شكرا على القصة
شكرا على القصة
شكرا عزيزتي .. بانتظار التكملة
شكرا على القصة
شكرا الك
رواية ممتعة وشيقة ..شكرا لكِ صديقتي
شكرا لمروووركم المعطر زدتم الموضوع تألقا
مشوووووووووووووووقة ..ننتظر الباقي !!
الفصل الخامس
(وحيد في الظلمات)
جالس وحيد في غرفته المظلمه ينظر الى الكتاب وعينه تفيض من الدمع
يتسأل في نفسه وهو ينهار من النحيب على حاله ..
.: ما هذه الحياة التي اصبحت فيها ..
أهذه حياة .؟.. لا أعرف أحد حي ولم يتبقى لي أحد
لا..بل ذلك أسوء..بل إني لا أتذكر أحد
الدموع لا تريد التوقف و هذا الشعور يمزقني......
الشعور بأني وحيد ...كل من ظننت أني أعرفه كان إما وهماً او خيال..
ولا أعلم إن كانوا أحياء أم أموات ...
دائماً ما يروادني ذلك السؤال ...هل يشعر أحد بما أنا فيه من كّرب .؟..
هل يشعر أحد بآلامي .؟..هل يعلم أحد كيف هو حالي .؟..
هل كنت وحيداً حزينً هكذا .؟..أم كنت سعيد في حياتي .؟..
انا حقاً لا أتذكر أي شئ ..يبدو ان ما قالته لي تلك الجنّيه حقيقياً..
لابد أن أتذكر ..لابد أن أعرف ..هل كنت سعيد أم لا ..؟.
كيف كانت حياتي.؟.. كيف كنت أنا .؟..أريد ان أتذكر كل شئ عن أمي و عن أصدقائي ..
لا أتذكر شئ غير الألم والمعاناه ..يبكي على حاله ,
يبكي على وحدته ,يبكي على ماضيه الذي لا يتذكره
والدموع تستجيب لعينيه و شعوره الحزين تنهمر وتتسلل على خديه
دافئه من كثره حزنه تصنع لها طريق بين الدماء التي تجلتطت على وجهه
تسيل ولا تتوقف وكأنها كانت حبيسه سنوات طوال ..
تحرك الى باب غرفته وهو يمسح دموع عينيه ثم فتح الباب وتوجه الى المطبخ الصغير
و ألقى برأسه تحت صنبور المياه بعد أن حركه لتنهمر منه المياه كالسيل
وبدء يفرك شعره لينظفه من الدماء التي تمسكت به وأصبحت كالصخور
والدموع مازالت تتساقط من عينيه السوداء المثقله بالحزن
اوقف المياه و أغلق الصنبور ثم نظر عن يمينه يبحث عن منشفه
عند باب الحمام الذي امامه وجدها معلقه على الباب
مد يده وسحبها ثم وضعها فوق رأسه ليجفف بها شعره المبلل
نظر اليها بعد ان انتهى ليجدها قد تحولت من اللون الازرق الى اللون الاحمر من كثرة الدماء
التي كانت برأسه ووجهه
ألقى بها الى فوهه الغسالة الدائريه القديمه التي تستقر بجانب حائط المطبخ آخر باب الحمام
المستطيل
ثم نظر الى نفسه بالمرآه تنهد تنهيده تحمل من الحزن الكثير وهو يتخيل وجوه كل من كان
يعرفهم على سطح المرآه الاملس
(عمرو)...(هيثم)...الشيخ محمد ... أمي ...وتلك الفتاه..
سوف أعرف كيف كانت حياتي معكم ..أعدكم بذلك ..
أينما كنتم فقط أنتظروني..سوف أبحث عنكم وأعتذر لكم ...
ولكن أرجوكم لا تتركوني وحيداً هكذا..أرجوكم لا أريد ان اكون وحيداً هكذا
أبقوا معي وساعدوني على تذكركم ....
خرج من المطبخ ووقف في منتصف الصالة ينظر الى يمينه باب غرفته المحطمه
أستدار الى اليسار ودخل من باب غرفته المقابلة حتى أستقرت قدماه أمام دولابه البنى الصغير
قام بفتح أدرافه ببطء ثم بدء يبحث عن شئ يرتديه غير تلك الملابس الغارقه بدمائه
كل شئً مبعثر لا يوجد شئ في مكانه الصحيح ,بدء يٌقلب فيها وكانه يبحث عن شئ معين
يٌقلب في الملابس لأعلى وأسفل حتى سحب قميص أسود لامع و بنطال أسود أيضاً
خلع ملابسه وأرتدى اللون الذي يريحه لون الالم ولون الوحده لون الاحزان.
تحرك الى داخل المطبخ ثم أنعطف يسارً ليجد نفسه أمام الموقد رفع يده لليسار ليسحب ذلك
البراد الفضي من فوق المطبقيه الحديده
ليملئه بالماء ثم أمسك بعلبه الثقاب و أشعل عين من أعين الموقد الخمسه ووضع عليها البراد
ثم أمسك الملعقه و الفنجان و أخذ يسكب فيه من السكر و الشاي
بعد دقائق أنهى تلك العمليه أغلق كل شئ وخرج من المطبخ متجهاً الى غرفته المحطمه وبيده
كوب الشاى الساخن
جلس فى منتصف الغرفه وأخذ الكتاب تاركاً الكوب بجانبه على تلك السجاده الزرقاء المليئه
بالاتربه
ثم فتح الكتاب وبدء يقراء طريقه تحضير (ماجى)
.............................................
قبل عدة ساعات ...
عندما كان (أبراهيم) مازال يحطم في غرفته
..........
كان يتحرك في الظلام حافي القدمين فوق رمال تلك الصحراء الشاسعه الواسعه
التي كانت تتلألأ من أنعكاس ضوء القمر عليها ,يمشي حزيناً مثقل الخطوات
قدم تتقدم وأخرى تتراجع فهو حائر لا يعرف ما الذي يفعله ..
قابله الهواء بدفعهِ للخلف ولكنه لم يستسلم فهو قاوم وتحرك ببطء
وثوبه يرفرف بقوة مع أتجاه الهواء و حفيفه أصدى الاجواء ورجج المكان من علوه
تطايرت خصلات شعره البيضاء مع ثوبه الاسود يتحركون في توازي مع حركه الهواء الشديد
تنهد بألم وهو يرفع رأسه لينظر للقمر نظرات عاشق ولهان مدموجه بنظرات حسرة وألم
كانت عيناه السوداء تلمع بأنعكاس صورة القمر فيها فهي عين سوداء تماماً لا وجود لللون
الابيض مكان فيها
عين مخيفه ولكنها جميله في الوقت ذاته يتذكر كل ما حدث له ولعائلته
تتجمع الاحزان في قلبه ويراها في خياله ,لم تستطع عيناه كبت مشاعره فأستجابت لحزنه
بدموع تتساقط منها ,تساقطت الدموع السوداء من منتصف عينينه تتحرك ببطء على خديه
الناعمين
قاطع تأمله صوت قادم من يمينه ...
..: يا إلهى .. هل هذه دموع .؟.. لا أعرف أنك تمتلك مشاعر كباقي المخلوقات (أيلين).!!
أسرعت يداه بمسح دموع عينيه ناظراً لها بغضب وخجل ..
.: أصمتي أيتها اللعينه ..بالطبع أمتلك مشاعر هل تظٌنيني متحجر القلب أم ماذا ..؟..
أنا ليس متحجر القلب (ماجى) ولكني رجل جاد ...ولكني...ولكني لم أعد أتحمل بُعدهم عني ...
أرجوكِ ساعديني (ماجى)...أرجوكِ ساعديني....
تحركت ببطء خطوات لتقف أمامه وثوبها الاصفر الفضفاض يتراقص مع نغمات الهواء الشديدة
نظرت في عينيه بنظرات شفقه وحنين ثم رفعت يداها ووضعتهما على كتفيه
.: لا تقلق أخي ...لا تقلق ..أعدك أننا سنعود مرة أخرى ..أعدك بذلك ..
سنعود وننتقم من تلك اللعينه التي أخرجتنا من ديارنا هكذا ...
وضع يده برفق على وجهها الابيض الناعم ونظر في عينيها التى تشبه عيناه ثم مزج أصابعه
برفق بين خلاصات شعرها الاحمر اللامع
.: (ماجى)...عزيزتي ..أنا لا أريد الانتقام.. كل ما أريده هو ألاجتماع بعائلتي مرة أخرى
أضم أطفالي لأحضاني وألمس يد زوجتي وأشعر بدفئهما كما كنا ذات مرة ...
أنا لم أعد أتحمل الابتعاد عنهم أكثر من ذلك ....
كل هذا حدث بسبب أبي ..لو لم يغامر مع ذلك البشري اللعين ما كان حدث لنا كل هذا ..
ما كنا طردنا من العالم السفلى و شُردت عائلتنا هكذا .....
أنزل يده وتحرك أمامها قائلاً بغضب مكبوت بداخله
.: أنظري الى ما آل اليه حالنا الأن ..
أبي لا أحد يعلم مكانه ,أهو حي أم ميت .؟. ونحن طُردنا من العالم السفلى لعدم وجوده
و لعصيانه الاوامر ....
كل هذا بسبب من اذا لم يكن بسببه .؟....
.: أهدء أخي .. ليس هذا بسبب أبانا ..أنما هو بسبب تلك اللعينه (ميرا)...
أنها لا تحب أبانا منذ زمن وتريد أن تجعله يعاني كما جعلها تعاني فيما مضى ...
.: لا..لا (ماجى)..لا أنه ليس بسببها أنما هو بسببه , لو لم يكن عصى الاوامر لما آل حالنا وحاله
الى ذلك و أنتي تعلمين هذا جيدا ً
.: ما الذي تريد فعله أخي .؟.. ما الذي في ظنك سيجعل الامور تعود كما كانت .؟..
.: لابد أن نجد أبانا (ماجى).. لابد أن نجده بأسرع وقت حتى نعود لوطننا وحياتنا في العالم
السفلى ..
فلا حياة لنا هنا في هذا العالم المليئ بأعدائنا في المشرق و المغرب ...
أفعلي أي شئ , حتى لو تطلب الامر الى عسر عقل ذلك البشري اللعين ..
.: (ايلين)..إن الامور لا تجرى هكذا ..إن عقول البشر ليست كعقولنا ..
فإن فعلنا شئ خاطئ في عقله سيُجن و تضيع فرصتنا في العودة الى الابد ..
..: حسناً .. سوف أدعك تهتمين بذلك الامر ولكن هناك شئ أريدك أنت تفعليه من أجلي عندما
تكونين معه ..
.: ما هو أخى .؟.
.: أجعليه يستدعينى ..!!!
.: ولماذا تريد ذلك .؟..
..: لا شئ محدد ولكنى أريد أن أتاكد من شئ فى ذلك الكتاب ..
..: ما هو .؟...
.: لا شئ ولكنى أريد أن أراه عن قرب و أعرف من متواجد فى ذلك الكتاب حتى...لم ينه حديثه حتى قاطعته صرخه (ماجى)....
تحرك اليها بذعر وهو يصيح .: (ماجى)...(ماجى) .. ما الذى حدث .؟..
يبحث عنها ولكنها لم تعد متواجده ....
وقف منصتاً بأذنه .: لابد أن هذه هى...صرخة الاستدعاء بالدم ...
ذلك يعنى أنه أستدعاها ... كل ما عليكي فعله هو أن تسرعي (ماجى)...
قاطع تفكيره ذلك الصوت المخيف القادم من خلفه ...
.: إلى متى ستظل تخدعها وتخفي عنها الحقيقة (أيلين)...
زفر براحه وهو ينظر للخلف قائلاً...
.: (ريكا) لقد أخفتني ايها اللعين ...
.: لا تتهرب من سؤالى (ايلين)...لماذا لم تصارحها بالحقيقة حتى الان .؟..
.: عن أى حقيقة تتحدث (ريكا)..؟..
صوت الخطوات وهى تدب على الرمال يملء الصحراء الفارغه و يعود الصوت صدى مراراً
وتكرارً من علوه
يرتدى نعل أحمر غريب الشكل ,مدبب من الامام بسن نصف دائرى متين
يتحرك بأتجاه (ايلين) الواقف مرتعباً من خطواته المرعبه العاليه
لا يظهر منه شئ غير نعليه و عينيه الحمراء اللامعه فى الظلام
.: لن تستطيع خداعى كام تخدع الجميع (ايلين)... لذا لابد و أن تكون صريحاً معى وتخبرنى
لماذا لم تخبرها حتى الان ..؟..
.: لا تقلق (ريكا).. كل شئ يسير حسب ما هو مخطط له تماماً ...
ولكن أخبرنى كيف هي أحوال زوجتي و أطفالي هناك ...؟..
.: لا تقلق عليهم إنهم بخير ...ولكن لابد أن تسرع في أيجاد (هاذارد) حتى لا يضيع الوقت منا
...
.: لا تقلق ... سوف نجده بالتأكيد ..ولكن لماذا خاطرت بحياتك لتأتي هنا .؟..
..أنت تلعب لعبة خطيرة (ايلين)..لذا أتيت لأعرف أخر المستجدات وكيف تسير الامور هنا معكم
.؟...
.:. كل شئ يسير حسب الخطة كما أخبرتك وها قد بدأت الان ...
تحرك (ايلين) للأمام وعيناه بدأت تتحول من اللون الاسود الى اللون الاحمر اللامع ..
.: سوف نعود ونغير كل شئ عما كان عليه من قبل ....
سوف أغير كل شئ ....و أصبح أنا الملك.....
سوف أصبح الملك حتى لو تطلب الامر بالتضحية بكامل عائلتي من أجل ذلك ....
سوف أصبح الملك الذي يغير كل شئ ........
............................................... .........
في الوقت الحالي ....
: مرحباً (ماجى)...
لقد أستدعيتك كما أخبرتيني ...أنا مستعد لأستعيد ذاكرتي ...
.: مرحباً يا (ابراهيم).. تبدو أنيقاً كعادتك ..
..: كعادتي .؟.. هل تعرفين كل شئً عني .؟...
.: أمممم.. ليس كل شئ ولكني أعرف عنك الكثير ...
..: كيف .؟.. كيف تعرفين عني الكثير .؟..
.: عرفت عنك من أبي .. (هاذارد بن بريتش ) هل تتذكر ذلك الاسم .؟..
.: لا .. ولكن كيف كان أبيكي يعرفني .؟..
.: هذه قصة يطول قولها ولكنك ستتذكر كل شئ في وقته ..لذا لا تتعجل في تذكر كل شئ
مرة واحدة ..
أمسك كوب الشاي الساخن من جانبه ثم تحرك ليجلس برُكن من أركان الغرفة المظلمة ,
جلس وأسند ظهره على الحائط قائلاً..
.: أخبريني (ماجى).. هل كنت حزيناً هكذا دائماً.؟..
تجلس (ماجى) في منتصف الغرفة أمام الكتاب وتنظر اليه وتحدث نفسها ..
.: يا الهي ..و كأن التاريخ يعيد نفسه ..أنه كما قال لي أبي ذات مرة ..
أن ذلك الشاب به شئً غريب ....لقد صدقت أبي ..لقد صدقت ...
إن ذلك الشاب يخيفني كثيراً ..نبرة صوته مخيفة عن باقي البشر الذين قابلتهم ...
هل ذلك لأنه يمتلك الكتاب .؟.. أم لماذا .؟..لماذا أشعر بالخوف وأنا بقربه .؟..
قاطع تفكيرها بسؤاله .: أين ذهبتي .؟...
أجابته بربكة .: أنا هنا ..
.: أنتي لم تجيبيني بعد .!!!
.: آه .. أسفة ... لا أنت لم تكن حزيناً هكذا ...ولكن لماذا تسأل .؟..
بعثت كلماتها بعض الامل في نفسه المثقله بالحزن ,زفر براحه وهدوء
.: لا شئ , كنت أريد أن أعرف فقط ...
.: حسناً متى سنبدء في أستعادة ذاكرتي ...؟...
.: في أي وقت ترغب به ....
..كيف.. كيف ستساعدينني في أستعادة ذاكرتي .؟..
.: حسناً .. هناك طريقتان ..
الطريقة الاولى هي أستعادة ذاكرتك عن طريق الاماكن و الاشياء التي كنت تفعلها
وهذه الطريقة سوف تأخذ وقت ليس بقصير ..
قال وهو يأخذ رفشة من الكوب الزجاجي
.:و الطريقة الثانية ..؟..
.: الطريقة الثانية سوف تعيد لك ذاكرتك كاملة في لحظات ولكن....
.: ولكن ..؟..
.: ولكنها خطيرة .. لأنك قد تصاب بالجنون أو تظل عالق بين ذاكرتك و أوهامك وحينها لن
تستطيع التمييز بين الواقع و الخيال ..
..: لا أفهم ...
.: حسناً .. دعني أُريك هذا بعينيك ...
تحرك (ابراهيم) الى منتصف الغرفة ثم أستلقى على ظهره و أغلق عينيه و هو جامع كل
تركيزه على تذكر ماضيه ...
ثم سمع صوتها الرقيق هامسً في أذنيه ...
.: هناك شئ أريد أن أخبرك به قبل أن نبدء يا (ابراهيم)....
قال بهدوء .: ما هو .؟..
..: في بعض الاحيان يعد النسيان هو الافضل ..
..: آه ولكني أريد تذكر كل شئ ..أريد تذكر أفعالي الجيدة و افعالي السيئة حتى أعتذر عنها
و أصححها ...
.: قد لا تكون هناك طريقة لتصحيحها يا (ابراهيم)...
.: سأفكر في شئ حينها ...هلا بدأنا .؟..
.: حسناً... أي طريقة تختار .؟..
.: الطريقة السريعة ..
.: هل أنت متأكد .؟..
.: أجل ..
.: حسناً...فالنبدء......
................................................. ...........
ماذا ترى .؟..
.: لا شئ ...
كل ما أراه هو ظلام في ظلام ...
وأنا وحيد هناك ...وحيد في الظلمات لا يوجد معي أحد ...
.: حسناً .. هذا لأني لم أبدء بعد ..
.: ولماذا .؟...
.: لقد أخبرتك يا (ابراهيم)..هذه الطريقة قد تفقدك عقلك بالفعل ....
وهل أنا مازال بي عقل .؟.. لقد فقدته منذ أمد طويل ..
فقط أفعليها ولاتقلقي .. هذا هو أختياري ...
.: أنت لا تفهم يا (ابراهيم)...
أنا لا أستطيع تركك تفقد عقلك هكذا ..؟..
.: لا تخبريني أنك قلقه علي .؟..كل ما يهمك هو المعلومات التي لدي أليس كذلك .؟....
أجل .. لن أكذب عليك .. هذه المعلومات تتوقف عليها حياتنا ..
.:..فقط أفعليها وسوف أخبرك بها ..
.: حسناً إن كان هذا هو أختيارك فلا تلومني في النهاية ..
..: لا تقلقي لن ألومكِ على شئ ..
.: حسناً..فالنبدء
...
وضعت يديها على رأسه وهو مستلقً على الارض مغلق العينين وبدأت تردد كلمات لا معنى لها ....
لم تمض لحظات من أنتهائها من ترديد تلك الكلمات حتى بدأت الصور تتجمع في رأس (أبراهيم)
عندما رأى تلك الصور و الاماكن و الاحداث تبسم وبدء بالضحك الممزوج بالدموع وهو يقول
.. إني أراهم ..إني أتذكر ..إني أتذكر ....أتذكر كل شئ ..أتذكر كل شئ ...
صرخت فيه قائله .: أيها الاحمق لا تتحدث وركز ...
ولكنه لم يجيبها ..شعرت بالقلق وهو لم يعد ينطق ولا يتنفس ..
رفعت يدها مذعوره وهي تتفقده ..: (ابراهيم)..(ابراهيم)...
ما الذي حدث (ابراهيم )..أجبني أرجوك ...
ولكنه لم يعد هنا ....
بدأت تضغط على صدره بقوه بكلتا يديها وهي تصرخ فيه ...: أين ذهبت أيها الاحمق ...أجبني ..ولا تتركني هنا ..ظلت هكذا حتى فقدت الامل في نجاته من تلك النوبة القاتله ...بدأت بالصراخ الباكي وهي تلكم صدره بقبضاتها صارخهً فيه .
أرجوك لا تمت .. أرجوك أخبرنى أين أبي .؟.. أرجوك أخبرني أين هو .؟...
كان (ابراهيم) مستلقى على الارض يخرج في أخر أنفاسه ودقات قلبه بدأت تضعف و خلايا
عقله بدأت تحترق
وهو يرى نفسه بداخل غرفه مظلمه تماماً يتحرك فيها كالمجنون صارخاً ..
أخرجوني من هنا .. أخرجوني ...
جلس فاقداً للأمل وسط ذلك الظلام وحيدً ..
ولماذا الصراخ .؟.. ما الذي سيفيدني به .؟..
لا بأس بالموت هكذا .. لقد سئمت تلك الحياة التي لا يوجد بها صديق ولا حبيب أتذكره ...
حرك يديه ليضعها على رأسه وهو جالس وبدء بالبكاء و النحيب ...
وعندما فقد الامل تماماً أتاه الضوء من أمامه , ضوء شديد يخطف الابصار
رفع رأسه ببطء وهو يضع يديه على عينيه من شده الضوء
مرت لحظات وتعودت عينيه على الضوء فوجد باب مفتوح على مصرعيه و الضوء ينبعث منه
وهاتف ياتيه من خلف ذلك الضوء ..: أخرج يا (ابراهيم).. أخرج ...
صاح باكياً..: من .؟.. من هناك .؟...
أتاه الصوت مرة أخرى .: أخرج يا (ابراهيم ) ...أخرج ..
ألا تريد التذكر .؟.. ألا تريد تذكر كل شئ في حياتك ..؟..
.: أجل ..أجل أريد أن أتذكر ...
.: إن كنت تريد أن تتذكر فعليك عبور ذلك الباب ...
..: هل هذا كل ما في الامر ... أن أعبر ذلك الباب ..
.: أجل يا (ابراهيم) .. ولكنك إن عبرت ذلك الباب فلا مجال للرجوع مرة أخرى ...
.: كيف ذلك .؟..
.: هذا الباب هو ذاكرتك المظلمة التي حجبها عقلك عنك ,فإن كنت تريد ان تتذكر كل شئ أعبر
الباب
ولكنك إن فعلت ذلك فلن تعود حتى تتذكر كل شئ .. حتى ولو صرخت طلباً للنجاة وحتى لو
بكيت طالباً للخروج
لايوجد مجال للرجوع إلا عن طريق الموت ...
إذا .. هل أنت مستعد لذلك .؟...
وقف ماسحً دموع عينيه بيديه وتحرك حتى وقف أمام الباب ..
حرك رأسه للخلف ,فلم يجد غير الظلام القابع هناك ..
تمتم قائلاً .: لن أعود لذلك الظلام مرة أخرى .. كل ما أريده هو أن أتذكر كل شئ
لن أعود لذلك الظلام مرة أخرى ....
أريد أن أتذكر كل شئ .....
رفع قدمه اليمنى ليخطوا بها الى داخل ذلك الباب الذى يشع منه الضوء الابيض الشاسع
.: سوف أتذكر كل شئ.....
(عمرو)...(هيثم)..(أمي)..(الشيخ محمد)...وتلك الفتاه ...
أنا قادم لكم ........
.....................
أنتهى .....
شكرا لك ... نتظر المزيد