أتخيل الآن أني لست موجودة , الموت يبدو شهياً للأحياء ، لكن أحدا لا يعرف كيف يبدو للشخص الراحل ، لا اعرف أن كنت سأشتاق لمذاقات معينة أو اشخاص معينين , لا أعرف أن كنت للحظة سأرغب لأخبر شخصاً ما شيئاً كنت أود بأخباره ، لا أعرف أن كنت سأتمنى لأعود فقط ، لمشاركتك فنجان قهوة أو حديث سري طويل ..للحظة ، أفكر في شكل وحجم الفجوة والألم الذي سأتركه ، فالكل مبرمج على أن يشعر بهذه المشاعر حين يعلم برحيل أحدهم , لكن ماذا بعدها ، سيمضي كلٍ بألمه ، دون أن يلتف …. أفكر الآن في أني يمكنني أن أرسل لك قبلها بطاقة بريدية تحمل صورة فوتوغرافية قد تراها أنت مميزة ، واتخيل كيف من الوارد أن تزيحها جانياً بحركة يدك التي اعرفها جيداً وتمضي في عمل ما أكثر اهمية , أو ببساطة تتركها أمامك شهور لا تثير أي شيء من أهتمامك الخاص …. في تلك الفترة سأكون أنا محدقة انتظر منك أشارة ..آملةً في الرحيل..