الصندوق الأسود للإخوان المسلمين ..
بقلم: مجدى خليل
إذا كان هناك صندوقا أسودا حقيقىا يجب فتحه فهذا الصندوق ينبغى أن يكون الصندوق الأسود للأخوان المسلمين،فهناك مئات الوقائع والحوادث التى تحتاج إلى إعادة تحقيق ومراجعة من مجموعة من كبار المؤرخين بشرط مساعدة جهاز المخابرات العامة وأمن الدولة بدون تحفظ لهذه المجموعة وفتح جميع ملفات الاخوان أمامها ومدها بالوثائق والأدلة والقرائن التى تساعدها فى إعادة تأرييخ هذا السجل الأسود لهذه الجماعة المجرمة.فعندما يتحدث الكثيرون عن جرائم الاخوان يسردون تاريخ التنظيم السرى فى فترة ما قبل الثورة وبعض الجرائم المعاصرة التى حدثت فى عهد مرسى،وهذا يعد جزءا ضئيلا جدا من التاريخ الإجرامى لهذه الجماعةعلى مدى أكثر من ثمانية عقود.
المطلوب هو فتح وتشريح المسكوت عنه فى تاريخ هذه الجماعة. خذ على سبيل المثال وليس الحصر،ما هو دور الاخوان بالاشتراك مع بعض من يسمون الضباط الأحرار من الاخوان فى حريق القاهرة عام 1952؟،ما هى خطط الاخوان فى تهجير اليهود قسريا من مصر بعد سلسلة الحوادث الإجرامية التى قاموا بها ضد منازل وشركات اليهود عامى 1948و1949؟،ما هى خططتهم لتطفيش الأقباط من مصر من خلال آلاف الحوادث التى أستهدفت الأقباط منذ مذبحة السويس عام 1952 ومرورا بالمذابح المؤلمة التى تعرض لها الأقباط فى عهدى السادات ومبارك وفترة حكم المجلس العسكرى؟،ومن تعاون معهم فيها من جهات محلية ودولية وجماعات إسلامية إجرامية وعناصر من قلب النظام؟،ومن مولهم وخطط معهم لمحاولة تطفيش الأقباط من مصر؟، ولماذا تواطئت أجهزة الدولة معهم بل وشجعتهم على ذلك؟،وما هو دورهم فى خلق ونشر الشائعات التى كانت تنشر ضد الأقباط وتسبق معظم الجرائم الكبيرة ضدهم؟. ما هو دور الاخوان فى اجهاض فترة النهضة الليبرالية مصريا وعربيا؟.
خذ مثلا جرائم ومخططات ما يسمى بالتنظيم الدولى للأخوان ومحاضر أعماله؟، والدول التى استضافته؟،وأجهزة المخابرات العالمية التى اخترقته أو جندت أفراده؟ وتخطيطة لإسقاط العديد من الأنظمة فى الشرق الأوسط بتعاون مخابراتى دولى.... وهذا يقودنا إلى علاقة تنظيم الاخوان بالانجليز مبكرا ثم بالمانيا النازية ثم بعد ذلك بالولايات المتحدة؟، ما مدى هذه العلاقة؟، حيث يقول الشيخ نبيل نعيم،عضو تنظيم القاعدة السابق، أن أعضاء التنظيم الدولى للأخوان ما هم إلا تجميع لعملاء مخابرات دولية متعددة. ما هى علاقة الاخوان بالتنظيمات الماسونية ليس فقط من خلال النظام السرى ولكن من خلال الروابط التنظيمية بينهم؟،
ثم ما هى علاقة الاخوان بتطبيق الشريعة الإسلامية فى باكستان والسودان،حيث يشير مثلا الكاتب الاخوانى بدر محمد بدر فى سيرة زينب الغزالى أنها فى إحدى زياراتها المتكررة لباكستان وكان ذلك فى أحد المؤتمرات التى حضرها الرئيس الباكستانى الراحل محمد ضياء الحق أن قالت له أن الرسول جاء لى فى المنام بالأمس ووقع أمامى قرارات تطبيق الشريعة الإسلامية فى باكستان، وبعدها بعدة شهور قام ضياء الحق بتطبيق الحدود والتى تعتبر كارثة تعانى منها باكستان حتى الآن. وفى هذه الزيارة قالت زينب الغزالى لضياء الحق أوصيك خيرا بأبنى الذى يقيم فى باكستان،فرد عليها وهل لكى أبناء فى باكستان ولم نعرف؟. فقالت له أبنى عبد الله عزام،وهذا الأخير هو مؤسس تنظيم المجاهدين الأفغان الذى تحول لتنظيم القاعدة فيما بعد،وكان أستاذا لأسامة بن لادن،وهذا يقودنا إلى دور الأخوان فى تأسيس تنظيم القاعدة وعلاقتهم به والتى أمتدت إلى نهاية عهد محمد مرسى؟. وأيضا علاقة الاخوان بقوانين نميرى الكارثية لتطبيق الشريعة والممتدة أثارها المدمرة حتى الآن؟، ومشاركة الاخوان فيها سواء عن طريق حسن الترابى أو سليم العوا.
علاقة الاخوان بالنازية ملف آخر يجب فتحه وتحقيقه. علاقتهم بالسعودية على مدى عقود،والتى حمتهم ومولتهم واحتضنت تنظيمهم، ودورهم المدمر فى نشر الوهبنة عالميا وتحويلها من مذهب محلى متخلف إلى مذهب حركى خطير،وكذلك دور السعودية فى مصالحتهم مع السادات وفرضهم على الواقع المصرى من خلال عودة رجال السعودية إلى مصر كالغزالى والشعراوى ومئات المتطرفين الآخرين. وما مدى تنسيق السعودية مع أمريكا فى دعم الأخوان كما تفعل قطر حاليا؟. علاقتهم بقطر بعد ذلك ومدى تغلغلها وما هى خططهم المشتركة معا؟ ومن فرض هذه العلاقة على قطر حتى اصبحت قطر وكأنها محكومة أخوانيا،وأصبح القرضاوى بمثابة خومينى قطر؟، دورهم المدمر فى الأردن وسوريا واليمن والجزائر وفلسطين...
كذلك العلاقة العضوية والترابطية بينهم وبين الجماعات الجهادية المختلفة،ليست فقط ما يتردد من أنهم المنظمة الأم التى فرخت هذه المنظمات ولكن البحث يجب أن يكون فى العلاقة التنظيمية والتنسيق المشترك ودورهم التنظيمى فى تشكيل هذه الجماعات المختلفة مثل تشكيل الجماعة الإسلامية برئاسة عبد المنعم ابو الفتوح وحلمى الجزار فى جامعة القاهرة وهلما جرى. ما علاقة الاخوان بالإرهابى عمر عبد الرحمن المسجون فى أمريكا؟،ولماذا كان أول حديث لمرسى بعد توليه الرئاسة هو طلب الافراج عن عمر عبد الرحمن؟.. ما هى علاقة جماعة الاخوان ببعض من يسمون أنفسهم حقوقيين أو ثوريين وقد استثمرت الجماعة الكثير من الوقت والمال فى بعض هذه الجماعات والمنظمات بدافع كاذب وهو الدفاع عن الديموقراطية ولكن كان الغرض الحقيقى اضعاف الأنظمة وإسقاطها تمهيدا لإستيلاء الاخوان على الحكم؟. علاقة الاخوان بجماعات الضغط الأمريكية وشركات العلاقات العامة والتى أنفقوا عليها عشرات الملايين من آجل التأثير على صانع القرار فى أمريكا؟، ثم عقد عشرات الندوات والمؤتمرات التى اقيمت فى أوروبا وأمريكا خلال الأعوام العشرة الأخيرة لتروييج ما يسمى مشاركة الإسلاميين فى الحكم؟،
ودور سعد الدين إبراهيم فى هذا ونجاحه فى تجنيد عدد من الباحثين العرب والغربيين للتروييج لهذا المشروع المدمر والخطير؟. ما هى علاقة الأخوان بنشر الأسلمة فى كافة مناحى الحياة الاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية من خلال ما أسموه الصحوة الإسلامية، وفرض الحجاب على المنطقة؟ ،وهو حجاب سياسى وليس دينيا اصبح رمزا للإسلام السياسى وفترته ونشاطه. ما هى علاقتهم بتراجع القوة الناعمة المصرية من خلال تكفير الفنانيين والمبدعين ونوابغ الباحثين ومطاردة الفن والإبداع فى كل مكان؟. ما مدى اختراق الاخوان للأزهر بالتعاون مع السعودية للعمل على اخونته ووهبنته فى نفس الوقت؟،ما علاقة الاخوان مثلا بأحداث الأمن المركزى عام 1986؟، ما مدى تغلغل الاخوان فى الجهاز الحكومى وفى عصب الدولة المصرية بعد أن رأينا شخصيات كانت تمثل أنها حزب وطنى بل وعلى علاقة وثيقة بأجهزة أمن الدولة مثل محمد الجوادى وعلاء صادق ومعتز مطرواحمد حسن الشرقاوى وخليل العنانى واتضح أنهم اخوان مستترين أو خدم للمشروع الاخوانى؟.
يجب كذلك تفنيد إدعاءات الاخوان بأن العنف تشكل فى سجون عبد الناصر رغم أن عنفهم طال العالم كله ومنها دول غربية رعتهم واوتهم. يجب تفنيد دورهم الكاذب والمزعوم بأن عسكرة تنظيمهم كان لمقاومة الأنجليز رغم دورهم الهامشى جدا والاستعراضى فى هذا المجال. ونفس الكلام ينطبق على دورهم فى حرب فلسطين عام 1948... هناك مئات التساؤلات على هذه الشاكلة تحتاج إلى تحقيق ومراجعة،ولكن السؤال هل ستتعاون أجهزة الدولة مع مثل هذا العمل؟،أما أن الكارثة أن بعض هذه الأجهزة كانت تتعاون مع عناصر أخوانية فى هذه الجرائم؟،وأن بعض الشخصيات النافذة متورطة فى هذا التاريخ الإجرامى للجماعة؟.... أسئلة كثيرة هل سنحصل على اجابة لها يوما ما أم أن تاريخ هذه الجماعات مرتبط بعمل أجهزة عديدة محلية ودولية يستحيل معه الكشف عن سجلها الأسود؟.