،
ان محكمة كهذه اقل ما يمكن ان ينتج عنها هو شعار: زمن العداله ليس الا وسيبقى الشعار لا يساوي الحبر الذي كتب به.
بقلم طوني حداد