سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى البداية إخوانى
صاحبة هذا الموضوع والتى قرأت من خلالها هذا الموضوع لأول مرة
انتقلت الى رحمة الله تعالى
نعم
ولم يبقى لها سوى هذه الحروف تنفعها وتكون صدقة جارية لها
كانت جميع حروفها عن الموت والاستعداد له كأنها كانت تشعر انه قريب منها
وانها ستفارقنا عما قريب
لذلك أقرأ الموضوع بتمعن فهو وصية ورسالة من راحلة عن عالمنا
وفى البداية يسعدنى ان اقدم لكم هذا الموضوع
بعنوان
الحمد لله الذي خلق آدم من تراب، والصلاة والسلام على من أنار الله به البصائر والألباب، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الموعد والمآب... و بعد:
أختي الحبيبه: هل تعلمى من هو الزائر الأخير؟ وهل تعلمى ماذا يريد من زيارتك ولقائك؟ وأي شيء يطلب منك؟
إنه لم يأت طمعاً في شيء من مالك.. أو لمشاركتك طعامك وشرابك.. أو للاستعانة بك على قضاء دين.. أو شفاعة لدى أحد.. أو تمرير معاملة عجز عنها.
لقد جاء هذا الزائر إليكى في مهمة محدودة وقضية معينة.. لا تستطيع أنتى ولا أهلك وعشيرتك، بل ولا أهل الأرض جميعاً أن يردوه دون إنجازها وتحقيقها.
ثم إنكى وإن سكنتى القصور العالية، وتحصنت بالحصون المنيعة والبروج المشيدة.. وتمتعت بالحراس والحجاب، لا تستطيعى منعه من الدخول إليكى، والاجتماع بكى، وتصفية حسابه معكى!!
إنه لا يحتاج - كي يدخل عليكى - إلى أبواب أو استئذان ولا إلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والإتيان، بل يأتي إليكى في أي وقت وعلى أي حال؛ حال شغلك أو فراغك.. صحتك أو مرضك.. غناك أو فقرك.. سفرك أو إقامتك.
وهذا الزائر - أختي الحبيبه - ليس له قلب يرق بحيث تؤثر فيه كلماتك وبكاؤك، أو ربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يمهلك مهلة تراجع فيها حساباتك، وتنظر في أمرك!!
وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة، لأن أموال الدنيا كلها لا تساوي عنده شيئاً، ولا ترده عما جاء من أجله.
إنه يريدك أنتى.. لا شيء غيرك.. يريدك كلك لا بعضك.. يريد إفناءك والقضاء عليكى.. يريد مصرعك وقبض روحك.. وإهلاك نفسك.. وإماتة بدنك.
إنه ملك موت!!
قال تعالى:قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
[السجدة:11]. وقال تعالى:
قطار العمر
أختي الحبيبه: ألا تعلمى أن زيارة ملك الموت شيء محتوم، وقدر سابق معلوم، مهما طال بك العمر أو قصر؟
ألا تعلمى أننا جميعاً مسافرون في هذه الدار.. ويوشك المسافر أن يصل إلى غايته ويحط رحله؟
ألا تعلمى أن دورة الحياة أوشكت على التوقف.. وأن قطار العمر قد قرب من مرحلته الأخيرة؟
سمع بعض الصالحين بكاء على ميت فقال: يا عجباً من قوم مسافرين يبكون على مسافر قد بلغ منزله!!
أختي الحبيبه:أما تعلمى أن بزيارة ملك الموت لكى ينتهي عمرك، وينقطع عملك، وتطوى صحائف أعمالك؟
أما تعلمى أنكى لا تستطيعى بعد زيارته اكتساب حسنة واحدة.. لا تستطيع صلاة ركعتين.. لا تستطيع قراءة آية واحدة من كتاب الله.. لا تستطيع التسبيح أو التحميد أو التهليل أو التكبير أو الاستغفار ولو مرة واحدة.. لا تستطيع صيام يوم أو التصدق بشيء ولو كان يسيرا.. لا تستطيع الحج أو الاعتمار.. ولا بذل معروف بسيط للقريب أو الجار.. فقد مضى زمن العمل، وبقي الحساب والمجازاة على الإحسان والزلل
فيا أختي: أين استعدادك للقاء ملك الموت؟.. أين استعدادك لما بعده من أهوال.. في القبر.. وعند السؤال.. وعند الحشر.. والنشر.. والحساب.. والميزان.. وعند تطاير الصحف.. والمرور على الصراط.. والوقوف بين يدي الجبار جل وعلا؟!.
: قال النبي: { ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة
إختي الحبيبه: ويستقبل الزائر الأخير:
1- بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2- بالمحافطة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد جماعة مع المسلمين مع تحري الخشوع فيها والتفكير في معانيها، وصلاة المرأة في بيتها أفضل.
3- بإخراج الزكاة المفروضة في أوقاتها وحسب مقاديرها وصفاتها الشرعية.
4- بصوم رمضان إيماناً واحتساباً.
5- بالحج المبرور فإنه ليس له ثواب إلا الجنة، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي
6- بأداء النوافل وهي ما زاد على الفرائض من الصلوات والزكوات والصيام والحج، قال تعالى في الحديث القدسي: { ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه }.
7- بالمبادرة إلى التوبة النصوح من كل المعاصي والمنكرات، وبعقد العزم على تعمير الأوقات بكثرة الاستغفار والذكر وأنواع الطاعات.
8- بالإخلاص لله تعالى وترك الرياء في كل أمر كما قال لسبحانه:
9- بحب الله ورسوله
10- بالحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله، وهذا يقتضي محبة المؤمنين وإن بعدوا، وبغض الكافرين وإن قربوا.
11- بالخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، وهذا حقيقة التقوى.
12- بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والمراقبة لله تعالى في السر والعلن، والرجاء لما عنده من الأفضال والمنن.
13- بحسن التوكل على الله عز وجل لقوله تعالى:
14- بطلب الكلم النافع والسعي في نشره وتعليمه لقوله تعالى:
15- بتعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه، وحفظ حدوده وأحكامه، وعلم حلاله وحرامه، لقول النبي صين: { خيركم من تعلم القران وعلمه } [واه البخاري].
16- بالجهاد في سبيل الله، والمرابطة في سبيله، والثبات للعدو وترك الفرار من الزحف لقوله
17- بحفظ اللسان عن المحرمات كالكذب والغيبة والنميمة والسب واللعن والفحش من القول والغناء. قال النبي
18- بالوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى أهلها، وترك الخيانة والغدر، قال تعالى:
19- بترك الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والظلم والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا، وأكل ما لا يستحقه شرعا. قال تعالى:
20- بوجوب التورع في المطاعم والمشارب واجتناب ما لا يحل منها، قال سبحانه:
21- ببر الوالدين وصلة الأرحام، وزيارة الإخوان والصبر على أذاهم، وبذل المعروف للقريب والبعيد. قال
22- بزيارة المرضى والقبور وتشييع الجنائز، فإن ذلك يذكر بالآخرة، ويزهد في الدنيا.
23- بترك الملابس والأزياء المحرمة، كالحرير والذهب والإسبال للرجال، أو استعمال الأواني المصنوعة من الذهب والفضة في الأكل والشرب، فكل ذلك محرم.
23- بالتزام النساء الحجاب الشرعي الكامل الساتر، الذي لا يصف ولا يشف، ولا يدعو إلى النظر والفتنة، وتجنب التشبه بالكافرات في ملابسهن التي ما صنعت إلا لأجل الفتنة وإيقاظ الغرائز واستدعاء الشهوة.
24- بالإقتصاد في النفقة، والمحافظة على النعمة، وترك التبذير، قال تعالى:
25- بترك الغل والحسد والعداوة والبغضاء والوقيعة في أعراض المسلمين والمسلمات بغير حق. قال
26- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى سالاًآ في ذلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة.
27- بالعدل بين الناس، والتعاون على البر والتقوى، لقوله تعالى:
28- بالتزام مكارم الأخلاق، من التواضع والرحمة والحلم والحياء ولين الجانب وكظم الغيظ والكرم، وترك الكبر والغرور والأشر والبطر وغير ذلك.
29- بأداء حقوق الأولاد والزوجات على الوجه الأكمل، وتعليمهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه. قال تعالى:
30- برد السلام وإلقائه،، وإكرام الضيف والجار، والستر على أصحاب المعاصي ما استطاع، قال
31- بالزهد في الدنيا وقصر الأمل قبل بلوغ الأجل. قال
32- بالغيرة على الأعراض، وغض البصر عن النظر إلى المحرمات في الطرقات أو عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية.
33- بالإعراض عن اللغو واللهو واللعب، والأخذ بمعالي الأمور وترك سفسافها، قال تعالى:
34- بمحبة أصحاب النبي
35- بالإصلاح بين الناس، وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين حتى لا تتسع هوة الخلاف والفرقة. قال تعالى:
36- بترك إتيان الكهان والمنجمين والسحرة والعرافين ونحوهم، قال
37- بطاعة المرأة لزوجها وحفظه في ماله وولده وفراشه. قال
38- بترك الإبتداع في الدين أو الدعوة إلى الباطل والضلال، لقول النبي
39- بترك النساء وصل شعورهن بشعر آخر، وتركهن الوشم، والنمص، وتفليج الأسنان ووشرها. قال
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
جعلنا واياكم في جنة الخلد
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اغرد بهمس
