Fri,Oct 28, 2011
المساجد مقرات وأمين عام جديد ودعوة صلاح الدين لوحدة العراق
الصدر يعيد تنظيم تيارة لمواكبة مرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي


السيد مقتدى الصدر

ضمن إستعدادات الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي بنهاية العام الحالي فقد أعلن عن قرارات جديدة لإعادة تنظيم تياره وكتلته البرلمانية (40 نائباً) وانتخاب أمين عام جديد للتيار وجعل المساجد مقرات له لا تمارس فيها السياسية والعسكرة والتجارة وإنما التوعية بهدف زج عناصره بين فئات الشعب... فيما وجه دعوة الى مواطني محافظة صلاح الدين السنية ناشدهم فيها الحفاظ على وحدة العراق وهيبته واستقلاله على خلفية قرار مجلسها باعلانها اقليماً مستقلاً إدارياً وإقتصادياً.

أبلغ مصدر في التيار الصدري "إيلاف" اليوم الجمعة أن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يتزعم تيارا سياسيا له وزنه يضم 40 نائبا وخمسة وزراء قد وضع آلية جديدة تنظم عمل مكاتب تياره تقضي بتقليص ملاكات مكاتبه في جميع محافظات البلاد الثمانية عشر وتقليل المشرفين الرسميين عليها بحيث تضم فقط مدير المكتب ومعاونين أول وثاني ويكون عملهم تطوعيا لوحدهم. كما قرر ان تكون المساجد مقرات لهم حصرا وعدم اتخاذ اي مقرات اخرى لهم وتبقى مرتبات ملاكات المكاتب من غير المسؤولين الثلاثة " سارية إلى إشعار آخر".وأمر الصدر بأن يكون عمل المكاتب في المسجد للاستفتاءات الشرعية وقضاء احتياجات المواطنين الخالية من التدخل في الامور السياسة والعسكرة والتجارة. كما منح المسؤولين الثلاثة لكل مكتب كامل الصلاحيات كلً في محافظته بعد كتابة تعهد خطي شرعي منهم بعدم مخالفة القواعد والأسس والثوابت التي سار عليها المراجع الصدريين. واضافة الى ذلك فقد شكل الصدر لجنة إشراف وادارة عشارية... واستثنى من هذه التعليمات المكتب الرئيسي للصدر في مدينة النجف. ووجه رالة الى انصاره قال فيها "نسأل الله أن يهدينا ويهديكم ويجنبكم كيد الكائدين وفساد الفاسدين ويكحل أعيننا بإيمان المؤمنين وإخلاص المخلصين".
وبالترافق مع ذلك فقد أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدر عن إجراء انتخابات لاختيار أمين عام لكتلة الأحرار (الممثلة للتيار الصدري في مجلس النواب) غدا السبت الساعة العاشرة صباحاً على قاعة "مركز الشهيدين الصدرين" في منطقة البلديات بضواحي بغداد الشمالية الشرقية.
وتأتي هذه الإجراءات بعد عامين من إعلان الصدر "مشروع الممهدون الثقافي" الذي شكله اثر تجميد جيش المهدي التابع له ويقضي بتفرغ القسم الاكبر من عناصر الجيش للتثقيف الفكري والعقائدي من خلال 124 مؤسسة ثقافية في انحاء العراق فيما ستتفرغ قلة منهم للعمليات المسلحة التي وصفها آنذاك بالخلايا الجهادية لمقاومة الاحتلال.

الصدر يدعو مواطني صلاح الدين للحفاظ على وحدة العراق

ودعا الصدر مواطني محافظة صلاح الدين السنية الغربية الذين اعلن مجلس محافظتهم المحافظة اقليما مستقلا اداريا واقتصاديا الى الحفاظ على وحدة العراق وعدم تشميت العدو بالعراقيين في اشارة الى الاميركيين.
وقال الصدر في رسالة وجهها الى مواطني محافظة صلاح الدين: "أحبتي وأخوتي في محافظة صلاح الدين... ليس من حقي أن أقرر مصيركم لكن من حقي وحقكم وحق العراق الحبيب أن تحافظوا على وحدة عراقنا المقدس... ومن واجبنا أزاء وطننا الحبيب أن نحفظ وحدته وأن نحفظ هيبته أمام الجميع ولاسيما الاحتلال. فأهيب بكم ألا تشمتوا العدو بنا... ولنكن صفا واحدا من أجل نصرة العراق وتحريره وأستقلاله لتكتب لكم صفة عز وثبات أمام العدو". حسبما جاء في رسالته.
وفي الاطار نفسه حمل نائب رئيس الوزراء القيادي في الكتلة العراقية صالح المطلك القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مسؤولية دفع بعض المحافظات العراقية الى التفكير بإقامة أقاليم وتفتيت البلاد وتحويلها الى دويلات واهنة داعيا الكتل السياسية الى تحمل مسؤوليتها في المرحلة الراهنة التي قد تقود العراق الى حالة من الفوضى.
وقال المطلك في تصريح صحافي وزعه مكتبه اليوم إن القائد العام للقوات المسلحة يتحمل مسؤولية دفع بعض المحافظات العراقية الى التفكير بإقامة أقاليم وتفتيت البلاد وتحويلها الى دويلات واهنة مما يزيد من معاناة الشعب العراقي. وأضاف أنه "في الوقت الذي نحاول فيه لملمة البيت العراقي وتجاوز الأزمات وجمع الشمل نجد أبناء المحافظات يعانون من مشاكل خدمية واقتصادية لحقها في الآونة الأخيرة ترويع وعسكرة وحملات اعتقالات عشوائية مما دفعهم الى التفكير بجدية الى إعلان أقاليم وفيدراليات للتخلص من التهميش وسياسة الحيف الواقعة عليهم".وأكد المطلك رفضه لحملة الاعتقالات التي تشهدها المحافظات العراقية مطالبا بالحرص على وحدة البلاد وصيانة حقوق أبناء المحافظات العراقية كافة. وحذر من الاستمرار في انتهاج سياسات لامسؤولة تجاه المواطنين ستؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباها على مستقبل العراق ووحدة أراضيه وسلامة شعبه.وكان مجلس محافظة صلاح الدين العراقية اعلن امس المحافظة اقليما "ضمن العراق الموحد" واتخاذ الاجراءات الرسمية لاستكمال تنفيذ هذا القرار الذي يعد سابقة ينتظر ان تشجع محافظات اخرى على أتخاذ اجراء مماثل.
ففي جلسة طارئة لمجلس محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت (175 كم شمال غرب بغداد) تمت مناقشة الاوضاع العامة في المحافظة من جميع النواحي السياسية والادارية وما "تتعرض له من تهميش واهمال من الحكومة المركزية عانت منه خلال السنوات الثمان الاخيرة والحملة التي استهدفت استاتذة جامعاتها بالاجتثاث والاعتقالات الواسعة التي تشهدها المحافظة منذ ايام" بحسب ما ابلغ مصدر في المجلس "إيلاف" في اتصال هاتفي. واشار الى ان اعضاء مجلس المحافظة العشرين وبعد بحث جميع الاجراءات والتبعات التي يمكن ان تفرزها عملية تشكيل اقليم صلاح الدين فقد صوتوا بالاغلبية على اتخاذ قرار بهذا الاتجاه موضحا ان اعضاء المجلس المنتمين لائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لم يحضروا الاجتماع.
واوضح المصدر ان اعلان المحافظة اقليما سيجنبها اتخاذ اجراءات ضد ابنائها من قبل الحكومة المركزية ويدفع باتجاه ان تكون مثل هذه القضايا من اختصاص حكومة الاقليم التي قال انها الادرى بأوضاع سكانها. واشار الى انه اضافة الى قرارات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاخيرة بأجتثاث 140 أستاذاً أو موظفاً من جامعة تكريت وفصلهم عن العمل مؤخرا فان المحافظة تتعرض منذ مطلع الاسبوع الحالي الى حملة اعتقالات واسعة. واشار الى المحافظة شهدت لحد الان اعتقال 49 من قادة الجيش السابق وأعضاء كبار في حزب البعث المحظور في مناطق متفرقة من المحافظة ثم تم نقلهم إلى بغداد بأمر من الحكومة المركزية.وتبلغ مساحة محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) وعاصمتها تكريت حوالي 39680 كيلومترا مربعا من مساحة العراق البالغة 434128 كيلومترا مربعا وعدد مليون وربع المليون نسمة من مجموع سكان البلاد البلغ 31 مليونا. وتعتبر تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين من مدن المحافظة الرئيسية اضافة الى سامراء التي تضم مرقد الامامين العسكريين للمسلمين الشيعة والمئذنة الملوية الشهيرة اضافة الى بلدات الدور
والضلوعية والاسحاقي ويثرب وبلد وطوز والشرقاط والمشاهدة وبيجي والمعتصم والصينية.
وتعتبر صلاح الدين من المحافظات العريقة ابتداء من بدء الحضارة قبل ثمانية الاف عام تقريباً وعاشت جميع العصور التاريخية التي عرفها العراق القديم وحتى عصر ما قبل الإسلام. وتضم محافظة صلاح الدين اماكن تاريخية مشهورة منها اضافة الى ملويتها الشهيرة كل من قصر العاشق وقصر الخلاقة العباسية وجامع بو دلف ومدينة اشور التاريخية وسور تكريت ودير الراهبات والقبة الصليبية.ويعتبر انشاء الاقاليم في العراق اجراءا دستوريا نصت عليه مواد عدة في الفصل الاول من الدستور تحت عنوان "الاقاليم". فقد جاء في المادة 116 من الدستور "يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة واقاليم ومحافظاتٍ لا مركزيةٍ واداراتٍ محلية". فيما نصت المادة 117 على:
اولاً: يقر هذا الدستور، عند نفاذه، اقليم كردستان وسلطاته القائمة، اقليماً اتحادياً.
ثانياً: يقر هذا الدستور، الاقاليم الجديدة التي تؤسس وفقاً لاحكامه.

أما المادة 118 فقد جاء فيها "يسن مجلس النواب في مدةٍ لا تتجاوز ستة اشهر من تاريخ اول جلسةٍ له، قانوناً يحدد الاجراءات التنفيذية الخاصة بتكوين الاقاليم، بالاغلبية البسيطة للاعضاء الحاضرين". بينما قالت المادة 119 "يحق لكل محافظةٍ او اكثر، تكوين اقليمٍ بناءاً على طلبٍ بالاستفتاء عليه، يقدم بأحدى طريقتي: أولا طلبٍ من ثلث الاعضاء في كل مجلسٍ من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم. وثانياً طلب من عُشر الناخبين في كل محافظةٍ من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.كما جاء في المادة 120 " يقوم الاقليم بوضع دستورٍ له، يحدد هيكل سلطات الاقليم، وصلاحياته، وآليات ممارسة تلك الصلاحيات، على ان لا يتعارض مع هذا الدستور"... وفي
المادة 121:
اولاً: لسلطات الاقاليم، الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفقاً لاحكام هذا الدستور، باستثناء ما ورد فيه من اختصاصاتٍ حصرية للسلطات الاتحادية.
ثانياً: يحق لسلطة الاقليم، تعديل تطبيق القانون الاتحادي في الاقليم، في حالة وجود تناقض او تعارض بين القانون الاتحادي وقانون الاقليم، بخصوص مسألةٍ لا تدخل في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية.
ثالثاً: تخصص للاقاليم والمحافظات حصةٌ عادلة من الايرادات المحصلة اتحادياً، تكفي للقيام بأعبائها ومسؤولياتها، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها.
رابعاً: تؤسس مكاتبٌ للاقاليم والمحافظات في السفارات والبعثات الدبلوماسية، لمتابعة الشؤون الثقافية والاجتماعية والانمائية.
خامسا: تختص حكومة الاقليم بكل ما تتطلبه ادارة الاقليم، وبوجهٍ خاص انشاء وتنظيم قوى الامن الداخلي للاقليم، كالشرطة والامن وحرس الاقليم.

ايلاف