{داعش} يدمر تراث الموصل ويفتتح محاكمها في المدينة
21/06/2014 06:19
يوما بعد يوم يظهر الوجه المسخ لعصابات داعش التكفيرية في التخريب ومحاولات بسط النفوذ تحت التهديد، كان اخرها قيام مسلحي هذه العصابات بازالة عدد من معالم تراث مدينة الموصل وافتتاح محاكم “شرعية” لها على الساحلين الايمن والايسر للمدينة.

في المقابل، تعمل الجهات الحكومية الانسانية على اتخاذ اجراءاتها في سبيل تخفيف الحمل الذي يخلفه هؤلاء الشرذمة من على كاهل المتضررين، فقد شكلت وزارة الهجرة المهجرين، غرفة عمليات ميدانية مع منظمات دولية واقليم كردستان لتقديم المساعدات لنازحي الموصل, فيما اكملت وزارة حقوق الانسان تقريرها حول انتهاكات داعش لعرضه في اجتماع مجلس حقوق الانسان.

شهود عيان من داخل مدينة الموصل, اكدوا ان عصابات داعش قامت بازالة (قبر البنت) في منطقة باب سنجار غربي المدينة وتمثال الشاعر (ابي تمام الطائي) في منطقة باب الطوب وسط المدينة، اضافة الى تمثال (ملا عثمان الموصلي) في دورة المحطة جنوبي الموصل.

وأظهرت صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي, قيام عصابات داعش في الموصل بتهديم عدد من الاثار بحجة “انها محرمة ومخالفة للشريعة».

فيما اشارت انباء من الموصل قيام الارهابيين باقتحام مرقدي النبيين يونس وشيت “عليهما السلام” وسلب وسرقة عدد من المقتنيات والنفائس.

من جانبها, حذرت منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة من تعرض الاثار العراقية في محافظة نينوى الى عمليات تخريب وتدمير جراء سيطرة ارهابيي داعش على المدينة.

وفي السياق ذاته, اعلن مركز الاعلام الوطني، فتح تنظيم داعش الارهابي ثماني محاكم شرعية موزعة بين المدارس والجوامع في الساحلين الايمن والايسر من مدينة الموصل.

وقال المركز في بيان تلقته “الصباح”: ان المعلومات الاستخبارية تؤكد، أن هذه المحاكم ستبدأ بمحاسبة موظفي الدولة والسياسيين وانزال القصاص بالمئات منهم.وفي هذا الاطار, استنكر القيادي في قائمة الرافدين والنائب عماد يوحنا، الاعمال الارهابية التي يقوم بها تنظيم “داعش” الارهابي لاسيما حرق الكنائس، داعيا القوات الامنية الى اتخاذ اجراءات سريعة لتخليص المواطنين من “داعش».

وقال يوحنا في بيان تلقت، “الصباح” نسخة منه: إن “الاعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش في نينوى من تهديد الكنائس وحرقها والاعتداء على العوائل والاستيلاء على منازل المسيحيين المهجرين واستخدامها كمقار لهم لا يمكن السكوت عنها».

ودعا يوحنا “القوات الأمنية أن تتوخى الحذر عند توجيه ضربات جوية لأوكار الارهابيين الذين يتخذون منازل المسيحيين في نينوى مقارا لهم حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم”، مبينا ان “المسيحيين هم جزء أصيل ومهم من المجتمع العراقي ويجب ان يكون لهم دور في هذه المرحلة الحساسة وغير ذلك سوف نكون ضحية لصراعات الكبار واتفاقات من خارج الحدود التي نرفضها كما ونرفض أي نوع من الوصايا ومن اي طرف كان».

وطالب يوحنا “الاحزاب والمؤسسات الدينية المسيحية في داخل العراق وخارجه بموقف موحد وتحرك لتقديم الدعم للنازحين وايجاد حلول سريعة وعاجلة لمناطق سهل نينوى وعدم زجها في الصراعات والاجندات وسيناريوهات التقسيم التي نرفضها».

من جهتها، اكملت وزارة حقوق الإنسان تقريرها حول انتهاكات عصابات “داعش” الإرهابية، في جميع مناطق العراق، لفضح هذه العصابات، لعرضه على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة كامل أمين، لـ “المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”: إن “العراق سيقدم مداخلة على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان، وسيبين مشاكل النازحين، الذين هجروا بسبب إرهاب عصابات “داعش”، أمام الدول الإقليمية، التي لم تستوعب بعد خطر الهجمة الإرهابية، في العراق لا سيما الموصل، بينما ما زالت الهجرة مستمرة من الموصل، بسبب سوء المعاملة الذي يتعرض لها المواطنون هناك».

وزاد أمين، “سنظهر حقيقة بعض الأبواق التي تشير إلى أن هذه العصابات هم ثوار ومنتفضون، لا سيما أن وثيقة المدينة خير دليل على حجم الانتهاكات، التي ترتكبها هذه العصابات» .

وتابع أن” التقارير التي تصلنا من وزارة الهجرة والمهجرين، تشير إلى توجه اعداد هائلة من النازحين الموصليين إلى إقليم كردستان وسهل نينوى وسنجار؛ بسبب انتهاكات تلك العصابات».

وأعلنت الأمم المتحدة عن قلقها ازاء ما ترتكبه عصابات داعش الإرهابية في الموصل، بعد الاستيلاء عليها، لا سيما اقدام عدد من النساء على الانتحار، للتخلص من العنف الجنسي، الذي يتعرضن له من تلك العصابات، داعية دول العالم إلى الوقوف مع العراق، للتخلص من العصابات المسلحة وحماية النساء، وجميع العراقيين من جميع انواع العنف والقتل.

بدورها, شكلت وزارة الهجرة المهجرين، غرفة عمليات ميدانية مع منظمات دولية واقليم كردستان لتقديم المساعدات لنازحي الموصل.

وقال وكيل الوزارة أصغر الموسوي لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”: إن “الوزارة فتحت ستة مكاتب توزعت بين اربيل ودهوك وتلعفر وسنجار، من أجل تقديم جميع المساعدات للنازحين».

وأضاف أن”اعداد النازحين في تزايد مستمر، لذلك نحن نبذل قصارى جهدنا، من أجل تأمين متطلباتهم الحياتية».

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين في وقت سابق، نزوح أكثر من 10 الاف، عائلة موصلية بسبب الاعمال البربرية التي تقوم بها عصابات داعش الارهابية.