إنسان النياندرتال ـ أرشيفية
واشنطن (رويترز) ....
قدم العلماء أمس الخميس وصفا مثيرا لمجموعة من الحفريات تضم 17 جمجمة تم استخراجها من كهف يسمى "منجم العظام" بمنطقة سلاسل أتابويركا الجبلية بشمال أسبانيا يرجع عهدها إلى 430 ألف عام.
وتخص هذه الجماجم نوعا بشريا منقرضا يرتبط بصلة وثيقة مع إنسان النياندرتال أقرب مخلوق منقرض إلى إنسان العصر الحديث والذى اذودهر فى أرجاء قارتى أوروبا وآسيا منذ نحو 250 ألفا إلى أربعين ألف عام.
وهذه الجماجم التى تم تجميعها من شظايا مبعثرة بحجرة عميقة فى الكهف هى أقدم حفريات معروفة حتى الآن تظهر عليها تفاصيل فى غاية الوضوح لجمجمة إنسان النياندرتال على الرغم من ان العلماء لم يصلوا إلى حد إنها خاصة بإنسان النياندرتال ذاته.
وقال عالم الأحياء القديمة خوان لويس أرسواجا من جامعة مدريد الذى أشرف على البحث الذى أوردته دورية (ساينس) "لم تتوافر لدينا قط مثل هذه المجموعة الهائلة من الإنسان المنقرض التى تستخرج من موقع بعينه. إنها أول مرة فى التاريخ التى يمكننا ان ندرس فيها مجموعة متكاملة من الحفريات وليس كل حفرية على حدة."
وقال إن الموقع لم يتضمن مجرد جماجم فحسب بل نجح العلماء فى تجميع هياكل عظمية لنحو 30 فردا معظمها لشبان ومراهقين لكنها شملت عددا قليلا من الأفراد الأكبر سنا والأطفال.
ويجرى الباحثون عمليات التنقيب هذه فى الموقع – الذى صنفته اليونسكو على إنه موقع للتراث العالمى - خلال العقود الأربعة الأخيرة وسبق أن وصفوا بعضا من هذه الجماجم والرفات، ويثور جدل ساخن حاليا بشأن عمر الحفريات ونوع السلالة البشرية على وجه التحديد.
وكانت مخلوقات النياندرتال قد اختفت بعد ان وطأ الإنسان الحديث أوروبا قادما من أفريقيا إلا إن الشواهد الوراثية أفادت بحدوث تزاوج بين النياندرتال وإنسان العصر الحديث