عازف العود العراقي نصير شمة لـ ''الخبر الجزائرية''
أبرز عازف العود العراقي نصير شمة، في حوار مع ''الخبر''، أن الإنشاد الديني يتجاوز منطق هز الرأس للقول بأن ما يؤدى غناء صوفيا، إلى الوصول لذروة العشق الإلهي، والسمو الروحي والثقافي. وأرجع سبب تأخر إنجاز مشروع تأسيس بيت العود العربي بالجزائر العاصمة إلى عدم وجود متابعة جادة من قبل وزارة الثقافة.
ذكر نصير أنه يستعد لإصدار مؤلف ''مواصفات العازف المنفرد''، الذي يضم جانبا علميا وآخر ثقافيا. وكشف عن نيته في العودة إلى وطنه الأم بعد إعلان الرئيس الأمريكي براك أوباما سحب قواته من العراق الشهر المقبل.
قلت سابقا إنك تحضر مفاجأة لجمهور تلمسان..؟
- هذا صحيح، وحفلي الذي وقعته في ختام المهرجان الدولي للإنشاد، حمل فقرات كلها جديدة، أقدّمها لأول مرة للجمهور، فمنذ خمس سنوات وأنا أشتغل على شعر أبي مدين شعيب، ولحنت لمجموعة من الأصوات الكبيرة، مثل فؤاد الزبادي وأسماء المنور من المغرب ومجد القاسمي من سوريا ومي فاروق من مصر، واخترت المتوكل طه من فلسطين وخاطر ضوّة من سوريا وفاتن هلال بك من المغرب، لمصاحبة فرقة عيون التي أسستها منذ 13 عاما بالبصرة، وهي الفرقة التي أدت سهرة العشق الإلهي أول أمس أمام الجمهور التلمساني.
وبالنسبة لي فالاستعداد الجيّد لمقابلة الجمهور هو الذي يشكل المفاجأة، فأنا أعتبر أن الجدية تكمن في احترام الناس، والاشتغال على كل عرض أقدمه وكأنه أول عرض في حياتي، وهنا أتوقف لأشير إلى أن ما أقدّمه ليس إنشادا دينيا بسيطا.
ماذا تقصد؟
- قصدي أنه لا يكفي أن تهزّ رأسك لتقول أنك تؤدي غناء صوفيا، بل هذا يحتاج إلى عشق إلهي وسمو روحي وثقافي، لفهم سر هذا الكون الجميل الذي أبدعه الخالق.
كيف وجدت فرقة شباب الكوثر أثناء التحضيرات لسهرة الاختتام؟
- بصراحة الشباب جيدون، ولمست لديهم رغبة في انجاز عمل متميّز، وهو ما دفعني لأجعلهم معي الكورال الرئيسي لفرقة عيون، وسمح لهم بالظهور في ثلاثة أعمال أساسية في مشهد العشق الإلهي، وقد تمكن الشباب من فهم مضمون العمل بسرعة كبيرة .
في الجانب العلمي أنتم مهتمون بالإيقاعات وآلات الموسيقي العربية، ما هو جديدكم في هذا المجال؟
- لقد حققت مخطوط الفرابي في الموسيقى، وصنعت منه عودا من ثمانية أوتار، وقدمت ذلك في مناظرة مفتوحة مع مختصين في المجال، ومن حين لآخر أقدّم نماذج عزف عليه، وفي سنة 2012 سيصدر لي كتاب عنوانه ''مواصفات العازف المنفرد''، بمقدّمة تحت عنوان''أحلام عازف الخشب''، وهو مؤلف يضم جانبا علميا من نوطات ومؤلفات موسيقية خاصة بي، ودراسات يحتاجها العازف ليصل إلى الاحتراف، إضافة إلى الجانب الثقافي مغترف من التجربة، وسيصدر هذا الكتاب بمناسبة مهرجان أبو ظبي الذي أصبح من بين خمسة أحسن مهرجانات في العالم.
أعلنتم منذ سنوات تأسيس بيت العود العربي بالجزائر العاصمة، لكن لا جديد يذكر عن الأمر؟
- في حقيقة الأمر، من الأجدر توجيه السؤال إلى وزارة الثقافة الجزائرية، التي أبدت رغبتها في تبني مشروع تأسيس بيت العود العربي في الجزائر العاصمة، وهو ما كان، إذ فعلا تنقلت إلى هناك، واخترنا قصر رياس البحر، بقلب العاصمة، كمقر لبيت العود سنة ,2007 ومنذ ذلك التاريخ لم تكن هناك متابعة جادة من قبل الجهة المعنية، ولو أنجز هذا المشروع منذ ذلك التاريخ، لتمكّنا من تخريج أساتذة في العود والناي والقانون، مثلما حدث في بيت العود بأبوظبي ومصر. فالمشروع لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وهو يقتصر على التكفل بأربع أساتذة في الموسيقى من المتخرجين من بيت العود العربي، لتكوين المواهب الجزائرية الشابة.
نصير شمة عازف عود عراقي، إلا أنه لم يزر بلده الأم منذ مدة طويلة، لم كل هذا الانقطاع؟
- هذا صحيح، فقد أقسمت على عدم دخول العراق، ما دام جنود أمريكا قابعين بها، ولن ألج حدودها إلا بعد خروج آخر جندي أمريكي منها، فلم أكن أتصور في يوم من الأيام أن يحتل العراق، وقسمي يعود إلى سبع سنوات خلت، والآن وقد زال المانع، بعد إعلان الرئيس الأمريكي براك أوباما سحب كافة القوات شهر نوفمبر المقبل من العراق، سأعود إلى بلدي وأنا في غاية السعادة.