لماذا تُحطم ما قد بنينا
وتهجر دنيا إليها انتمينا
أمات الرجاء ُلديك حبيبي
لتعلن للناس أنّا انتهينا
وهل في قبول الهزيمة أمنٌ
يوسد رأسا ويغمض عينا
محال فإنك لن تستريح
بغير الصراع ففيه ابتدينا
وفيه سنحيا إلى أن يطل
صباح انتصار عظيم علينا
تمهل وقبل فوات الأوان
وعُد للبداية حيث التقينا
فما ضاع منا حبيبي كثيرٌ
أنا لست أنكر أنّا ابتلينا
ولكن أنبكي على ما أضعنا
لئن كان يجدي البكاء بكينا
محالٌ وان أنت لم تنتبه
أضعنا الذي ظل بين يدينا
وما ظل بين يدينا قليلٌ
ولكننا بالقليل اغتنينا
تعال لنبدأ عهدا جديداً
وقل يا رجاءُ أتينا أتينا
أنا لم أزل رغم هجر الرفيق
وشوك الطريق أسير الهوينا
طويلٌ وصعبٌ طريق الحياة
وهل غير هذا الطريق لدينا
تعال فأن الحياة صراعٌ
ونحن بحكم الصراع ارتضينا
نحقق نصرا ونهزم لكن
تذكر يوما لرأس حنينا
فكيف تدمر مجدا وتمضي
إلى الظل ما في الظلال ارتقينا
بنو النور نحن وفينا شموخٌ
ونهوي وقوفاً إذا ما هوينا
ونعرف حين يدور الزمان
إلى من نسير وكيف و أينا
فعد لابتسامك وارجع لدرب
عليه طوال الحياة مشينا
لكن لا يقال بأنا انتحرناً
وأنا على غدنا قد جنينا